عواصم - وكالات - فيما أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن أكثر من 123 ألف من مسلمي الروهينغا نزحوا إلى بنغلاديش منذ بدء دوامة العنف الجديدة في ميانمار، في 25 أغسطس الماضي، تزايدت المخاوف من حدوث أزمة إنسانية في المخيمات المكتظة. وأفادت المنظمة الدولية أنها سجلت عبور 123 ألفاً و600 شخص هربوا من أعمال العنف في ولاية راخين في ميانمار ليلجأوا الى بنغلاديش، مشيرة إلى أن النساء والأطفال يمثلون 80 في المئة منهم. وعزز وصول النازحين المخاوف من كارثة إنسانية جديدة، في وقت تبذل منظمات الإغاثة جهوداً شاقة للتكيف مع تدفق اللاجئين إلى المخيمات المكتظة أصلاً في بنغلاديش، والتي يعيش فيها 400 ألف من الروهينغا الذين وصلوها خلال موجات عنف سابقة على مدى سنوات. وقال الناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان في بنغلاديش نور خان ليتون إن «وصول اللاجئين بأعداد كبيرة يخلق أزمة إنسانية هنا... الناس يعيشون في المخيمات وعلى الطرق وفي باحات المدارس وحتى في العراء، انهم يبحثون عن أماكن يلجأون إليها وستنقصهم المياه والغذاء». وتفاقمت مآسي الروهينغا الفارين إذ يواجهون أيضاً مخاطر الألغام الأرضية المنتشرة على الحدود بين ميانمار وبنغلاديش، حيث يجتاز كثير من النازحين الحدود وهم مصابون إما بالألغام وإما بالرصاص، وذلك وفق منظمات الإغاثة وحرس الحدود. في غضون ذلك، كشف مسؤولون أن بنغلاديش تعتزم المضي قدماً في خطة لتطوير جزيرة معزولة ومعرضة للسيول في خليج البنغال، ليقيم فيها موقتاً عشرات الآلاف من الروهينغا. وقال إتش.تي إمام المستشار السياسي لرئيسة الوزراء الشيخة حسينة «نمنعهم أينما استطعنا لكن توجد مناطق لا نستطيع أن نمنعهم فيها بسبب طبيعة الحدود مثل الغابات والتلال»، مضيفاً «طلبنا المساعدة من الوكالات الدولية لنقل الروهينغا موقتاً إلى مكان يستطيعون العيش فيه - جزيرة تسمى ثينغار تشار. ينبغي النظر بجدية في تطويرها». من جهته، أكد الناطق باسم المنظمة الدولية للهجرة ليونارد دويلي أنه يدور حديث بشأن فكرة نقل لاجئين إلى الجزيرة منذ سنين. وتبعد الجزيرة، التي تكونت نتيجة تراكم الطمي قبالة دلتا بنغلاديش قبل 11 عاماً فقط، ساعتين بالمركب من أقرب مكان مأهول، لكنها تتعرض لسيول خلال فترة الأمطار الموسمية من يونيو وحتى سبتمبر، وعندما تهدأ البحار يجوب القراصنة المياه القريبة بحثاً عن صيادين لخطفهم مقابل فديات. وتوازياً مع تفاقم الأزمة، تواصلت المواقف الدولية المنددة باستهداف السلطات في ميانمار لأقلية الروهينغا، فقد استدعت ماليزيا، أمس، سفير ميانمار للتعبير عن استيائها من العنف في ولاية راخين. وقال وزير الخارجية الماليزي حنيفة أمان إن «أعمال العنف الأحدث تظهر أن حكومة ميانمار لم تحقق تقدماً يذكر نحو إيجاد حل سلمي للمشاكل التي تواجهها أقلية الروهينغا، والتي يعيش معظم أفرادها في شمال غربي البلاد». كما أبدت ماليزيا مخاوفها من تحويلها إلى مقر للمتشددين، في ظل اضطهاد وفرار آلاف من الروهينغا. في غضون ذلك، بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، هاتفيا مع رئيسة حكومة ميانمار أونغ سان سو تشي، الحائزة على جائزة «نوبل» للسلام، قضية الروهينغا. وأكد أردوغان ضرورة الابتعاد عن استخدام القوة المفرطة، وإبداء مراعاة قصوى لعدم إلحاق الضرر بالمدنيين، مشددا على أن انتهاكات حقوق الإنسان المتصاعدة حيال مسلمي راخين تبعث على القلق العميق في العالم بأسره، وعلى رأسه الدول الإسلامية. وعقب محادثها مع أونغ سان سو تشي في ميانمار، أمس، طرحت وزيرة الخارجية الإندونيسية رينتو مرسودي حلاً إنسانياً من 4 نقاط لإنهاء الأزمة، هي السعي نحو إعادة الاستقرار والسلام في البلاد، وتجنب استخدام العنف، وحماية جميع المواطنين بغض النظر عن العرق والدين، والسماح بوصول المساعدات للمتضررين من العنف في أراكان.
مشاركة :