الآن فهمنا لماذا صحونا ذات يوم من أيام كأس العالم الماضية في البرازيل فوجد بعضنا نفسه يشجع تشيلي ووجد بعضنا الآخر نفسه يشجع كوستاريكا! الآن عرفنا لماذا غضبنا فطرياً لخروج الإكوادور مبكراً، وهللنا لفوز كولومبيا على اليابان بل وكوت دي فوار! يبدو كذلك أن حبنا للبرازيل والأرجنتين مغروس فينا من قديم دون أن ندري ليس بفعل بيليه وماردونا فقط وإنما لعوامل أخرى قل فطرية أو وراثية أو إنسانية! يبدو أن هذا الحب المفطور فينا أو المغروس نابع من عوامل ميتافيزيقية أو قد تكون فيزيقية تجلت في مواقف هؤلاء وغيرهم من أهل هندوراس وبوليفيا وفنزويلا وبيرو وسلفادور مما يجري في غزة! أتحدث هنا إنسانياً لا سياسياً .. أتحدث رياضياً لا هندسياً حتى لا يغضب البعض لمجرد الإشادة بدول أمريكا اللاتينية والكاريبي-تصور الكاريبي- لموقفهم الإنساني الرائع من مذبحة غزة! الآن عرفنا لماذا اخترق سانشيز وفيدال وهرنانديز وسواريز وكامبل قلوبنا قبل أن يخترقوا مرمى الخصم! والآن الآن عرفنا لماذا تعاطفنا مع السيدة ديلما روسيف رئيسة البرازيل وما زلنا ومع رئيسة الأرجنتين كريستينا فرنانديز وما زلنا قبل أن يخطف قلوبنا بل وعقولنا إيفومورالس رئيس بوليفيا الذي طالب باعتبار اسرائيل دولة إرهابية! هل كانت أصول ايفومورالس عربية؟ أبداً! ..إسلامية؟! أبداً ..هل كانت جدته الأولى من الحضارمة الرحل؟! أبداً هل كان الرئيس التشيلي سيباستيان عربياً متخفياً أم كان الرئيس الفنزويلي نيكولاس ما دورو إسلامياً صرفاً؟! لا هذه ولا تلك! إنهم شعلة الضمير المتقد الذي انطفأ على مستوى العالم.. بالمناسبة ليست هناك داعش في بوليفيا ولا واغش في الارجنتين بل ليس هناك أنصار وهميون لبيت المقدس ولا أمراء حرب مسلمون ولا غير ذلك من فيروسات ابتليت بها الأمة حتى زادت الغمة فلم يعد يفرق بعضنا بين العدو وبين الصديق.. بين الخصم الأبدي وبين الشقيق. أقل ما يجب فعله والحال كذلك أن يبرق أمين الجامعة العربية.. العربي نبيل إلى قادة هذه الدول لشكرها وإعلان التقدير لموقفها.. أم ان ذلك أيضاً خروج عن المألوف؟! أقل ما يجب فعله أن يبادر اتحاد المحامين العرب والحقوقيين العرب والعمال العرب والصحفيين العرب والكتاب العرب بتحية كل صوت منصف للحق وكل قلم جاهر بالحق من الاصدقاء في امريكا اللاتينية والكاريبي وأمريكا الوسطى. sherif.kandil@al-madina.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (41) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain