بوتين يشبه كوريا الشمالية بـ «عراق صدام»: سيأكلون العشب ولن يتخلوا عن «النووي» - خارجيات

  • 9/5/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

شيامين (الصين) - وكالات، «روسيا اليوم» - حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، من «كارثة عالمية» في حال عدم التوصل إلى تسوية ديبلوماسية للأزمة مع كوريا الشمالية، معتبراً أن فرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ سيكون «غير مفيد وغير فعال». وفي مؤتمر صحافي بختام قمة دول «بريكس» التي عقدت في مدينة شيامين الصينية على مدى ثلاثة أيام واختتمت، أمس، أكد بوتين أن «روسيا تدين العمليات» التي تقوم بها كوريا الشمالية، في إشارة إلى التجربة على قنبلة هيدروجينية يمكن تثبيتها على صاروخ، التي أجرتها بيونغ يانغ الأحد الماضي. وأشار إلى أن بلاده «تندد» بالأعمال «الاستفزازية» لكوريا الشمالية، لكنه أضاف أن «اللجوء إلى أي عقوبات في هذه الحالة غير مفيد وغير فعال». ودعا إلى حوار لحل الأزمة، محذراً من أي أعمال أخرى يمكن ان تؤدي الى تصعيد الوضع. وقال «إن الدخول في هستيريا عسكرية لا معنى له إطلاقاً. كل هذا قد يقود إلى كارثة عالمية وإلى عدد كبير من الضحايا». واعتبر أن بيونغ يانغ لن تتخلى عن برنامجها النووي تحت أي ضغط، آخذة في الحساب ما حصل بصدام حسين، مشيراً إلى أن الكوريين الشماليين سيأكلون العشب ولن يتخلوا عن تجاربهم النووية. وقال: «نعلم أن كوريا الشمالية تمتلك قنبلة نووية... بالإضافة إلى صواريخ متوسطة المدى، ولديها مدفعية بعيدة المدى وراجمات صواريخ، ولا جدوى في التصدي لها بأنظمة مضادة للصواريخ»، في إشارة ضمنية إلى المخططات لنشر منظومات «ثاد» الأميركية الدفاعية المضادة للصواريخ على أراضي كوريا الجنوبية. وأضاف: «الجميع يتذكرون ما حصل بالعراق وصدام حسين، الذي تخلى عن صنع أسلحة الدمار الشامل، لكن بالرغم من ذلك، وتحت ذريعة البحث عن هذه الأسلحة، تعرضت بلاده للتدمير، وانتهى صدام حسين شنقاً. الجميع يعرفون ذلك ويتذكرونه. وفي كوريا الشمالية أيضاً يعرفون ويتذكرون ذلك جيداً». وتساءل: «هل تعتقدون أن كوريا الشمالية ستتراجع عن نهجها في إنتاج أسلحة الدمار الشامل بسبب اتخاذ عقوبات ما ضدها؟». وأضاف «نعم كما قلت يوم (أول من) أمس خلال اللقاء مع زملائي، سيأكلون العشب (في كوريا الشمالية)، أنتم تدركون أنه لن يتوقف هذا البرنامج إذا لم يشعروا بالأمان والسلام». وإذ أشار إلى أن العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ لن تؤثر على الاقتصاد الروسي، لأن حجم التبادل التجاري بين البلدين «يقارب الصفر»، أوضح بوتين أن إمدادات النفط الروسي إلى كوريا الشمالية لا تُذكر، قائلاً «نزود كوريا الشمالية بإمدادات قدرها 40 ألف طن من النفط والمنتجات النفطية كل ربع سنة». وأضاف: «سألت (وزير الطاقة الروسي ألكسندر) نوفاك، 40 ألفاً كل ربع سنة لا شيء... لا توجد شركة طاقة (روسية) كبرى واحدة تضخ إمدادات هناك». وشدد على أنه «من السذاجة وضع روسيا على نفس لائحة العقوبات مع كوريا الشمالية وإيران، ومن ثم الطلب منها الانضمام إلى مسألة فرض عقوبات على بيونغ يانغ». سورية وفي الشأن السوري، ربط الرئيس الروسي انطلاق العملية السياسية لتسوية الأزمة وتثبيت الهدنة، بضرورة استكمال عملية تحرير ريف دير الزور من تنظيم «داعش» الإرهابي. وقال إن الوضع الميداني في سورية يتغير جذريا لصالح القوات الحكومية، التي ستحصل على تفوق غير مشكوك فيه، مشدداً على ضرورة إطلاق العملية السياسية فور استكمال تحرير دير الزور. واعتبر في الوقت نفسه أنه من السابق لأوانه الحديث عن الانتصار على الخطر الإرهابي، قائلا: «هل يمكننا أن نقول إنه تم القضاء على (داعش) و(جبهة النصرة) والتنظيمات الإرهابية الأخرى إلى الأبد؟ على الأرجح، من السابق لأوانه الحديث عن ذلك، لكن تغيُّر الوضع الميداني جذرياً في الأراضي السورية أصبح واقعاً». مصر وتطرق بوتين إلى علاقات روسيا مع مصر، مشيراً إلى أنه تلقى دعوة لزيارة مصر، وسيلبيها بعد تحديد الموعد المناسب. وقال: «العلاقات بين روسيا ومصر في صعود. الرئيس المصري السيد (عبد الفتاح) السيسي دعاني فعلاً لزيارة بلده، وسأقوم بها بسرور بعد تحديد موعد مناسب». وأضاف ان روسيا تتوقع أن يتم حل قضية أمن الطيران في مصر بشكل كامل في المستقبل القريب، مضيفاً: «نحن أيضا نريد أن تستأنف الرحلات الجوية مع مصر بالكامل... إننا نرى أن الأصدقاء المصريين يبذلون قصارى جهدهم لتوفير أمن الطيران». واشنطن وعلى خلفية تدهور العلاقات بين موسكو وواشنطن، هدد الرئيس الروسي بطرد 155 ديبلوماسياً أميركياً إضافياً من بلاده، قائلاً «نحتفظ بالحق في اتخاذ قرار حول عدد الديبلوماسيين الاميركيين الموجودين في موسكو لكننا لن نقوم بذلك في الوقت الحالي». وكانت موسكو أمرت واشنطن في السابق بخفض عدد دبيلوماسييها إلى 455 شخصاً بحلول الاول من سبتمبر الجاري، ليصبح مساوياً لعدد الديبلوماسيين الروس في الولايات المتحدة. وأوضح بوتين أن بين هؤلاء الديبلوماسيين 155 شخصاً يعملون في البعثة الديبلوماسية الروسية لدى الامم المتحدة في نيويورك، مما يعني أن بلاده يمكن ان تخفض عدد الديبلوماسيين الاميركيين الى 300 شخص «إنه 455 ناقص 155». وكانت روسيا اضطرت السبت الماضي إلى إخلاء قنصليتها في سان فرانسيسكو ومقرين ديبلوماسيين في نيويورك وواشنطن بعد صدور الأوامر الأميركية بتقليص عدد الديبلوماسيين.

مشاركة :