دير الزور (سوريا) (أ ف ب) - نجح الجيش السوري الثلاثاء في كسر حصار فرضه تنظيم الدولة الاسلامية بشكل محكم على مدينة دير الزور في شرق البلاد منذ مطلع العام 2015 تمهيدا لطرده من المدينة، في هزيمة جديدة تضاف الى سجل الجهاديين. وجاء كسر الحصار بعد التقاء القوات المهاجمة من غرب مدينة دير الزور بتلك التي كانت محاصرة داخل مقر الفوج 137 المتصل بالاحياء الواقعة تحت سيطرة الجيش. ويشكل تقدم الجيش نحو دير الزور ضربة جديدة لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا الذي مني في الاشهر الاخيرة بسلسلة خسائر ميدانية ابرزها في مدينة الرقة، معقله في سوريا، حيث خسر سيطرته على اكثر من ستين في المئة من مساحتها منذ حزيران/يونيو الماضي. ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا"، "كسر الجيش العربي السوري ظهر اليوم الحصار عن مدينة دير الزور بعد وصول قواته المتقدمة من الريف الغربي الى الفوج 137"، وهي قاعدة عسكرية محاذية لاحياء في غرب المدينة يسيطر عليها الجيش السوري. واوردت حسابات الرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي خبر التقاء القوات المهاجمة "بأبطال الحرس الجمهوري والفرقة 17" الذين "صمدوا ودافعوا عن المدينة في وجه الإرهابيين طوال فترة الحصار". وافادت وكالة سانا عن احتفالات عمت احياء مدينة دير الزور "ابتهاجا بالنصر". وشاهد صحافي متعاون مع وكالة فرانس برس صباحاً اعلاماً سورية كثيرة رفعت في الشوارع، كما نقل مشاهدته لسكان يلقون التحية الصباحية قائلين "صباح النصر" بدلا من صباح الخير. وبدأ السكان منذ ايام التحضير لاحتفالات كسر الحصار. وقال عدي العلي (31 عاما) الاثنين لفرانس برس عبر الهاتف من دير الزور "المدينة تستعد لتعيش العيد الحقيقي وتتخلص من طغاة العصر وتفتح باب السجن للحرية". ويسيطر التنظيم الجهادي منذ صيف 2014 على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور النفطية والحدودية مع العراق وعلى نحو ستين في المئة من مساحة مدينة دير الزور. ومنذ مطلع العام 2015، تمكن التنظيم من حصار احياء عدة في المدينة ومطارها العسكري بشكل مطبق لتصبح المدينة الوحيدة التي يحاصر فيها التنظيم الجيش. - "هزيمة كبرى" - وبدأ الجيش السوري منذ أسابيع عدة عملية عسكرية واسعة باتجاه محافظة دير الزور، وتمكن من دخولها من ثلاثة محاور رئيسية هي جنوب محافظة الرقة، والبادية جنوبا من محور مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي، فضلا عن المنطقة الحدودية مع العراق من الجهة الجنوبية الغربية. ودخلت القوات المتقدمة من محور الرقة الى قاعدة اللواء 137. وتتواجد تلك المتقدمة من جبهة السخنة على على بعد نحو 12 كيلومترا من المطار العسكري جنوب غرب المدينة. واعلن الجيش الروسي، الذي يوفر غطاء جويا لتقدم الجيش السوري، في بيان الثلاثاء ان قواته اطلقت صواريخ من فرقاطة "الاميرال ايسن" واستهدفت "منطقة محصنة بالقرب من بلدة الشولة التي تسيطر عليها عصابة من المقاتلين القادمين من روسيا ومن رابطة الدول المستقلة" في صفوف الجهاديين. ومن المتوقع ان يخوض الجيش مواجهات شرسة في الايام المقبلة لطرد الجهاديين من ستين في المئة من احياء المدينة. ولا يزال جهاديو التنظيم يطوقون مطار دير الزور العسكري الى جانب عدد من الاحياء المحاذية له في جنوب المدينة التي يسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على 60 في المئة منها. ومن شأن سيطرة قوات النظام على مدينة دير الزور بدعم روسي أن تشكل ضربة جديدة لتنظيم الدولة الاسلامية الذي مني بسلسلة من الخسائر الميدانية في الاشهر الاخيرة في كل من سوريا والعراق المجاور. واعتبر الباحث في الشأن السوري ارون لوند في تعليق للصحافيين عبر البريد الالكتروني ان تقدم الجيش "يشكل من الناحية السياسية انتصاراً نوعياً لـ(الرئيس) بشار الاسد ومؤيدي الحكومة السورية وهزيمة كبرى لتنظيم الدولة الاسلامية". ورأى أن ما جرى يبدو وكأنه "نقطة تحول محتملة في الحرب في شرق سوريا، حيث سيصبح الاسد حالياً في وضع جيد يمكنه من تحسين موقعه في وقت يتلاشى فيه تنظيم الدولة الاسلامية". وتسبب حصار التنظيم للمدينة بمفاقمة معاناة السكان مع النقص في المواد الغذائية والخدمات الطبية. ولم يعد الوصول الى مناطق سيطرة الجيش متاحاً وبات الاعتماد بالدرجة الاولى على مساعدات غذائية تلقيها طائرات سورية وروسية وأخرى تابعة لبرنامج الاغذية العالمي. ويقدر عدد المدنيين الموجودين في الاحياء تحت سيطرة قوات النظام بمئة الف شخص فيما يتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن وجود أكثر من عشرة الاف مدني في الاحياء تحت سيطرة التنظيم. وتشير تقديرات أخرى الى ان العدد أكبر. ويعاني المدنيون المقيمون في الاحياء تحت سيطرة الجهاديين، وفق ناشطين، أيضاً من انقطاع خدمات المياه والكهرباء. © 2017 AFP
مشاركة :