استعاد المنتخب السعودي مكانته الحقيقة في القارة الآسيوية، وأعلن رسميا بلوغه المونديال المقبل «روسيا 2018»، بعد فوزه الثمين والتاريخي على المنتخب الياباني 1 - 0 في جدة، في آخر مواجهات التصفيات الآسيوية، ليرافق الضيف «الأول» بوصفه ثاني المجموعة الثانية برصيد 19 نقطة متفوقا على المنتخب الأسترالي بفارق الأهداف. وشهدت المباراة حضور الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، الذي تفاعل بشكل لافت مع أحداث المواجهة وعلى الأخص عندما أطلق حكم المباراة صافرة النهاية التي أعلنت نجاح الأخضر في مهمته المونديالية. وغاب الأخضر منذ آخر ظهور في مونديال 2006، تباعا عن مونديالي 2010 و2014. وهذه هي المرة الخامسة التي يبلغ فيها المنتخب السعودي نهائيات كأس العالم بعد 1994 و1998 و2002 و2006. وستلعب أستراليا مواجهة فاصلة أمام المنتخب السوري «ثالث المجموعة الأولى»، وسيلعب الفائز مع فريق من اتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف) على بطاقة الظهور في روسيا. وكانت أستراليا حققت المطلوب بفوزها الصعب جدا على تايلاند 2 - 1 على ملعب «ملبورن ريكتانغولر ستاديوم» في ملبورن. لكنها لم تستطع تعويض فارق الأهداف مع السعودية. وبمؤازرة أكثر من 60 ألف مشجع يتقدمهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي تكفل بشراء جميع تذاكر المباراة، حقق الأخضر فوزه التاريخي على اليابان. وجاءت البداية سريعة من جانب الضيوف وفرضوا حصارا على مرمى منتخبنا الوطني في الخمس دقائق الأولى وتحصلوا على ركلة زاوية انتهت خطورتها في قبضة عبد الله المعيوف، وجاء التهديد السعودي الأول من هجمة مرتدة متبادلة بين نواف العابد ويحيى الشهري توغل بها الأخير داخل منطقة الجزاء قبل أن يتدخل المدافع الياباني. ومع مرور الوقت تحسن أداء لاعبي الأخضر وسيطروا على منطقة المناورة بفضل تحركات خماسي خط المنتصف، إلا أن الخطورة اليابانية ظلت حاضرة على مرمى الأخضر من الهجمات المرتدة السريعة التي دائماً ما يقف خلفها نوكازاكا، ومرت بسلام هجمة مرتدة على مرمى عبد الله المعيوف تردد المهاجم أكوازاكي في تسديدها. وجاء الرد من الجانب السعودي عن طريق يحيى الشهري الذي صوب كرة أرضيه زاحفة مرت بجوار القائم الياباني، واعتمد الضيوف على الغزو عن طريق الطرف الأيسر لمنع تقدم الظهير ياسر الشهراني وشكل الثنائي هوندا وشيبسيكي ثنائيا خطرا على مرمى الأخضر السعودي. وبعد مرور الربع ساعة الأولى تراجع لاعبو الأزرق الياباني إلى مناطقهم الخلفية معتمدين على الانطلاقات السريعة عن طريق الأطراف والتسديد من خارج منطقة الجزاء، غير أن جميع التسديدات لم تشكل خطورة تذكر على المرمى السعودي، وحرم مدافع اليابان يوشيدا مهاجم الأخضر محمد السهلاوي من انفراد صريح بالمرمى لم يتردد الحكم في إشهار البطاقة الصفراء في وجهه. وعلى الرغم من استحواذ لاعبي الأخضر على منطقة المناورة بشكل صريح، فإن الأخطاء المتكررة في التمريرات البينية وتراجع لاعبي المنتخب الياباني أفقدت لاعبي الأخضر صناعة الخطورة على مرمى الحارس الياباني كاوشيما. وفي الربع ساعة الأخيرة، اتضحت تعليمات المدير الفني لمنتخبنا الوطني مارفيك، وأعوز للاعبي المنتصف بمساندة المهاجم الوحيد محمد السهلاوي، والتسديد من خارج منطقة الجزاء، ومن ركلة زاوية للمنتخب الياباني حولها المدافع شوغي في الزاوية البعيدة، بيد أن نواف العابد كان في الموعد وأنقذ مرمى منتخبنا من هدف ياباني محقق. وصوب يحيى الشهري كرة بعيدة المدى اعتلت العارضة بقليل في محاولة لكسر الدفاع الياباني المحصن، وتحصل المهاجم الياباني أراغوتشي على خطأ بالقرب من منطقة الجزاء نفذها شيبازاكي داخل منطقة الجزاء أبعدها عبد الله المعيوف بقبضة يده خارج منطقة الجزاء لتجد ياكاغوتشي الذي صوبها صاروخية، وعاد عبد الله المعيوف للتألق وتصدى لهدف ياباني محقق. ودانت السيطرة الميدانية في الخمس دقائق الأخيرة للضيوف في الوقت الذي تراجع فيه لاعبو الأخضر لمناطقهم الخلفية، وكاد منصور الحربي يخطف هدف التقدم من تسديدة قوية اعتلت العارضة بقليل، بعدما قاد تيسير الجاسم هجمة مرتدة مررها على طبق من ذهب داخل منطقة الجزاء غير أن الحربي لم يوفق في استغلالها. ولم تشهد الدقائق الثلاث المضافة من حكم اللقاء أي خطورة تذكر على مرمى الفريقين، وظل اللعب محصورا وسط الملعب، مع تحفظ مدربي الفريقين خوفاً من تلقي هدف يبعثر الأوراق قبل التوجه لغرفة تغيير الملابس بين شوطي اللقاء. ومع مطلع شوط المباراة الثاني، استغنى المدير الفني لمنتخبنا الوطني عن المهاجم الوحيد محمد السهلاوي وزج بفهد المولد، بحثاً عن مجاراة سرعة لاعبي الضيوف، وفي الدقيقة الأولى من هذا الشوط توغل الظهير الأيسر منصور الحربي داخل منطقة الجزاء ومرر كرة زاحفة لم تجد أقدام لاعبي الأخضر. وتكررت خطورة الضيوف من ركلات الزاوية وأبعد المدافع منصور الحربي هدفا محققا عن مرماه بعدما حول المهاجم الياباني أكوازاكي كرة عرضية في الزاوية البعيدة عن عبد الله المعيوف، لكن الحربي كان في الزمان والمكان المناسبين، وعادت الخطورة اليابانية من هارغوتشي وصوب كرة من داخل منطقة الجزاء مرت بسلام على مرمى الأخضر، وتصدى عبد الله المعيوف لرأسية يابانية، وأرسلها طويلة للمهاجم فهد المولد الذي راوغ أكثر من مدافع، ووجد نفسه وجهاً لوجه أمام الحارس الياباني كاوشيما وسدد الكرة جميلة غير أن قدم الحارس الياباني أبعدت هدفا محققا للأخضر. وأهدر مهاجم الضيوف كوازاكي كرة الهدف الأول للأزرق الياباني وحول كرة رأسية بالقرب من المرمى لكن كرته مرت بجانب القائم السعودي، وجاء الرد من جانب منتخبنا الوطني، ومن هجمة منسقة، مرر نواف العابد كرة حريرية داخل منطقة الجزاء للبديل فهد المولد صوبها من أعماق قلبه وفك معها جميع الطلاسم التي عقدها مدرب اليابان في صفوفه الخلفية، لم يشاهدها الحارس كواشيما إلا وهي تستقر في شباكه. البديل الناجح فهد المولد شكل جبهة هجومية من الطرف الأيسر وأرهق الدفاعات اليابانية باختراقاته المتكررة، ومع الربع ساعة الأخيرة وقف الحظ مرة أخرى مع الضيوف ولم يستغل تيسير الجاسم كرة عرضية من فهد المولد أمام المرمى، حتى تدخل الدفاع الياباني في اللحظة الأخيرة. واضطر المدير الفني لإجراء تغيير اضطراري بعد إصابة المدافع أسامة هوساوي، ودفع بزميله معتز هوساوي، وواصل لاعبو الأخضر بحثهم عن هدف التعزيز، في الوقت الذي رمى فيه مدرب اليابان بجميع أوراقه الهجومية للبحث عن هدف التعديل، غير أن ثقة لاعبي الأخضر في إمكاناتهم أجبرت الضيوف على ارتكاب الأخطاء وسط الملعب بفضل السيطرة على منطقة المناورة، وقطع كل شاردة وواردة في منتصف الملعب. وتوالت الإصابات التي ضربت لاعبي الأخضر وأجبر مارفيك في الخمس دقائق الأخيرة على الزج بالمدافع عبد الله الزوري بديلاً عن زميله المصاب منصور الحربي، وتحصل الضيوف على كرة خطرة داخل منطقة الجزاء سددها هوندا بجوار القائم. وظل صمود لاعبي الأخضر أمام اندفاع لاعبي المنتخب الياباني، بفضل التنظيم الدفاعي وتحركات فهد المولد ونواف العابد عن طريق الأطراف. وفقدت الإمارات آخر فرصة لخوض ملحق التأهل بخسارتها 1 - صفر أمام العراق في استاد عمان. وأنهت الإمارات مشوارها في التصفيات الآسيوية باحتلال المركز الرابع في المجموعة الثانية برصيد 13 نقطة لتفشل في بلوغ النهائيات للمرة الثانية في تاريخها بعد نسخة 1990. ولم تكن للإمارات أنياب هجومية اليوم في غياب صانع اللعب عمر عبد الرحمن (عموري) أفضل لاعب في آسيا 2016 بسبب الإصابة، إضافة إلى الهداف علي مبخوت للإيقاف. واستغل ذلك منتخب العراق لينتزع الفوز بفضل هدف من ضربة رأس رائعة لأيمن حسين قبل مرور نصف ساعة. وكانت الإمارات بحاجة للفوز اليوم للإبقاء على فرصها مع انتظار نتيجة لقاء السعودية واليابان. ولم يكن للعراق فرصة قبل لقاء أمس لكنه حقق فوزا معنويا رفع رصيده إلى 11 نقطة. وفي المجموعة الأولى، حجز المنتخب السوري مقعده في الملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم، بعد التعادل 2 - 2 أمام مضيفه الإيراني. وشهدت الجولة تأهل المنتخب الكوري الجنوبي إلى المونديال رسميا، بعد تعادله أمام أوزبكستان سلبيا، كما خسر المنتخب القطري أمام نظيره الصيني 1 - 2. وعلى ملعب آزادي كان المنتخب السوري في حاجة للفوز على مضيفه الإيراني، وتعادل منافسيه أوزبكستان وكوريا الجنوبية ليتأهل رسميا للمونديال، لكنه فشل في الحفاظ على تقدمه وتعادل 2 - 2 ليتأهل للعب في الدور الفاصل المؤهل للمونديال. وتقدم المنتخب السوري بهدف سجله تامر الحاج محمد في الدقيقة 13، مسجلا أول أهدافه الدولية، وتعادل المنتخب الإيراني في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول بهدف سجله سردار أزمون. وفي الشوط الثاني، أضاف سردار أزمون الهدف الثاني للمنتخب الإيراني في الدقيقة 64، قبل أن يتعادل عمر السومة للمنتخب السوري في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع. ورفع المنتخب الإيراني رصيده إلى 22 نقطة في صدارة الترتيب، علما بأنه كان قد ضمن التأهل للمونديال قبل جولتين، فيما رفع المنتخب السوري رصيده إلى 13 نقطة في المركز الثالث بفارق الأهداف أمام أوزبكستان. وحجز المنتخب الكوري الجنوبي مقعده في نهائيات كأس العالم بعد تعادله سلبيا مع مضيفه أوزبكستان. ورفع المنتخب الكوري الجنوبي رصيده إلى 15 نقطة في المركز الثاني، كما رفع المنتخب الأوزبكي رصيده إلى 13 نقطة في المركز الرابع. وتعد هذه هي المرة التاسعة على التوالي للمنتخب الكوري، التي يشارك فيها في نهائيات المونديال، حيث بات سابع المنتخبات المتأهلة لمونديال روسيا، بعد منتخبات روسيا والبرازيل وإيران واليابان والمكسيك وبلجيكا. في حين سقط المنتخب القطري أمام ضيفه الصيني 1 - 2 في مباراة تحصيل حاصل للفريقين. وتقدم المنتخب القطري بهدف سجله أكرم عفيف في الدقيقة 47، وتعادل زي تشياو في الدقيقة 74 للمنتخب الصيني، قبل أن يسجل وو لي الهدف الثاني للمنتخب الصيني في الدقيقة 83. وأنهى المنتخب الصيني المباراة بعشرة لاعبين بعد طرد زهينج زهي في الدقيقة 81. ورفع المنتخب الصيني رصيده إلى 12 نقطة في المركز الخامس، وتوقف رصيد المنتخب القطري عند سبع نقاط في المركز السادس الأخير.
مشاركة :