«وطني الإمارات»: المرأة شريكة في الخير والعطاء

  • 9/5/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

قال ضرار بالهول الفلاسي مدير عام مؤسسة وطني الإمارات إن المرأة الإماراتية «كأنها النخلة تفرد ظلها خيراً، لأن الخير صبغة وجودها، وكنه تكوينها، إذا أعطت فلا حدود لعطائها، لأنها في كتاب الوجود أم العطاء، ونبع الخير وفيض الحنان والوفاء، هي المرأة التي لا يكتمل الوجود إلا بها، لأنها كينونة الوجود، ولا تستقيم المجتمعات إلا بها، لأنها ذات المجتمعات، ولا تنهض الحضارات إلا إذا منحتها المرأة قيمتها الحضارية، لأنها تفرد في الحضارات إيقاعاتها الإنسانية في الوجود، وحين نسأل التاريخ من علمه أبجديته الأولى يقول لنا: المرأة، لذلك فالمجتمعات التي لا تفكر بالمرأة كشريك أصيل في الفعل الحضاري، لن تعرف الحضارة طريقاً إليها، فإذا همشت المرأة همشت الحضارة وانزاحت عن غايتها الإنسانية». فطرة الخير وأضاف: «فكما هي الطبيعة تمنح الخير بفطرتها التي فطرها الله عليها، كذلك هي المرأة بطبيعتها مفطورة على الخير، والعطاء، فكانت في ذاكرة الشعوب والحضارات، مذ انتبهت الحضارة إلى ذاتها، رمزاً للخصوبة، وللجمال، والحياة، وكأن كينونة المرأة لا تكتمل إلا إذا أعطت، وكأنها كينونة في الخير والعطاء، وعلى خلفية الرؤية الحضارية لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي أسست ورسخت وجودها على منظومة من القيم الأخلاقية والحضارية الأصيلة، فأصبحت دولة معيارية في المجتمع الإنساني، كان إعلان سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة اختيار شعار «المرأة شريك في الخير والعطاء»، ليكون هذا الشعار كما بينت سموها تعبيراً صادقاً عن دور المرأة وقدرتها على التفاعل مع المبادرات المتعددة في الدولة، وبذل العطاء لكل من يحتاجه، ومشاركتها مع كافة فئات المجتمع رجالاً ونساء لإنجاح عام الخير الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله». كما قال: فالمرأة الإماراتية تحظى بمكانة مرموقة في المجتمع الإماراتي، دستوراً وقيماً، وعادات، وتقاليد اجتماعية أصيلة مستندة إلى وعي راسخ في الذاكرة التاريخية الإماراتية يعزز دور المرأة في الفعل الاجتماعي، والفعل الحضاري، والفعل الإنساني، ويمكنها شأنها شأن الرجل، لأن المجتمع الإماراتي مجتمع ينطلق من رؤية إنسانية للفرد سواء كان ذكراً أو أنثى، فهو يمكن الإنسان من ذاته ووجوده، لتصبح المرأة شريكاً اجتماعياً في صنع الحاضر والمستقبل، وشريكاً في الخير والعطاء، وشريكاً في بناء النهضة الإماراتية في المجالات كافة، وعلى كافة المستويات، متمثلة الأصالة والالتزام بالقيم الاجتماعية والحشمة، من دون أن يعيقها ذلك عن تبوؤ المناصب القيادية وصنع القرار، ما جعلها فاعلة ومتفاعلة ومشاركة في صنع حلم الوطن، ووطن الحلم. وبالتالي فإن فلسفة الخير والعطاء في المجتمع الإماراتي فلسفة راسخة في الوعي الفردي والوعي المجتمعي، لأن مفهوم العطاء الإماراتي كما أكدت سمو «أم الإمارات» متأصل في نفوس الإماراتيين، نساء ورجالاً منذ الأزل «لأنه أصيل أصالة القيم» فقد رسم لنا الآباء والأجداد الخطوط العريضة لبناء إمارات الخير وإدارة شؤونها وقيادة مؤسساتها بأبنائها الخيرين، رجالاً ونساء وشباباً وشابات، فإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أرسى قيم العطاء وعمل الخير كأحد المبادئ الرئيسة التي انطلقت منها رسالة دولة الإمارات، وجعلت أياديها البيضاء ممدودة في كل مكان، فعمل الخير والعمل الإنساني، ليس جديداً على دولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها، وليس جديداً أن تكون المرأة الإماراتية شريكة في الخير والعطاء، لأنها في الأصل شريكة في الفعل الحضاري، والفعل النهضوي، فكانت لها مساهماتها في المجالات كافة، سواء في الفعاليات الاجتماعية التي تساهم في ترسيخ قيم التضامن الاجتماعي، وقيم التشارك والتعاون في المجتمع المحلي، أو في المبادرات الإنسانية التي تجعل من دولة الإمارات والمرأة الإماراتية شريكاً إنسانياً في عمل الخير في المجتمع الإنساني، ما يرسخ فاعلية دولة الإمارات في العالم، ويرسخ دورها في مد يد العون لكل محتاج على جغرافية هذا الكوكب، وتأتي فاعلية المرأة ضمن هذه الفاعلية الإنسانية لدولة الإمارات، فقد أثبتت المرأة الإماراتية كما بينت سمو (أم الإمارات) أنها على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها في كل فعل خير أو عطاء إنساني أو مجتمعي تقوم به، سواء في داخل الدولة أو خارجها، وبالتالي فإن شراكة المرأة في عمل الخير والعمل الإنساني، تجعل من المرأة شريكاً استراتيجياً في كافة القطاعات المجتمعية مساهمة في التنمية المستمرة والمستدامة ما يعزز ثقافة الخير والعطاء في المجتمع الإماراتي، كثقافة يومية يعيشها الفرد والمجتمع، ومن هنا فإن المبادرات الوطنية في مجال العمل الخيري كما بينت سمو (أم الإمارات) أصبحت ـ بسبب تعددها وانتشارها محلياً وإقليمياً ودولياً ـ مكوناً أساسياً من مكونات الشخصية الإماراتية، وأصبح للدولة الدور البارز في تحسين الحياة وصون الكرامة الإنسانية حول العالم، مع ترسيخ موقعها بين الدول المانحة الأكثر عطاء وسخاء في مجال المساعدات الخارجية. تنمية مستدامة وأضاف: وحين نستعرض إنجازات المرأة الإماراتية في مجال عمل الخير والتطوع الإنساني، نجد أنها قطعت أشواطاً واسعة في هذا المجال، بإدراكها دورها المحوري في عملية التنمية المستدامة في المجتمع الإماراتي، ودورها المحوري في ترسيخ قيمة الخير في المجتمع الإنساني، سواء على مستوى المبادرات في القطاعات الصحية، أو الاجتماعية، أو الإنسانية، ليصبح فعل المرأة الإماراتية في هذا المجال معياراً للمرأة في كل مكان من العالم، لأنها في بلد جعل من تمكين المرأة أولوية وطنية عبر ترسيخ ثقافة مجتمعية تساند مشاركة المرأة في الشأن العام، فالإمارات بلد معياري في كل شيء، في السياسة، والاقتصاد، والمعرفة، والتنمية، والمواطنة، والثقافة، و التعايش، والتسامح، والسعادة، بلد هدفه واستراتيجيته وغايته الإنسان، تجاوز مرحلة تمكين المرأة ليمكن المجتمع عن طريق المرأة كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فتمكين المرأة الإماراتية لم يعد فكرة نظرية فحسب، وإنما هو فعل حقيقي نلمسه في مفردات المجتمع الإماراتي، وفي كافة مؤسساته، وقطاعاته، وهذا ما جعل فلسفة التمكين وما بعدها، فلسفة تنهض من الانسجام بين الفكرة والممارسة، بين النظرية ومدى تطبيقها على أرض الواقع، لتؤتي أكلها وثمارها يانعة في سبيل مجتمع إماراتي، يتفوق على الآخر ويتفوق على ذاته، ينشر المحبة والتسامح والسعادة، ليرسخا كثقافة ليس فقط في المجتمع المحلي وإنما كثقافة راسخة في المجتمع الإنساني، بما يقدم من نماذج ومُثل للمجتمعات الإنسانية، في كيفية التأصيل للمجتمع الفاضل وفي كيفية تحقيق الأمن المجتمعي، والسلام الداخلي والاطمئنان داخل الذات وبالتالي داخل المجتمع، لأنه مجتمع متأصل في قيمه، وعاداته وتقاليده، راسخ بهويته الوطنية، وانتمائه العربي، مستدام بتنميته، مستبصر برؤيته، منسجم مع ذاته. كما هو منسجم مع الآخر، شاهق بطموحاته التي لا حدود لها، فلا يقلقها ولا يعيقها مستحيل، منطلق بأحلامه إلى حدودها القصوى، منفتح على العالم، بمعارفه وتراثه، وعراقته، باسط يديه للإنسان في كل مكان بالخير والعطاء. انسجام ينسجم شعار «المرأة شريكة في الخير العطاء» مع قيم الماضي ومثله العليا الأصيلة، ومع فاعلية الحاضر، ورؤية المستقبل، كما يأتي استجابة لعام الخير الذي يفرد الخير كظل غمامة على العالم أجمع.

مشاركة :