بالرغم من الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية التي يواجهها الشعب السوري، اتفق الحجاج السوريون على أن القدوم للمشاعر المقدسة وأداء مناسك الحج تلاشت معه كل المعوقات، موضحين أن بعض الحجاج باع أرضه واقترض المال لأداء مناسك الحج، كما أن النظام السوري يمنع الحجاج عبر الحواجز الأمنية التي يسيطر عليها، مما اضطرهم إلى دفع مبالغ مالية للجنود من أجل عبورها. «المدينة» صادفت خلال جولتها عددًا من الحجاج السوريين، وتعرفت على بعض الأزمات الإنسانية التي يمر بها الشعب السوري الشقيق، وكيف تحقق حلمهم بالحج إلى حقيقة، معبرين عن شكرهم للمملكة على ما لاقوه من خدماتمنام يتحققيقول الحاج بكري عابدين من حجاج سوريا: رأيت في منامي أني اطوف حول الكعبة المشرفة، ويتابع وهو يمسح دموعه، بعد 15 سنة تحقق المنام بفضل الله، وتمكنت من الوصول إلى الأراضي الطاهرة وأداء فريضة الحج، بالرغم من الأوضاع السياسية بالمنطقة وصعوبة توفير مبلغ القدوم للحج، فقد اضطر ولدي للذهاب لتركيا والعمل بها وإرسال جزء من التكاليف بالإضافة إلى مبلغ تداينت به من أحد الأقارب، ونشكر المملكة وشعبها على ما لاقيناه من حفاوةرحلة الهروبويقول الحاج السوري أديب المهدي: تضطر العوائل السورية للخروج والهروب من الأراضي التي يحتلها نظام بشار الأسد للحاق بحملات الحج، وهي رحلة شاقة ومحفوفة بالمخاطر، ولكن تتلاشى كل المعوقات التي تواجه الحاج أمام قدومه لأداء فريضة الحج، سواء من ارتفاع تكاليف الحج أو الأوضاع الأمنية التي تشهدها بلادنا.إصرار على الحجويقول الحاج أحمد الطويل: عند سماعي لحملات الحج بعت أرضي بالإضافة إلى المبلغ الذي أرسله إليَّ ولدي الذي يعمل بتركيا من أجل إتمام المناسك، والحمد لله جئت إلى مكة المكرمة، ومنَّ الله عليَّ بأداء الفريضة.ويحكي الحاج محمد بركات قصة قدومه لأداء الحج، فيقول: بعد وفاة ابني الكبير أصر الأصغر على أداء فريضة الحج برفقتي، وتحمل تكاليف أداء مناسك الحج، فقررت أن احج عن ابني المستشهد، والحمدلله وفقنا الله لها، ونشكر المملكة على ما تقدمه من تسهيلات وخدمات لراحة الحجاج من كل الجنسيات.
مشاركة :