ألقى تقرير سري للكونجرس الأمريكي الضوء على طبيعة العلاقات، التي دأبت عليها قطر مع كل من إيران وإسرائيل. وكشف التقرير الصادر عام 2008 عن الاستراتيجيات التي سارت عليها الدوحة بعيدًا عما رسمته دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك «لضمان أمنها واستقرارها» كما تزعم. ولفت التقرير إلى حرص قطر على تعزيز علاقاتها مع إيران، رغم أن العلاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي وطهران تشهد توترًا متقطعًا. ورغم النفي المكرر للمسؤولين القطريين، إلا أن التقرير الأمريكي كشف عن مزيد من الاجتماعات المتكررة لمسؤولين قطريين بشخصيات من داخل الحكومة الإيرانية خاصة في السنوات الأخيرة، وتأكيد الدوحة حيادها في أي صراع، بدءا من الحرب العراقية الإيرانية. فحوى تقرير الكونجرس عززته برقية سرية للسفير الأمريكي السابق لدى الدوحة جوزيف لابارون، أكد فيها أن قطر وعلى لسان مسؤوليها لا توافق على عزل طهران أو قصفها أو جعلها عدوًا، وترى أن العلاقات الإيرانية القطرية «ودية». وتعزز هذه التصريحات شكوك الدول المقاطعة التي تتهم قطر بضربها لمقررات مجلس التعاون الخليجي عرض الحائط. تقرير الكونجرس أشار أيضًا إلى العلاقات الدائمة للدوحة مع تل أبيب واستعرض الزيارات التي كان يجريها مسؤولون إسرائيليون للعاصمة القطرية. ومن أبرز ما جاء بهذا الصدد، استضافة قطر لمجموعات العمل العربية الإسرائيلية، ثم استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز عام 1996. إلى جانب موافقة قطر على إنشاء بعثة تجارية إسرائيلية في الدوحة. كما نفى التقرير أن تكون قطر قد أغلقت مكتب التمثيل الإسرائيلي فيها، حيث أكد تقرير الكونغرس، نقلاً عن مسؤولين قطريين، أنه وبعد بدء الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 استمر العمل على مستوى منخفض جدًا في هذا المكتب ولم يغلق فعلاً.
مشاركة :