الفقر في أفغانستان يدفع بالأطفال الى الإرتماء بأيدي طالبان

  • 9/6/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

غزنة (أفغانستان) (أ ف ب) - أنقذت الشرطة هذا الصيف، وفي اللحظة الاخيرة، عشرات الأطفال الأفغان الذين كان يراد تجنيدهم من دون علمهم في صفوف حركة طالبان، ما يكشف العواقب غير المباشرة لموجة من الفقر تتفشى في أفغانستان. واعلنت قوات الأمن في ولاية غزنة (وسط شرق) انها اعترضت 38 صبيا على الحدود الباكستانية، مشيرة الى ان بعضا منهم بالكاد يبلغ الرابعة من العمر، وهم ينتمون الى عائلات فقيرة. فقد جندهم مهربون يعملون لحساب حركة طالبان، كما تقول السلطات الافغانية، واعدين اياهم بالحصول على تعليم مجاني في مدرسة قرآنية. وتقول كابول ان ما يحصل مختلف تماما، اذ يقوم ملالي اصوليون في باكستان باعطائهم دروس دينية قبل تدريبهم على القيام باعتداءات في افغانستان. وقال شفيع الله (9 سنوات) بعد ان أنقذته الشرطة، لوكالة فرانس برس، ان "اهلنا دائما ما ارادوا ان نتخصص في الدراسات الاسلامية، لكننا كنا نجهل انهم يخدعوننا ويغسلون أدمغتنا حتى يجعلوا منا انتحاريين". -وقف التجنيد- والاستعانة بالاطفال في اطار النزاع الافغاني مسألة معروفة، بما في ذلك من جانب قوى الأمن التي تنتشر بين عناصرها ظاهرة استغلال الاطفال جنسيا في اطار ما يسمى "باشا بازي". وقد تعهد الرئيس الاميركي دونالد ترامب الشهر الماضي في خطاب حول افغانستان ب "وقف تجنيد الارهابيين". لذلك تشكل حالة قاصري غزنة تقنية تنتقدها منذ فترة طويلة السلطات الافغانية والمنظمات غير الحكومية لاسيما منها هيومن رايتس ووتش، التي أعدت في 2016 تقريرا حول هذا الموضوع. وينفي المتمردون القيام بهذه الممارسات. ويقول الخبراء ان الفقر هو العامل الرئيسي الذي يغذي هذه الظاهرة. والأهالي العاجزون عن تأمين حاجات ابنائهم، قد يضطرون من دون ان يدروا الى رميهم في ايدي المتطرفين. والتقت وكالة فرانس برس اطفالا وضعوا في ميتم في غزنة في انتظار العثور على عائلاتهم. وقال نبيه الله (9 سنوات) ان "هؤلاء الأشخاص كانوا يريدون أخذنا الى مدرسة في كيتا (باكستان) لمتابعة دروس دينية في مدرسة قرآنية، وقد تحدثوا في هذا الشأن مع أبي وأعطى موافقته". واضاف آخر يبلغ الثامنة من عمره، ان "اثنين من عناصر حركة طالبان جاءا وقالا انهما يريدان أخذنا الى مدرسة في كيتا، ولا يتوافر لدي مزيد من المعلومات، لكنهما اعتقلا". واعلن قائد الشرطة الاقليمية محمد مصطفى مايار، ردا على اسئلة وكالة فرانس برس، ان اعمار الاولاد تراوحت بين الرابعة وال14. واضاف "أعطاهم خاطفوهم مخدرات حملتهم على النوم وأفقدتهم القدرة على التركيز. لقد فقدوا الشعور بالوقت". -مثل سجن- لكن العائلات ترفض نظرية الخطف، كهذا الجد من باكتيكا، حجي نك محمد (70 عاما) الذي قال ان احفاده الثلاثة الذين تتفاوت اعمارهم من 8 الى 13 عاما، "كانوا متوجهين الى باكستان حيث يدرسون لدى توقيفهم على الطريق السريع" على الحدود. واكد زعيم قبلي في الولاية نفسها "يتم ارسال اطفال ليتعلموا في المدارس الباكستانية، لكني لا اعتقد انهم تلقوا تدريبات ليصبحوا انتحاريين". لكن السلطات الافغانية تقول انها دائما ما تعترض اطفالا-جنودا. وقد اوقف واحد منهم في الحادية عشرة من عمره في قندوز في حزيران/يونيو الماضي، بينما كان يستعد لمهاجمة عناصر من الشرطة، اقتناعا منه بأن قوى الأمن هي إما "كفرة وإما تتلقى اوامر من الكفرة". من جانبها، ذكرت هيومن رايتس ووتش في تقريرها "يقول ذوو اطفال مجندين، في ال13 من العمر، ان الاولاد الذين علمتهم حركة طالبان، اكتسبوا مهارات عسكرية ومنها استخدام الاسلحة النارية وانتاج عبوات متفجرة وزرعها". ويؤكد احمد شهير الذي وضع اطروحة حول المدارس الباكستانية في جامعة الازهر بالقاهرة، ان هذه المدارس قد اعتادت على التجنيد في العائلات الفقيرة في افغانستان. ويتم التركيز على تعليم الصغار البعيدين عن عائلاتهم اساليب التطرف. لذلك اضاف ان ما بين عشرة الى عشرين الف طفل افغاني قد تعلموا في المدارس الباكستانية. ويؤكد البنك الدولي والحكومة الافغانية في تقرير صدر في ايار/مايو، ان الفقر المطلق يزداد في البلاد، ويشيران الى ان 39% من الافغان غير قادرين على تلبية حاجاتهم الاساسية. وذكر شهير ان "الحياة صعبة جدا بالنسبة اليهم هناك: لا يقدمون لهم شيئا ليأكلونه، فيضطرون الى التسول على الأبواب. عندما تكون في الرابعة او الخامسة من العمر، وبعيدا عن ذويك، ولا تتوافر لديك الامكانية للعودة الى المنزل، تصبح المدرسة سجنا". وخلص الى القول "رويدا رويدا يبدأون باحتقار عائلاتهم التي لم تتمكن من مساعدتهم. هنا يبدأ غسل الدماغ".ذكريا هاشمي © 2017 AFP

مشاركة :