واشنطن (أ ف ب) - ألمح الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي انتخب رئيسا بناء على خطاب حازم حيال الهجرة، الثلاثاء الى انه قد يؤجل البت في مصير مئات آلاف الشباب الذين لا يملكون تصاريح اقامة قانونية وسمحت لهم الادارة السابقة بالبقاء في الولايات المتحدة، عبر احالة الملف الى الكونغرس لدراسته واتخاذ قرار بشأنه. وكان برنامج "الاجراء المؤجل للقادمين في مرحلة الطفولة" (ديفيرد اكشن فور تشايلدهود ارايفالز - داكا) يهدف الى إضفاء صفة قانونية على أوضاع المهاجرين الذين دخلوا بطريقة غير مشروعة الى الولايات المتحدة مع اهاليهم وهم أطفال والسماح لهم بالدراسة والعمل علنا. وفي تغريدة صباحية على تويتر اشار ترامب الى انه قد يؤجل انهاء برنامج "داكا". وكتب ترامب في تغريدته "ليستعد الكونغرس من اجل القيام بعمله بشأن برنامج +داكا+". ويُفهم من التغريدة ان البيت الابيض قرر منح الكونغرس الاميركي الوقت من اجل ايجاد حل لحوالى 800 الف مهاجر شاب غالبيتهم من دول اميركا اللاتينية. وكان الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما امر قبل خمس سنوات بتطبيق برنامج "داكا" من اجل السماح لاطفال مهاجرين لا يملكون اقامة في الولايات المتحدة بتخطي عوائق وضعهم غير القانوني والسماح لهم بالدراسة والعمل بعيدا عن الخوف من تعرضهم للتوقيف والملاحقة. ويؤكد البيت الابيض منذ ايام ان عددا من الخيارات مطروحة للبحث ويحذر من التسرع في التوصل الى استنتاجات قبل الاعلان الرسمي للقرار. ومن المقرر ان يدلي وزير العدل جيف سيشنز باعلان بشأن مصير المستفيدين من برنامج "داكا" عند الساعة 11:00 صباحا (15:00 ت غ) الا انه لن يجيب على ما يبدو عن اي سؤال. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فان ترامب سيؤجل اتخاذ قرار البت في مصير البرنامج لستة اشهر وسيكلف الكونغرس بحث هذا الملف الشائك. في المعسكر الجمهوري، تحذر اصوات منذ ايام من محاولة إلغاء هذا البرنامج بشحطة قلم، في قرار يعرض للطرد هؤلاء الشباب "الحالمين" الذين تطلق عليهم هذه الصفة استنادا الى مشروع قانون لتعديل تشريعات الهجرة لم يتم تمريره في الكونغرس ويسمى "قانون الحلم" (دريم آكت). ولخص السناتور الجمهوري جيمس لانكفورد الشعور بالاستياء بجملة واحدة، قائلا "كاميركيين لا نحمل الاطفال قانونيا مسؤولية افعال أهلهم". لكن التوصل الى تسوية في الكونغرس خلال بضعة اشهر حول قضية تسبب انقساما في وواشنطن منذ سنوات، يبدو هدفا بعيد المنال. وتجدر الاشارة الى ان دونالد ترامب الذي شكل خطابه الناري حول الهجرة صلب حملته الانتخابية، عبر منذ وصوله الى البيت الابيض عن شكوكه وتردده حيال مصير هؤلاء الشباب. وهو قال قبل اشهر ان هذه القضية "بالنسبة لي من اصعب المواضيع"، مؤكدا رغبته في بحثها "بقلب كبير". وقال خلال حديث مقتضب مع صحافيين الجمعة في مكتبه الرئاسي "نحب الحالمين"، في عبارة لا تكشف شيئا، اتبعها بعبارة "نحن نحب الجميع". - وادي السيليكون في حالة استنفار - والمح المقربون من ترامب في عطلة نهاية الاسبوع الى ان القرار الرئاسي سيتخذ بناء على اعتبارات اقتصادية. وقالت كيليان كونواي مستشارة ترامب ان الرئيس "يريد ان يفعل ما هو منصف للعامل الاميركي، لسكان هذا البلد الذين يكافحون للحصول على وظائف". ويبدو جزء كبير من عالم الاعمال وخصوصا شركات التكنولوجيا المتطورة في وادي السيليكون في حالة استنفار ضد اي تشكيك في المرسوم الذي يؤمن للشبان الذين وصلوا الى الاراضي الاميركية قبل سن ال16ولا سوابق قضائية لهم، تصريحا بالاقامة لمدة سنتين قابلة للتمديد. وازال مارك زاكربرغ احد مؤسسي فيسبوك صورته على الموقع ليضع بدلا منها صورة مرفقة برسالة بسيطة تقول "ادعم داكا". وقال رئيس مجلس ادارة مجموعة آبل تيم كوك ان "250 من زملائي في آبل هم حالمون وانا معهم. انهم يستحقون احترامنا وحلا يليق بالقيم الاميركية". ويمكن ان يدفع هذا القرار المنتظر بترقب بالغ سلف ترامب الديموقراطي اوباما الى اعلان موقف. وفي آخر مؤتمر صحافي عقده في 18 كانون الثاني/يناير قبل رحيله من البيت الابيض، عبر اوباما عن رغبته في البقاء بعيدا عن الحياة السياسية، لكنه عدد الظروف التي يمكن ان تدفعه الى الخروج عن صمته اذا واجهت "القيم الاساسية" لاميركا تهديدا. وقال "اضع في هذه الفئة الجهود التي تهدف الى طرد الاطفال الذين كبروا هنا وهم من حيث كل المعايير اطفال اميركيون"، مدينا فكرة معاقبة "هؤلاء الاطفال الذين لم يفعلوا اي شيء سيء" لاسباب محض سياسية.جيروم كارتييه © 2017 AFP
مشاركة :