باوزا: لو استلمت «الأبيض» منذ البداية لكنا تأهلنا إلى المونديال

  • 9/7/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة:علي نجممرة جديدة، ذاق منتخبنا الوطني مرارة الإخفاق في التأهل إلى نهائيات كأس العالم، بعدما فشل في الوصول إلى الملحق الآسيوي المؤهل إلى مونديال روسيا 2018.مرة جديدة، أثبت منتخبنا أنه لا يعرف الاستقرار والثبات الفني، بعدما سقط أمام العراق صفر-1، حيث زرع في الجولة السابقة بذرة أمل عقب فوزه على المنتخب السعودي بهدفين مقابل هدف. 90 دقيقة كانت الجماهير تأمل أن تحمل لها الأمل والسعادة ببلوغ الملحق، وإذ بها تحمل المرارة والحزن على تبخر حلم كان بعيد المنال، منذ أن أضاع الأبيض بوصلة الانتصار أمام كل من اليابان وأستراليا في عهد المدرب المواطن مهدي علي، ومن ثم التعادل «المر» مع تايلاند في أولى المواجهات التي لعبها المنتخب مع المدرب الأرجنتيني باوزا.سيحتاج منتخبنا الوطني بعد الإخفاق الكبير إلى وقفة جادة، وإلى إعادة تقييم منطقي وعملي لكل ما حصل في المرحلة السابقة، من أجل تلافي الأخطاء ومعالجة السلبيات، وتطوير الإيجابيات، إذا ما أراد القائمون على المنتخب الوطني صنع فريق قادر على تحقيق آمال الجماهير بالمنافسة على اللقب القاري الآسيوي الذي سيقام على أرض الدولة بعد 16 شهراً بالتمام والكمال. وإذا كانت حقبة المدير الفني السابق المهندس مهدي علي قد انتهت بحلاوتها ومرارتها، دون من يقف على ما حصل خلالها بدقة ووضوح، فإن القادم من الأيام لا يحتاج إلى استمرار الضبابية بل إن الواقع يشير إلى أن «الأبيض» بأمس الحاجة إلى مكاشفة وتقييم واضح وعلمي وبناء، حتى يتم تأمين مقومات النجاح التي قد تساعد على تأهيل وإعداد المنتخب بما يليق بمنتخب سيستضيف على أرضه وبين جماهيره أهم حدث قاري كروي في مستهل العام 2019.ولا يختلف كل المراقبين على أن المدرب الأرجنتيني القادم من تجربة «مخيبة» مع منتخب بلاده، حضر لقيادة الأبيض في توقيت أقل ما يمكن أن يوصف به أنه غير مناسب، حيث وجد نفسه مجبراً على لعب 3 مباريات رسمية، دون أن يتسنى له متابعة مباراة واحدة في الدوري المحلي.وأشرف باوزا على تدريب منتخبنا أمام تايلاند في ختام الموسم الماضي، في فترة لم يتسن له خلالها حتى التعرف إلى أسماء اللاعبين!! بينما اختار بعض اللاعبين للعب في مباراتي السعودية وفق ما توفر في القائمة المختارة، أو عناصر جديدة لم يسبق لها اللعب من قبل مع المنتخب.ووجد باوزا نفسه أمام مباراتين مصيريتين أمام السعودية والعراق قبل بداية الموسم، لكن وسط غيابات عدة كان أبرزها ابتعاد عموري بسبب الإصابة التي لحقت به في مباراة فريقه أمام الهلال السعودي، إلى جانب ابتعاد إسماعيل أحمد «جنرال» الدفاع.ولعل ما زاد الطين بلة، أن المدرب خسر خدمات 3 عناصر أساسية بعد المباراة أمام السعودية، بعدما خسر خدمات المهاجم علي مبخوت ولاعب الوسط خميس إسماعيل والظهير محمود خميس بسبب الإيقاف.وكشفت المباراة الأخيرة أمام العراق، مدى افتقاد الأبيض لعنصر التميز والإبداع الفني، فكان الأداء عقيماً، ولا يليق بمنتخب يكافح من أجل بصيص الأمل، فغرد كل لاعب على ليلاه، وبدا وكأن عناصر المنتخب افتقدت ألف باء اللعب الجماعي.ولعب المنتخب 90 دقيقة أمام المنتخب العراقي الذي خاض مباراة من أجل تأدية الواجب، دون أن يفلح في تقديم أية لمحة فنية أو جملة تكتيكية، حتى بدا اللاعبون أقرب إلى «أشباح» قياساً إلى التزامهم وجهدهم وتركيزهم وعطائهم في مواجهة «الأخضر».وأثبت بعض العناصر الذين شاركوا في مباراة المنتخب الأخيرة، أنهم بعيدون عن المستوى والأداء الذي يؤهلهم لارتداء قميص الأبيض، لو كان مستواهم وعطاؤهم الفني بالصورة التي قدموها أمام أسود الرافدين.وسيحتاج المدرب باوزا إلى اعادة تقييم لعطاء ومستويات اللاعبين، ووضع الاختيار تحت المجهر، بعيداً عن أسماء أثبت بعضهم أنهم لاعبو دوري فقط ولا تسري عليهم صفة اللاعب الدولي. ولعل الدرس الأكثر استفادة الذي يحتاج إليه منتخبنا بعد انتهاء مشاركته في هذه التصفيات، يتمثل في وضع برنامج على مستوى عال من الإعداد والتجهيز لخوض الاستحقاق القاري.وسيتوجب على رجال اتحاد الكرة في «الخوانيج»، وضع شعار المنتخب أولاً، بعدما أثبتت التصفيات أننا «لا نستطيع» التأهل إلى العرس الكروي العالمي، عقب الإخفاقات التي واجهها في مباريات التصفيات الأخيرة.وقد يكون الإسراع في وضع آلية إعداد وتجهيز على مستوى عال، ومواجهات منتخبات عالمية أولى الخطوات التي يحتاج إليها الأبيض، بعيداً عن حسابات اللعب مع منتخبات متواضعة بهدف تحسين رصيد المنتخب في تصنيف الفيفا الشهري الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.ولا يمكن للشارع الكروي أن يبكي اليوم على اللبن المسكوب، بعدما أضاع الأبيض الكثير من النقاط على أرضه وبين جماهيره، حيث فشل في مقارعة منتخبي اليابان وأستراليا في أبوظبي، ليحصد صفر من النقاط في مواجهة المنتخبين، رغم فوزه على «الساموراي» في مستهل التصفيات.وسيحتاج المدير الفني باوزا إلى متابعة مباريات الدوري عن كثب، والسعي لاختيار الأفضل بناء على مردود اللاعبين فوق المستطيل الأخضر، وبعيداً عن مسيرتهم السابقة مع المنتخب، أضف إلى ضرورة وأهمية التنسيق مع مدربي أندية دوري الخليج العربي.وبات الدوري مشكلة قائمة إن لم تكن المشكلة الأساس، بعدما لم تفرز المسابقة المحلية الأم في الموسمين الأخيرين لاعبين على مستوى عال، أو عناصر يمكن أن يعول عليها في الاستحقاقات الرسمية للأبيض.ولا يمكن اليوم، رمي المسؤولية على عاتق اتحاد مروان بن غليطة وحده، رغم تحمل الأخير وأعضاء مجلس إدارته جزءاً من المسؤولية، بل إن هذا الإخفاق هو ثمار عمل عمره سنوات، حين تراجع مستوى المنتخب دون أن يجد من يعالج أو من يقف على الأسباب، ودون مبدأ تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، بعدما تميز العمل في الفترات السابقة بمبدأ «حب الخشوم» لإنهاء الأزمات مما أدى إلى الحال الذي وصل إليه الأبيض اليوم.اما إدارات أندية المحترفين، ومن خلفها المجالس الرياضية فهي تتحمل جزءاً آخر من المسؤولية، بعدما تسببت العروض المغرية، والعروض الباهظة في إيصال اللاعبين إلى مرحلة من الإشباع وافتقاد بعضهم لرغبة تمثيل الأبيض بعدما بات جل اهتمام بعضهم هو قيمة ما سيحصل عليه من عقود ورواتب في الأندية التي يبحث العديد منها على مصلحته الآنية بعيداً عن مصلحة كرة الإمارات العام الذي بات في آخر مراكز الاهتمام.حلم روسيا انتهى وتبخر.. ولن يكون أمام الجماهير سوى انتظار حلم مونديال 2020 أملاً في أن يتحول إلى واقع وليس إلى «سراب» جديد. من جهته، أعرب باوزا مدرب منتخبنا الوطني عن حزنه من ضياع فرصة الأبيض بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018.وأشار إلى أن مباراة العراق كانت قوية واعتمدت على الجانب البدني والكرات الطولية والالتحامات والاشتراكات، وبغض النظر عن النتيجة، أعتقد أن المنتخب العراقي لم يخلق فرصاً كثيرة للتسجيل واستطاع حسم المباراة من هجمات قليلة، بعكس منتخبنا الذي خلق أربع فرص سانحة للتسجيل لكنه لم يترجمها إلى أهداف.وبخصوص المرحلة القادمة للأبيض، ذكر باوزا: أسعى أولاً لبناء منتخب قوي وتجهيزه للتحديات القادمة، بداية من كأس الخليج الذي لم يحدد موقف إقامته من عدمه بعد، ثم التحضير والاستعداد بشكل أفضل لنهائيات كأس آسيا 2019 بالإمارات، وسنركر على بناء منتخب للمستقبل.وعن مدى إهتمامه بالعناصر الشابة في المرحلة المقبلة، أوضح باوزا: أريد العودة أولاً للخلف قليلاً، لو أنني توليت مهمة تدريب الأبيض منذ فترة مبكرة، لكانت لدي فرصة كبيرة في التأهل لمونديال روسيا، لكنني توليت زمام الأمور في فترة ضيقة، ولم أشاهد أية مباراة في الدوري المحلي، وبكل صراحة في المرحلة القادمة سأعتمد على العناصر التي ستتألق وتبرز في الدوري المحلي والأبواب مفتوحة للجميع.وكشف باوزا عن أنه سيعتمد كذلك على عناصر الخبرة نظراً لحاجة المنتخب لها، مشيراً إلى أنه يركز على الأداء الإيجابي والظهور المميز وليس على العمر.ورفض باوزا التقليل من إمكانات جميع العناصر المتواجدة حالياً في قائمة المنتخب، لافتاً إلى أنه لمس روحاً عالية طوال فترة تواجده مع الفريق، وأكد أن هناك تجاوباً كبيراً من قبل اللاعبين الذين لديهم قدرة واسعة لاستيعاب الجوانب التكتيكية وتطبيقها داخل الملعب.وأوضح باوزا أن مهمته مع المنتخب الإماراتي في الوصول لنهائيات كأس العالم، كانت صعبة من البداية منذ المواجهة الأولى أمام تايلاند، لكنه لم يفقد الأمل منذ البداية لأنه كان موجوداً رغم صعوبة الحسابات.«باي باي روسيا» إذا كان حلم الوصول إلى مونديال روسيا قد تبخر وتحول من حلم راود وسكن في رؤوس الكثير من عشاق منتخبنا إلى «سراب»، وباتت مقولة «باي باي موسكو» هي السائدة، فإن الأهم أن يكون شعار التأهل إلى مونديال 2022 هو الهدف العملي وليس مجرد شعار «كلامي»، أو حبر على ورق الصحف أو مواقع التواصل الاجتماعي كترداد لكلام المسؤولين والقائمين على اللعبة.وسيحتاج الاتحاد إلى وضع «خطط عملية» وعلمية، لإعداد الجيل الجديد، عبر وضع التركيز والاهتمام على قطاع المراحل السنية، وإنهاء حالات التخبط التي تحدث في المسابقات المحلية لهذه الفئات، أو حتى لبرامج منتخبات المراحل السنية التي تعتبر الرافد الأهم للمنتخب الأول مستقبلاً.ومع تزامن خروج المنتخب من مولد التصفيات المونديالية، مع فشل منتخبنا الأولمبي في التصفيات الأخيرة التي أقيمت في العين، الدافع الأبرز أمام رجال اتحاد الخوانيج، لوضع سياسات جديدة على مستوى تجهيز المنتخبات السنية، ووضع برامج الإعداد المستقبلية، بما يساعد في إعداد جيل جديد قادر على حمل مشعل كرة الإمارات في السنوات القادمة، دون إغفال هذا القطاع الذي شهد العمل فيه انحداراً كبيراً في السنوات الأخيرة، مما بات يحتاج إلى دق ناقوس الخطر، إذا ما أردنا فعلاً تحقيق حلم الوصول إلى مونديال 2022. عصف ذهني تحتاج كرة الإمارات في الوقت الراهن إلى جلسات «عصف ذهني» بين المدربين الفنيين أصحاب الخبرة والتجربة في دوري الإمارات، من أجل وضع الحلول وتقديم التوصيات التي تساعد على الارتقاء بمستوى اللعبة محلياً، التي تواصل مسلسل الإخفاقات رغم كل ما تم صرفه على كرة القدم من قبل الدولة أو الحكومات المحلية منذ تطبيق الاحتراف وحتى اليوم، قبل أن تكشف التصفيات الحالية أننا لا نزال بعيدين جداً عن فرصة تحقيق حلم الوصول إلى العالمية التي كانت شعاراً تغنى به أعضاء الاتحاد السابق أو حتى الحالي، دون أن يعمل أي منهم على الوصول إلى هذا الهدف الذي تنتظره الجماهير منذ أكثر من ربع قرن.

مشاركة :