رأيك لا يهمنا

  • 9/7/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

لطالما أننا في دولة تحترم حرية التعبير إلى حد ما بحكم الدستور، وبمزاجية فائقة من المواطن أو من الجهات الرسمية في الدولة، إلا أنه في الآونة الأخيرة لاحظت أنه جرى الإفراط باستخدام هذا الحق. إن حرية التعبير عما في الخواطر والعقول تحتاج إلى مهارة تراعي مشاعر المخاطب بها، وتراعي الذوق والنصوص والنفوس، فلا يمكن الاحتجاج بحرية التعبير للمبالغة في نقل المعلومة أو الإفصاح عما في الذات من أقوال وأفكار كما يفعل الكثيرون، إن كان في وسائل التواصل الاجتماعي أم بطرق التواصل المباشر. فالفرق بين حسن استخدام حرية التعبير والوقاحة (حتى وإن كانت غير مجرمة في بعض الأحيان) هو الأسلوب، المفردات، المناسبة وحتى المكان الذي يتم حدث التعبير فيه. فليس كل ما يُعرف يُقال، وإن قيل يجب أن يحدث ذلك في سلوك معين مهذب ومؤدب حتى يمكن للمستقبل تقبلها بصدر رحب تطبيقًا لمقولة «لكل مقام مقال»، وإن كان المقال هو النقد من باب حرية التعبير إلا أنه يجب أن يراعى خلالها ما سبق ذكره. لا يعني أننا نملك قدرًا لا بأس به من الحرية تفتقده الأمم من حولنا ومحيطونا أن ندلو بكل شيء وفي كل قضية، وعند كل حدث، في ما نعلم ونفقه، وفي ما لا نعلم. فترى «ملاقيف» الرأي العام يفتون بالقانون في قضايا الرأي، ويفتون بالهندسة في الكوارث، كما لا يرحمون التحليل الاستراتيجي في «المصايب» الإقليمية، وخبراء في الشأن السياسي، عندها تكثر الاختلافات وتحدث المناظرات وتفتح الكتب والمراجع لا حبًا في الاطلاع والثقافة وإنما فقط لممارسة هواية النقاشات البيزنطية و«كسر العيون». نحن لسنا بحاجة إلى تلك الأنواع من المواطنين العارفين بكل شيء، فيكفينا أن يعرفوا دورهم في تنمية ذواتهم وتربية أنفسهم على احترام التخصص، ليعكسوا معرفتهم في ما ينفعنا وينفعهم. على الأقل لكي لا يضطروا أن يطرقوا باب «البقالات الأكاديمية» من أجل شراء شهادة عليا أكاديمية. خلاصة القول.. رأيك لا يهم الكثيرين إن كان غير موضوعي، ولا علاقة له بالمنطق والعقل، ولست مجبرًا على ذلك، وإن كانت لديك حرية التعبير فلا تستخدمها إن كنت لا تعرف استخدامها بأدب واتزان. فجزء من الحرية أيضًا احترامك لمشاعر الآخرين عند التعبير عن رأيك المزعج!   إبراهيم عماد النجادةialnjadah@

مشاركة :