وصف رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير لقاءه مع رئيس حركة «حماس» في قطاع غزة يحيى السنوار بأنه كان «مثمراً». وصل ماورير صباح الثلثاء الى غزة عبر معبر بيت حانون (ايريز) على الحدود الشمالية بين غزة وإسرائيل والتقى بالسنوار في مكتبه غرب مدينة غزة، قبل أن يجتمع بممثلين عن المجتمع المدني ويلتقي عائلات معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وقال ماورير، الذي استغرقت زيارته الى القطاع ساعات عدة، إنه بحث مع السنوار «الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة»، قبل أن يلتقي مع عشرات الشخصيات وممثلي مؤسسات أهلية وحقوقية. ورفضت المتحدثة باسم بعثة اللجنة الدولية في غزة الإجابة عن سؤال لـ «الحياة» ما إذا كان ماورير بحث مع السنوار قضية الأسرى الإسرائيليين لدى حركة «حماس» أو طلب زيارتهم، علماً بأن وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن ماورير بحث مع السنوار ملف الأسرى الإسرائيليين. وأضاف ماورير للصحافيين عقب لقائه السنوار أن «الوضع لا يزال على ما هو عليه في غزة، بل في بعض النواحي أسوأ مما كان عليه بعد النزاع الأخير في ٢٠١٤». وأشار الى أن «تقارير العاملين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة تؤكد صعوبة الوضع». وأوضح أنه «حسب القانون الدولي لا يوجد توازن بين الوضع الإنساني والخطر العسكري»، لافتاً إلى أن «الوضع التجاري والاقتصادي مع الضفة الضفة وصل إلى الحد الأدنى». كما التقى ماورير، ممثلين عن ذوي الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، والمزارعين والصيادين، وزار موقعاً لضخ مياه الصرف الصحي غير المعالجة الى مياه البحر المتوسط بسبب أزمة الكهرباء الطاحنة في القطاع منذ أكثر من أربعة أشهر. كما زار فلسطينياً في منزله، كان فقد ساقه خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع، ولديه سبعة أبناء عاطلين من العمل يمثل نموذجاً لمعظم المتضررين من العدوان الإسرائيلي. وقال ماورير: «سمعت من الشهود أن هناك إرادة صمود وتحدي، لكن السؤال الى متى سيستمر ذلك». وأضاف: «أشد ما يدهشني في غزة البون الشاسع بين الرغبة والحرص على التعلم وحال الفقر في المجتمع، حيث لا توجد حالة مشابهة في العالم». وأعرب عن تفهمه «حالة الإحباط الناتجة من الخلاف الفلسطيني مثل الكهرباء وما لها من انعكاسات على نواحي الحياة وحياة الناس». واعتبر أن «هناك قضية معقدة يصعب التعامل معها بين مزيج من الطوارئ، الذي يحتاج الى تدخل عاجل، والمزمن الناتج من الطوارئ المتراكمة وتحتاج إلى رؤية بعيدة المدى». ووعد بأن يستمر «في لفت انتباه السياسيين وصانعي القرار من جميع الأطراف إلى أهمية وخطورة الوضع القائم في غزة للبحث عن حل سياسي للقضية وتخفيف المعاناة عن المواطن». وشدد على أن «القضية ليست حاجات إنسانية، لكنها قضية قانون وكرامة وحقوق إنسان واحتلال طويل الأمد وانتهاك القانون الدولي»، في إشارة الى الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وكانت سهير زقوت المتحدثة باسم الصليب الاحمر في القطاع قالت إن «الهدف من هذه الزيارة الاطلاع على الأوضاع الإنسانية». وقالت اللجنة الدولية في بيان ان زيارة ماورير الى المنطقة ستستمر ثلاثة أيام، سيلتقي خلالها مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين في رام الله وغزة وتل أبيب لمناقشة عدة مواضيع تثير قلق اللجنة الدولية. ويعقد ماورير مؤتمراً صحافياً الخميس في القدس بعد لقائه مختلف الأطراف.
مشاركة :