هيئة قطر للاستثمارات الرياضية المالكة لباريس سان جرمان متهمة بصفقات مشبوهة بعد التعاقد مع نيمار ومبابي.العرب [نُشر في 2017/09/07، العدد: 10744، ص(1)]ضرب من الجنون باريس - يكشف الضجيج المحيط بالأنشطة المالية لفريق باريس سان جرمان لكرة القدم المملوك من هيئة قطر للاستثمارات الرياضية جانبا من الشكوك داخل النخب الإعلامية والسياسية والقضائية والأمنية بشأن الخطط التي تعمل عليها قطر منذ سنوات داخل فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي. وأعلن الاتحاد الأوروبي للعبة الأسبوع الماضي فتح تحقيق رسمي مع باريس سان جرمان بشأن مخالفة قواعد اللعب المالي النظيف، مشيرا إلى أنه "سيركز على التزام النادي بالتوازن المالي، لا سيما في ضوء نشاطه الأخير في الانتقالات". وخلال الأسابيع الماضية أبرم سان جرمان أكبر صفقتين في تاريخ كرة القدم: تعاقد مع البرازيلي نيمار قادما من برشلونة الإسباني مقابل 222 مليون يورو، وتعاقد مع كيليان مبابي من موناكو الفرنسي على سبيل الإعارة لموسم واحد، مع خيار شراء نهائي يقدر بـ180 مليونا. ويعتبر خبراء فرنسيون في شؤون النشاط القطري في فرنسا أن الواجهة الرياضية التي تستخدمها الدوحة منذ شرائها نادي كرة القدم الباريسي الشهير تتعدى الطموحات الرياضية باتجاه مشاريع تتوخّى التغلغل داخل النسيج الاجتماعي والاقتصادي والثقافي في البلد، لا سيما لدى الجالية المسلمة في فرنسا اتساقا مع خطط قطر ببلدان كثيرة في العالم. وكانت رابطة الدوري الإسباني قد طلبت التحقيق مع نادي سان جرمان الفرنسي على خلفية مخالفة القواعد الأوروبية. وكشف كتاب صدر مؤخرا بعنوان "باريس سان جرمان، قطر، والمال" جوانب مشبوهة من الأنشطة الملتبسة التي تمارسها إدارة نادي سان جرمان منذ انتقال ملكيته إلى قطر. ويكشف مؤلفا الكتاب، وهما الصحافيان جيل فيرديز وأرنو هيرمانت عن مجموعة من الوقائع المشبوهة المتعلقة بعملية شراء اللاعبين المشهورين قبل الصفقات الأخيرة الخاصة بنيمار ومبابي.صفقات تثير الريبة ويروي المؤلفان في الكتاب ما يجري خلف كواليس الإدارة برئاسة القطري ناصر الخليفي من ترتيبات مالية غير شفافة تثير قلق الأجهزة القضائية المختصة. وكان النادي الفرنسي أعرب سابقا تعليقا على التحقيق الأوروبي، عن "دهشته" من هذه الخطوة، مؤكدا أنه يتوقع زيادة في عائداته "ما بين 20 و40 بالمئة"، لا سيما من خلال "الإيرادات الدولية، الرعاية، بيع التذكارات، بيع تذاكر المباريات، حقوق النقل التلفزيوني، النتائج الرياضية، والجولات الصيفية والشتوية". وعبّر الرئيس السابق لنادي أولمبيك مرسيليا برنار تابي عن استغرابه من الصفقة التي أجراها القطريون لشراء لاعب فريق برشلونة نيمار بمبلغ 220 مليون يورو متجاوزا الصفقة التاريخية في عالم كرة القدم التي أبرمت قبل ذلك لشراء لاعب مانشستر يونايتد بول بوغبا. ووصف تابي قيام النادي باستثمار 220 مليونا لشراء لاعب سيكلفه بعد ذلك 60 مليونا في السنة بأنه "ضرب من الجنون الذي يبدّل من قواعد اللعبة وشروطها". وأضاف "خرج الأمر من إطار منطقي أو عقلي، ربما على النوادي التي يمتلكها النفط أن تجري مباريات في ما بينها". من جهته أكد ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جرمان، الأربعاء، أنه "ليس لدينا ما نخفيه" في أعقاب فتح الاتحاد الأوروبي تحقيقا حول مخالفة النادي قواعد اللعب المالي النظيف، بعد إنفاقه المفرط في فترة الانتقالات الصيفية. وأتت تصريحات الخليفي خلال تقديم مبابي اللاعب الجديد للنادي الفرنسي المملوك من هيئة قطر للاستثمارات الرياضية. وقال الخليفي "نحن واثقون من وضعنا وتعاقدنا. بإمكان الاتحاد الأوروبي أن يفعل ما يريد، ولكننا قمنا بكل شيء بطريقة شفافة. ليس لدينا ما نخفيه، ولسنا بحاجة إلى إخفاء أيّ شيء". وشدد على أن النادي الباريسي "يحترم كل قواعد الاتحاد الأوروبي أو الفيفا، وإذا كانت أندية أخرى غير سعيدة فإنها ليست مشكلتنا. اهتمامي هو تحقيق أهدافنا"، مشيرا إلى أن مكاتب النادي مفتوحة للاتحاد الأوروبي "بسرور كبير". وأقر الاتحاد الأوروبي قواعد اللعب المالي النظيف للمرة الأولى عام 2010 بقرار من رئيسة آنذاك الفرنسي ميشال بلاتيني في محاولة لمواجهة الديون المتزايدة لأندية كرة القدم الأوروبية. وبين عامي 2013 و2015 كان يتوجب على الأندية أن تحقق خسائر لا تتجاوز 45 مليون يورو. وانخفض هذا المبلغ إلى 30 مليونا في الأعوام الثلاثة اللاحقة أي حتى 2018. وتجمع المنابر الفرنسية على اعتبار الصفقة سياسية هدفها تلميع صورة قطر على المستويين الدولي والفرنسي والتي تشوّهت منذ قرار السعودية ومصر والإمارات والبحرين قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة في 5 يونيو الماضي وفرض إجراءات عقابية ضدها.
مشاركة :