الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يبدي فتورا متزايدا تجاه إعلام بلاده، ويوجه اللوم إلى الصحافيين بالقول إنهم يبالغون بالاعتداد بأنفسهم ولا يولون اهتماما كافيا بالبلد.العرب [نُشر في 2017/09/06، العدد: 10743، ص(18)]مشغول بما هو أهم فورباك (فرنسا) – يبدي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فتورا متزايدا تجاه إعلام بلاده، ووجه اللوم إلى الصحافيين بالقول إنهم “يبالغون بالاعتداد بأنفسهم ولا يولون اهتماما كافيا بالبلد”، وذلك في معرض رده على سؤال حول قلة تواصله مع الإعلام. وقال ماكرون لأحد مراسلي قناة “فرانس 2” العامة الذي سأله عن سبب قلة تصريحاته الإعلامية، إن “الصحافيين ليسوا محور اهتمامي، أنا أولي اهتمامي للفرنسيين، هذا ما يجب فهمه”. ولدى سؤاله على هامش زيارته لمدرسة في جنوب فرنسا مع بدء الموسم الدراسي، قال ماكرون إن الأولى بالصحافيين الاهتمام باثنى عشر مليون طفل عادوا إلى المدرسة بدلا من طرح أسئلة عليه حول تواصله مع الإعلام. وأضاف “لكن الصحافيين لديهم مشكلة. إنهم شديدو الاعتداد بأنفسهم ولا يولون اهتماما كافيا بالبلد. حدثوني عن الفرنسيين”. وكان فريق “فرانس 2” يعد موضوعا عن تواصل الرئيس مع الإعلام وقلة تواصله الإعلامي منذ بداية ولايته خلافا لما درج عليه أسلافه. ولكن بعد تدني شعبيته إلى ما بين 30 و40 بالمئة في الأسابيع الأخيرة، قرر ماكرون أن يتوجه أكثر إلى الفرنسيين، فأجرى مؤخرا مقابلة مطولة مع مجلة “لوبوان” وعين الصحافي برونو روجيه-بوتيه متحدثا باسم الرئاسة. وفي المقابل تظهر الأوساط الصحافية في فرنسا عدم ارتياح تجاه طريقة تعامل ماكرون مع الصحافة، حيث أعلنت نقابات تمثل الصحافيين في حوالي 20 مجموعة إعلامية فرنسية في مايو الماضي، أن حكومة ماكرون ترسل إشارات “مقلقة للغاية” من العدائية تجاه استقلالية الصحافة. وفي بيان نشر على العديد من المواقع الإلكترونية، اتهمت فروع “جمعية الصحافيين” الحكومة باستخدام الضغوط والتهديدات القانونية ضد صحافييها. وكان من الموقعين فرع جمعية الصحافيين في “وكالة فرانس برس”، بالإضافة إلى صحف وإذاعات وتلفزيونات مثل “لوموند” و”ليبراسيون” و”ليزيكو” و”راديو فرنسا” و”أوروبا 1” و”بي أف أم تي في” و”فرانس 2”. وتقدم ماكرون الشهر الماضي بشكوى قضائية ضدّ مصوّر صحافي بتهمة “المضايقة وانتهاك الخصوصية”، خلال عطلته الصيفية التي يقضيها مع زوجته بريجيت في مدينة مرسيليا جنوب فرنسا. واختار الرئيس وزوجته عدم الإفصاح عن وجهتهما في العطلة، لكن صحيفة “جورنال دو ديمانش” الأسبوعية كشفت مكان إقامتهما.
مشاركة :