قضى مواطنان شابان نحبهما في حادث مأسوي، عندما كانا يركبان سيارة رياضية على طريق الجهراء مقابل أكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية، وتعرضا لملاحقة من دورية أمنية، أجبرتهما على الاصطدام بالحاجز الأسمنتي، لتنشطر الرياضية إلى نصفين، وسرعان ما اشتعلت فيها النيران، ليفارق الشابان الحياة في الحال، وهما ابنا عمومة أحدهما في أوائل العشرين والآخر في أواخرها، وبينما أُحيلت جثتاهما إلى الطبيب الشرعي، أسفرت التحقيقات عن الإلقاء بمسؤولية الحادث على العسكريين اللذين كانا على متن الدورية، ليصدر قرار باحتجازهما على ذمة قضية «قتل بالخطأ» في مخفر منطقة الشويخ، وذلك بعدما غيّر مواطنان مسار التحقيقات، عندما أكدا أنهما كانا شاهدي عيان على الواقعة، التي أفادا بأنها نجمت عن ملاحقة ضارية بين دورية أمنية والسيارة الرياضية ما أدى إلى اصطدام الأخيرة بالحاجز، ومقتل سائقها ومرافقه. تفاصيل الواقعة - وفقاً لمصدر أمني - أن غرفة العمليات في وزارة الداخلية تلقت بلاغاً عن انشطار سيارة رياضية كانت تسير بسرعة إلى قسمين من جراء اصطدامها بحاجز أسمنتي غير بعيدٍ من أكاديمية سعد العبدالله، وسرعان ما اشتعلت فيها النار لتأتي عليها بكاملها، وأسفر الحادث عن وفاة السائق وشخص كان يجلس إلى جانبه. وفي غضون دقائق كانت دوريات الأمن وبصحبتها سيارات الطوارئ الطبية والإطفاء، قد وصلت إلى المكان، وبعد التأكد من الوفاة، انتدب الأمنيون عناصر الأدلة الجنائية الذين عاينوا الحادث، وأمروا برفع الجثتين وإحالتهما على الطب الشرعي، فيما سُجّلت القضية في مخفر الشويخ، تحت عنوان «اصطدام وحريق ووفاة». المصدر مضى يقول «إنه لم تكن مرّت على الحادث، وبداية التحقيقات، سويعات قليلة، عندما تقدّم مواطنان إلى إدارة تحقيق العاصمة، وأبلغا بأنهما شاهدا عيان على الحادثة، مفيدين بأنهما رأيا دورية تلاحق سيارة الشابين، وألقيا عليها بالمسؤولية عن التسبب في انقلابها واندلاع النيران بها، ما أدى إلى وفاتهما، وقدّم الشاهدان للمحققين أرقام الدورية، فبادروا بدورهم بإبلاغ المسؤولين في الأمن العام، وهو القطاع الذي تتبعه الدورية». وتابع المصدر: «على الفور استُدعِي عسكريا الدورية اللذان أنكرا بالقطع، في البداية، ملاحقتهما السيارة الرياضية لحظة اصطدامها، وأدليا في إفادتهما بأنهما راودهما الشك في السيارة بينما كانت تمضي في شارع المستشفيات، فطلبا إلى قائدها التوقف على جانب الطريق، لكنه رفض الانصياع لأوامرهما، وأطلق العنان لسيارته، وسرعان ما توارى عن المكان، مكملين أنهما انهمكا في البحث عنه في طرق عدة، حتى وجداه مصطدماً بالحاجز الخرساني، بينما تأججت النيران ملتهمة أجزاء السيارة كاملة». وزاد المصدر «أن عنصري الدورية بعد تضييق خناق التحقيق عليهما تضاربت أقوالهما، حيث ادعى السائق أن آمر الدورية هو من أمره بملاحقة السيارة، في حين نفى الأخير أن يكون أصدر إليه أي أمر بالملاحقة»، مفيداً «أن التحقيقات، التي تتالت في أكثر من اتجاه، وخضع لها شهود العيان ورجلا الدورية، وعقب مضاهاتها بالتحريات، أسفرت عن صدور أمر رسمي باحتجاز رجلي الدورية على ذمة القضية التي صُنِّفت تحت عنوان القتل الخطأ، بعدما تبين أن الحادث وقع نتيجة ملاحقة الدورية لسيارة الضحيتين».
مشاركة :