لم تكتف دولة الملالي بالعبث في أمن المنطقة، والسعي الدؤوب لنشر الفوضى والتخريب، وإراقة الدماء، بل قضت على حلم سيدة عراقية، وحرمتها من رؤية الكعبة، ومن ملامسة قدميها أراضي المشاعر الطاهرة، وأن تلبي وتطوف بالبيت العتيق.أوضح ذلك ابن السيدة العراقية إسماعيل محسن لـ«عكاظ» الذي يؤدي مناسك الحج هذا العام، مشيرا إلى أن إيران حرمت والدته من الحج عام 1982 إبان الحرب العراقية الإيرانية، عندما كانت تعد العدة للرحيل إلى المشاعر المقدسة مستبشرة بظهور اسمها في قرعة المقبولين للحج، وعمرها نحو الـ42 عاما، فصدر قرار يقصر الحج على المسنين لأن العراق في حالة حرب ولا تسمح بخروج غير المسنين خشية عدم عودتهم إلى البلاد مرة أخرى، لتعود والدتي أدراجها بخفي حنين، والحزن يكسر فؤادها. وأضاف: ومنذ ذلك الحين تسجل أمي في قرعة الحج، إلا أن الحظ لم يحالفها طوال هذه السنوات، حتى بلغت من الكبر عتيا وشارفت على الثمانين، مقعدة لا تقوى على تحمل مشقة السفر، تملأ جسدها الأمراض، ويكسو الحزن قلبها، نادمة على حلم ذهب أدراج الرياح. وتابع: ولم تحرم إيران أمي وحدها من تحقيق حلم حياتها، بل جنت على أحلام آلاف الأبرياء العراقيين، فوأدتها في مهدها، ولا تزال تسير على الخطى نفسها، قابعة في أمانيها المزيفة بإعادة دولة الفرس بكل الوسائل التي بررت غاياتها وحقدها الدفين على العرب، أما والدتي فأدعو الله أن يعينني على الحج عنها خلال السنوات القادمة إن شاء الله.
مشاركة :