رصدت صحيفة “تليجراف” البريطانية حجم الدمار الذي يمكن أن يلحق بسول عاصمة كوريا الجنوبية في حال تعرضت لهجوم نووي من قبل جارتها الشمالية. وقالت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم بعنوان “ما هي نتائج سقوط قنبلة هيدروجينية على سول؟”، إن نحو 2 مليون من سكان المدينة سيقتلون إذا تم تفجير سلاح نووي في نفس حجم الجهاز الذي اختبرته كوريا الشمالية يوم الأحد الماضي. وفي الوقت الذي تزيد فيها كوريا الشمالية إنتاجها من الأسلحة النووية تدريجيًا، أجرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية اختبارات متكررة تحاكي انفجار والرؤوس الحربية على العاصمة وسكانها. ونفذة وزارة الدفاع الأمريكية تجربة في 1998 قبل 8 سنوات من تمكن كوريا الشمالية من تنفيذ أول اختبار لها تحت الأرض يحاكي تفجير 15 كيلو طن من الرؤوس الحربية فوق قاعدة “يانجسان” الأمريكية في قلب سول. وكانت القنبلة التي أسقطت على هيروشيما في 1945 تزن 15 كيلو طن أيضًا وقتلت نحو 135 ألف شخص. وعن سيناريو ضرب كوريا الشمالية لسول تقول الصحيفة إن كل مبنى على بعد 500 قدم من بؤرة التفجير سوف يتفكك وأي شخص على مسافة ميل سوف يعاني في الحال من حروق من الدرجة الثالثة، كما أن نحو 620 ألف شخص سيموتون في الحال أو خلال أسابيع أو أشهر كنتيجة للتعرض للإشعاع. انطلاقا من قوة الهزة الأرضية الناتجة عن آخر اختبارات كوريا الشمالية والتي امتدت لأكثر من 4 آلاف قدم تحت سطح الأرض، قدّر محللون بكوريا الجنوبية قوة التفجير بنحو 50 كيلوطن. وقالت صحيفة “تشو صن إيلبو” إن تفجير بهذا السلاح فوق سول سوف يتسبب في 2 مليون وفاة، بينما سيتسبب النبض الكهرومغناطيسي في تجميد كل الأجهزة الإلكترونية. الصحيفة التي تصدر في سول، أشارت إلى حرص كوريا الجنوبية والولايات المتحدة والصين واليابان، المستمر على تقدير قوة كوريا الشمالية النووية، مؤكدة أن جميعهم قرروا أن اختبار الأحد كان أكثر بكثير من 50 كيلوطن، بينما قدره البعض بأكثر من 100 كيلو طن. وبحسب الصحيفة فإن تفجيرًا بهذا الحجم فوق سول سوف يتسبب في تبخر بنايات على بعد 1200 قدم من نقطة الانفجار، والمباني المتواجدة على بعد 1.5 ميل من الانفجار سوف تذوب أو تحترق، بينما سيعاني أي شيء على بعد 7 أميال من دمار شديد . وأكدت أن أي شخص متواجد على بعد 2.5 ميل من التفجير سيتعرض لحروق من الدرجة الثالثة وأنه لن ينجو كائن حي من مثل هذه الكارثة. يذكر أن كوريا الشمالية أعلنت مطلع الأسبوع الجاري عبر التلفزيون الرسمي أنها اختبرت بنجاح قنبلة هيدروجينية بأمر من الزعيم كيم جونج أون مضيفة أنّ التجربة حققت نجاحًا كاملاً وكانت خطوة ”مهمة“ لاستكمال برنامج الأسلحة النووية في البلاد. وذكر مسؤولون يابانيون وكوريون جنوبيون أن زلزالا رصد قرب الموقع الذي أجرت فيه كوريا الشمالية تجربتها بقوة تزيد نحو عشر مرات عن تجارب سابقة وأضافوا أن هذه هي التجربة النووية السادسة التي يجريها الشطر الكوري الشمالي. ولم يرد تأكيد مستقل للتقرير بأن التفجير كان لقنبلة هيدروجينية. وتسعى كوريا الشمالية، تحت قيادة كيم، إلى تصنيع سلاح نووي صغير وخفيف يمكن حمله على صاروخ باليستي طويل المدى دون التأثير على مداه وأن يكون قادرًا على دخول الغلاف الجوي من جديد دون أن يحترق. وقال أحد الخبراء إن حجم تفجير يوم الأحد يعني أنها يمكن أن تكون تجربة لقنبلة هيدروجينية.
مشاركة :