كشف أحد الصحفيين العاملين في قسم الرياضة في الأورجواي عن كواليس ما جرى عشية التصويت على فوز ملف قطر باستضافة مونديال 2022 عام 2010 وكتب: «كالعادة صافح خوليو غروندونا رئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم أعضاء اللجنة التنفيذية في فيفا واحدا واحدا، كان يشعر بالتعب رغم أنه كان يرسم ابتسامة على وجهه مع كل مصافحة فالرجل استأنف عمله في اللجنة التنفيذية بتاريخ 7 من يونيو/ حزيران2010، وجاء اللقاء بعد المؤتمر ال61 العام للفيفا بأسبوع، والذي عقد في هالن ستاديو بزيوريخ وفيما يلي نص الحوار وتفاصيله التي تنشر لأول مرة: عندما شاهدته يجلس على كرسيه ذهبت للتحدث إليه، سلمت عليه وسألته: لماذا قطر مستر خوليو؟ وكيف اخترتم قطر؟ أجابني: كلهم انتابهم الجنون، لا يعرفون ما فعلوا ولا يعرفون إلى ماذا سيفضي هذا الاختيار لكن حدث ما حدث والآن يشعرون بالاستقرار. وتابع الصحفي إل بوكون سرد حواره..» قلت له: عفواً، من شعر بالاستقرار خوليو؟أجابني: من صوتوا لقطر، فهذا التصويت سيجلب مشكلات جمة، تذكر ما أقول لك وعندما تحقق سترى أي نوع من الفوضى سيغرقون فيها.قلت له: وأنت، ألم تستطع فعل شيء لمنع فوز قطر؟فقال: قلت ما عندي بوجه الإنجليز وكل الذين صوتوا لقطر، وماذا عساي أن أقول؟ أنا لن أعيش حتى ال 2022 «بأي حال».وتابع الصحافي: «سافر خوليو غروندونا إلى مؤتمر «فيفا» الذي حضره 208 أعضاء من الاتحادات في العالم وذهب برفقة رئيس الاتحاد الإكوادوري ادواردو ديلوكا (السكرتير العام لرابطة كونمبول) وكارلوس بورتيل من فريق بانفيلد والدكتور ميغويل سيلفا رئيس أرسنال الجنوب أمريكي، وهناك كان من المقرر أن يلتقي بعدد من مواطنيه العاملين في لجان مختلفة بال «فيفا»، وكان غروندونا مقتنعاً بقدرة روسيا على استضافة مونديال 2018، لأنها بلد ذو وزن كبير على الساحة الدولية، كما أن روسيا لم تطلب دعماً مالياً من «فيفا» كما حدث مع جنوب إفريقيا التي استضافت مونديال 2010، والبرازيل التي كانت ستستضيف مونديال 2014، كانت الطاولة تضم بلاتر وغروندونا وأنخيل فيار (رئيس الاتحاد الإسباني) الذي اعتقل بتهمة الفساد قبل بضعة أسابيع والسكرتير العام ل «فيفا» جيروم فالكه، وكان بين أيديهم تقرير فالكه الذي تضمن توصيتين: 1- على البلدان المستضيفة لنهائيات كأس العالم المقبلة أن يمولوا الاستضافة من ميزانية بلدانهم.2- من الأفضل أن يتم تحديد بلدي الاستضافة في مونديالي 2018 و2022 في تصويت واحد على التوالي لتجنب المعاناة التي ستحصل على يد اللوبيات السياسية الدولية والتي أزعجت «فيفا» طوال فترة الترشيحات. وغروندونا وافق على التوصية الأولى لكنه لم يوافق على الثانية فسألته: لماذا خوليو؟ أجابني: إذا اخترت البلد المضيف بعد 8 سنوات لن يكون لديك الكثير من العمل والنشاط في «فيفا»، وهيلاري كلينتون المرشحة الرئاسية السابقة أرادت أن تكون أمريكا البلد المضيف لكن، لا أحد من الثلاثة الجالسين (بلاتر وفيار وفالكه) تخلى عن فكرة تنظيم قطر للمونديال في 2022، وكلينتون طلبت من بلاتر بشكل شخصي ومباشر أن تكون أمريكا هي المضيفة لنهائيات كأس العالم المقبلة عندما التقته في ستاد رويال بافوكينغ في رستنبرغ، وقال لها بلاتر إنه سيعلمها لاحقاً في حال إن كان ذلك ممكناً، لكن بعد التصويت على استضافة روسيا 2018، لأن «فيفا» تريد التنويع بين القارات كما أكد في 2010: «الآن إفريقيا ثم أمريكا الجنوبية (مونديال البرازيل 2014) ثم علينا العودة إلى أوروبا (فكرنا بروسيا وإنجلترا أو إسبانيا لمونديال 2018)، وإذا ما دعم كونغرس «فيفا» فكرة التصويت على 2022 سنفكر في إقامتها بقارة آسيا مع قطر».كان بلاتر وفيار وغروندونا وفالكه مقتنعين تماماً بقدرة الولايات المتحدة على استضافة مونديال 2022 بل إن «فيفا» سيحصل أيضاً من أمريكا على أموال، وعلق غروندونا: «اختيار أمريكا بعد روسيا شيء منطقي فهما القوتان العالميتان سياسياً وسيروجان للقوة العالمية الثالثة «فيفا» على مدى 8 سنوات، ماذا نطمح أكثر من ذلك؟». وعندما حذَّرت إسبانيا وإنجلترا من إمكانية فوز روسيا باستضافة مونديال 2018 قالت بعض وسائل الإعلام في هذين البلدين إن كل من غروندونا وبلاتر وفيار قبض (74 مليون دولار) في حال قرروا استضافة روسيا لمونديال 2018 وقطر لمونديال 2022.وغروندونا واجه وفد إنجلترا المكون من: أليكس هورن وديفيد بيرنشتين وباري برايت وقال لهم: «قلتم للصحفيين إنني قبضت 74 مليون دولار؟ قدموا الدليل على ذلك أمام الناس أيها الكاذبون القراصنة» فردوا عليه: «ليس لنا علاقة بما تقوله وسائل الإعلام ولا نستطيع منعهم»فقال لهم غروندونا: «وأيضاً أرجعوا إلينا جزر فوكلاند» وهي الجزر المتنازع عليها بين الأرجنتين وبريطانيا ليضيف فيار: «وأيضاً أرجعوا لنا جبل طارق».والفرنسي زين الدين زيدان كان أحد الوجوه المروجة لملف قطر، ومن قبله بلاتيني رئيس الاتحاد الأوربي، حيث حرص على أن يجمع الأصوات لقطر بطلب من الرئيس الفرنسي وقتها «ساركوزي»، كما شرع لاحقاً، وأحد أبنائه كان يعمل باللجنة المنظمة في الدوحة.في ذلك الوقت كان انفانتينو رئيس «فيفا» الحالي سكرتيراً لبلاتيني، وليس من الصعب أن نثبت هذه الحقيقة: فهو عملياً يكمل العمل الذي بدأه بلاتيني.ويضيف قائلاً: «فيفا غيت» طالت الجميع ومنهم غروندونا، و«فيفا» وحده هو الذي يستطيع إيقاف قطر لكن رئيس «فيفا» منشغل بسن قوانين تشوه اللعبة الجميلة، وسكرتيرته فاطمة سامورا لم تطالب حتى الآن بمزيد من المساواة بين المرأة والرجل في البلد المضيف أو بحقوق للعمال، كما يثير استمرار تقاضي بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ( فيفا) السابق لراتبه من المؤسسة العالمية بعد قرار إيقافه ل 8 سنوات عن كل ما يتعلق باللعبة الكثير من التساؤلات حول مدى جدية «فيفا» في مكافحة الفساد الذي أقيل بسببه بلاتر.وأكد أندرياس بانتيل المتحدث الرسمي باسم لجنة التدقيق والامتثال في «فيفا» استمرار دفع «فيفا» لراتب بلاتر بعد إيقافه على خلفية دفع مليوني دولار لرئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) الفرنسي ميشيل بلاتيني في 2011، وبقي بلاتر يتقاضى راتبه الرسمي حتى 26 فبراير/ شباط المقبل موعد انتخاب رئيس «فيفا» الجديد، وعلق بانتيل وقتها قائلاً: «لحين الانتخابات سيبقى بلاتر هو الرئيس المنتخب ووفقاً لعقده يستحق الحصول على راتبه لكن تم إيقاف المكافآت لأنه ليس على رأس عمله بشكل مباشر»، ولم يعرف حجم المكافآت الشخصية لبلاتر، كما لم يتم الكشف عما إذا كان عيسى حياتو يتقاضى راتباً عن عمله السابق كرئيس مؤقت ل «فيفا» أيضاً.وتواجه فيفا أكبر أزمة فساد في تاريخها بعد تورط 41 عضواً ومؤسسة من ضمنهم الكثير من مسؤولي «فيفا» السابقين الذين ثبتت التهمة عليهم بعد تحقيقات قام بها المدعي العام الأمريكي وسجلت العام الماضي أول خسارة مالية منذ 2001.
مشاركة :