أكد رياضيون أن أربعة منعطفات ضيّعت على المنتخب طريق مونديال روسيا 2018 وأخرجته عن المسار الصحيح الذي بدأه في طوكيو بالفوز على اليابان في الجولة الأولى من التصفيات، أبرزها الخسارة على أرضه وبين جمهوره أمام المنتخب الأسترالي الذي أضاع على الأبيض بمفرده ست نقاط ذهاباً وإياباً، كانت ستغير شكل المنافسة، فضلاً عن اعتماد المنتخب على مجموعة معينة من اللاعبين طوال فترة التصفيات وعدم الاستعانة بعدد من اللاعبين البارزين، أمثال محمود خميس، ما أضر الأبيض كثيراً. وكان المنتخب الوطني بدأ مشوار التصفيات في يونيو 2015 وعلى مدار عامين خاض 18 مباراة فاز في تسع وخسر في ست وتعادل في ثلاث وأحرز 35 هدفاً واستقبلت شباكه 17 هدفاً، ولكن كل هذه الأرقام لم تشفع له في الوصول إلى مونديال روسيا، لتضيع فرصة كبيرة لعدد كبير من اللاعبين للتواجد في أكبر عرس كروي يقام كل أربع سنوات وهو كأس العالم. وقال رياضيون لـ«الإمارات اليوم»: «الخروج من السباق لم يكن بعد الخسارة الأخيرة من العراق وإنما منذ فترة طويلة، لعل أهمها خسارة مباراة أستراليا في الإمارات وخسارة ست نقاط من منتخب واحد، ما قلص كثيراً من فرصة الأبيض في التصفيات النهائية». وكان المنتخب قد فشل في تحقيق حلم الجماهير بالوصول إلى المونديال للمرة الثانية في تاريخه بعدما كان قد بلغ النهائيات مرة واحدة في إيطاليا عام 1990. 1- أستراليا بـ6 نقاط أكد مدير فريق النصر السابق خالد عبيد، أن خسارة المنتخب على أرضه أمام أستراليا كانت المحطة الأهم في إحباط محاولة الأبيض في بلوغ المونديال، مشيراً إلى أنه كان يجب استغلال عامل الأرض والجمهور من أجل الوصول إلى النقاط الثلاث، ومحاولة حصد النقاط الثلاث التي كان سيكون لها تأثير كبير في الجولات الأخيرة، ووضع المنتخب قبل الجولة الأخيرة. وقال إن «المنتخب الأسترالي الوحيد الذي لم نحصل منه على أي نقطة في البطولة، فقد خسرنا أمامه ست نقاط، وهو بالتأكيد أمر صعب على منتخب يسعى للوصول إلى كأس العالم، فيما استطعنا أن نحصل من المنتخبات الأخرى على نقاط، فقد هزمنا السعودية والعراق واليابان، ولو حصلنا على نقاط مباراة أستراليا في الإمارات لحصدنا 16 نقطة مقابل 13 لأستراليا، ما يعني وجود حسابات أخرى، لكن للأسف لم نستغل عاملي الأرض والجمهور أو حتى الطقس خلال هذه المباراة». 2- خدعة اليابان أكد لاعب المنتخب الوطني ولاعب الخليج السابق خليل غانم، عدم حزنه أو مفاجأته بالخروج الحالي للمنتخب من تصفيات المونديال، مشيراً إلى أن الفوز على اليابان في بداية مشوار المرحلة الثالثة من التصفيات خدع الشارع الرياضي والجمهور والنقاد حول إمكانية الوصول إلى كأس العالم بسهولة، وأن هذا الفوز هو الذي سيقود المنتخب إلى روسيا، موضحاً أن كل من لعب كرة القدم كان يعلم أن المشوار صعب والفرصة انتهت منذ فترة كبيرة وليست مرتبطة بالمباراة الأخيرة فقط. وقال خليل غانم: «عندما حصل المنتخب على برونزية أمم آسيا 2015، كان هناك العديد من المنتخبات أفضل منا مثل أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها من المنتخبات التي تملك بطولات قوية ولاعبين محترفين، ولكن نحن مازلنا نعاني سوء التخطيط وعدم الوصول إلى الروح والمثالية في التعامل مع كرة القدم، على عكس دول تكون فيها كرة القدم مصدر دخل ورزق وعمل يجب النجاح فيه». 3- تدوير اللاعبين قال لاعب فريق الوحدة السابق والمحلل الرياضي في قناة أبوظبي الرياضية ياسر سالم، إن الاعتماد على مجموعة معينة من اللاعبين طوال فترة التصفيات أضر المنتخب كثيراً، وهو ما وضح بشكل كبير في الفترة الأخيرة مع المدرب الأرجنتيني باوزا، الذي دفع بعدد من اللاعبين وكان لهم دور كبير، خصوصاً عند الحديث عن المدافع محمود خميس، وطارق أحمد، وأحمد برمان، وقد يكون منهم لاعبون ظهروا مع المدرب السابق للمنتخب إلا أن الدفع بهم كان متأخراً جداً، حيث كان الأبيض في حاجة إلا دماء جديدة في عدد من المباريات السابقة. 4- الشكل البدني ظهر المنتخب الوطني خلال مباريات مهمة في تصفيات المونديال بمستوى بدني ضعيف نسبياً، ما أثر في طريق المنتخب إلى روسيا، وبدا الإعداد لبعض المباريات بسيطاً مقارنة بتحضيرات بقية المنتخبات. ولكن في مباراة الجولة قبل الأخيرة ظهر المنتخب الوطني متفوقاً بدنياً على نظيره السعودي على الرغم من أنها المباراة الأولى للاعبين بعد انتهاء الموسم المحلي، فيما كان الدوري السعودي قد بدأ، وما خدم المنتخب وجود معد بدني جديد في الجهاز الفني يعمل تحت قيادة الأرجنتيني باوزا. وقال مدير فريق النصر السابق خالد عبيد، إنه يتوقع أن يكون للجهاز الفني الحالي دور كبير في إعداد المنتخب بشكل مميز خلال الفترة المقبلة، وطالب بالإبقاء على الجهاز الفني الحالي، وأن تعطى له الفرصة كاملة.
مشاركة :