فصائل البادية السورية توافق على الانسحاب للأردن

  • 9/6/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عمّان، دمشق – «القبس» وأ ف ب | في مؤشر جديد على قرب انتهاء القتال في سوريا، قال مبعوث الأمم المتحدة لمحادثات السلام ستيفان دي ميستورا: إن على المعارضة السورية قبول أنها لم تنتصر في الحرب على الرئيس بشار الأسد. وقال دي ميستورا «القضية هي.. هل ستكون المعارضة قادرة على أن تكون موحدة وواقعية بالقدر الكافي لإدراك أنها لم تفز؟». وبسؤاله عما إذا كان يقول ضمنا إن الأسد انتصر قال دي ميستورا: «لست أنا من يكتب تاريخ هذا الصراع.. لكن في اللحظة الحالية لا أعتقد أن أي طرف بإمكانه إعلان الانتصار». في غضون ذلك، قال رئيس ادارة العمليات في الاركان الروسية الجنرال سيرغي رودسكوي ان المفاوضات بين السوريين في «أستانة» ستستأنف في 13 سبتمبر، موضحا ان جولة المباحثات السادسة ستخصص لإقرار الوثائق الخاصة بالرقابة على مناطق خفض التوتر، لا سيما إدلب، مشيراً إلى ان «أستانة» أثبتت فعاليتها من جهة التزام كل الاطراف بنظام وقف النار وخروج المسلحين. بدوره، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف: إن اتفاقًا قريبًا ونهائيًا يضمن إنشاء مناطق «تخفيف التوتر» في محافظة إدلب. وأضاف ان الاتصالات بين الدول الضامنة (روسيا وإيران وتركيا) بشأن «تخفيف التوتر» في إدلب «كبيرة»، وان «الحديث يدور حاليًا عن تنسيق مواصفات وشكل المنطقة وأساليب ضمان الأمن في ريفها. في وقت يرى مراقبون «صعوبة بالغة» في تحديد المناطق، في ظل سيطرة «هيئة تحرير الشام» (النصرة) على معظم أرجاء المحافظة. وكانت القوات الروسية اقامت منطقة فصل بين فصائل «الجيش الحر» التابعة لعملية درع الفرات التي تقودها تركيا، و«قوات سوريا الديموقراطية» (قسد) في مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي؛ بغية منع وقوع استفزازات وصدامات. غير ان رئيس المكتب السياسي في لواء المعتصم التابع لدرع الفرات قال إن التصريحات الروسية الكاذبة وإن فصيله غير معني بها». البادية والجبهة الجنوبية وفي الجنوب السوري، تتجه الامور إلى خواتيمها، بعد ان وافقت قوات «الشهيد أحمد العبدو» و«جيش أسود الشرقية»، على الانسحاب إلى الأردن. وقالت مصادر إن قرار الفصيلين جاء بقرار من غرفة العمليات المشتركة «الموك»، وبدأت أولى خطوات تنفيذه بنقل سكان مخيم الحدلات، الواقع على الحدود، باتجاه مخيم الركبان في الشمال الشرقي على الحدود بمسافة 80 كيلو متراً. ويتوقّع ان يفتح ذلك الطريق امام بدء مفاوضات مع الجانب الروسي؛ للتوصل الى اتفاق يفضي لانسحاب الميليشيات الشيعية من البادية السورية أيضا. وفي السياق، كشف قائد جيش أسود الشرقية طلاس سلامة لـ القبس عن جود اتصالات مع مسؤولين أردنيين لتوسيع دائرة وقف إطلاق النار، في وقت أشارت مصادر في الجيش الحر لـ القبس إلى أن هناك ترتيبات لعقد لقاء جديد قريبا في عمان يضم «الأردن وروسيا والولايات المتحدة» مع الفصائل المقاتلة في البادية للوصول إلى تفاهمات حيال الوضع على الأرض. وفي هذا السياق، قال مسؤول أردني بارز لـ القبس إن بلاده بدأت تنتهج سياسة التحوّط في ما يختص بتطورات الحرب، وخصوصا في المناطق الحدودية. وأضاف إن نجاح اتفاق «الهدنة» في الجنوب السوري الذي ترعاه عمان وروسيا واميركا فتح آفاقا جديدة في التعاطي مع الوضع القائم على الأرض لجهة توسيع الاتفاق ليشمل مناطق أخرى في البادية. وأكدت مصادر مطلعة أن الاجراءات الأردنية هي ميدانية تكتيكية، ولا تعكس اي تغير في الموقف السياسي الأردني من الازمة السورية، مشيرة إلى أن الأردن يحاول ان يحمي مصالحه، من خلال تحقيق وقف النار على حدوده. ويأتي ذلك تزامناً مع توقيع فصائل سورية معارضة في ريف دمشق اتفاقا مع قوات النظام على وقف النار في القلمون الشرقي بوساطة روسية، لا سيما مناطق الضمير والرحيبة وجيرود والمنصورة والناصرية وجبل البترا. دير الزور وشرقاً، تتجه معركة تحرير دير الزور من «داعش» إلى الاحتدام، بعد تمكن النظام وحلفائه من الوصول إلى المحافظة، وفك الحصار عنها. وامس، قالت وزارة الدفاع الروسية ان عناصر روساً من تنظيم داعش يسيطرون على مداخل المدينة. وفي هذه الاثناء يقاتل النظام وحلفاؤه لتأمين وتوسيع شريط مهم لجنوده في دير الزور بعد يوم من اجتيازهم خطوط التنظيم لكسر حصار المتشددين. لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن الهجمات المضادة لــ «داعش» استمرت في محاولة لصد هجوم النظام، مما يؤشر إلى أن معركة منتظرة صعبة لدى تحول النظام من مرحلة كسر الحصار إلى مرحلة طرد التنظيم من نصف المدينة الذي يسيطر عليه في قتال من شارع إلى شارع، يبرع فيه مقاتلو التنظيم. وقال قائد عسكري غير سوري من التحالف الداعم لبشار الأسد إن الخطوة التالية هي تحرير المدينة، وبعدها سيشرعون في هجوم بمحاذاة وادي الفرات والممتد بطول 260 كيلو مترا وعرض 10 كيلو مترات وسط الصحراء السورية من الرقة إلى مدينة البوكمال السورية على الحدود العراقية. وخرج جنود ومدنيون يلوحون بالأعلام ويحملون صورا للأسد في الجزء الغربي من مدينة دير الزور. في وقت يترقّب سكان المدينة أن يستكمل الجيش سيطرته حتى يتمكنوا من لمّ شمل عائلاتهم التي فرّت قبل عامين إلى الحسكة.

مشاركة :