استضافت جامعة بنتلي الأمريكية سعادة الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى الولايات المتحدة الأمريكية يوم الثلاثاء الماضي، كضيف شرف في لقاء جمعه مع ما يقارب من 200 طالب وطالبة من طلاب الجامعة. وقد تحدث سعادته بإسهاب عن طبيعة التسامح والتعايش في مملكة البحرين، بما في ذلك التسامح الديني، والمتأصل في المجتمع البحريني منذ مئات السنين، موضحا بأن هذا التسامح والتعايش، والذي صانه النهج الإصلاحي لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، شكل حصناً منيعاً ضد المحاولات الاجنبية لزعزعة الأمن في المملكة. وأضاف سعادته «وإذ تتصدر الجمهورية الإيرانية محاولات التغرير ببعض الشباب وأدلجتهم ودفعهم إلى التطرف، وتسليحهم وتدريبهم على القيام بالعمليات الإرهابية، فإن الخطر الإيراني الذي يمثله النظام وحرسه الثوري لا يقتصر على مملكة البحرين أو الوطن العربي، بل يتجاوزه إلى تهديد الأمن والسلم الدوليين، وأن هذا التهديد ينبع من الدستور الإيراني الذي ينص على تصدير الثورة، وبالتالي فإن الموقف الإيراني لن يتغير إلا عندما تتخلى إيران عن مفهومها هذا، وأن تبدأ بالتصرف كدولة طبيعية من دول المجتمع الدولي المسالم، وأن تحترم مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة بما في ذلك مبادئ احترام السيادة وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى». وقال سعادته «وأمام محاولات إيران تهديد السلم في المملكة عن طريق دعم الجماعات الراديكالية والتغرير ببعض الأشخاص وأدلجتهم، إلا أن العملية الديمقراطية في مملكة البحرين، التي دشنها النهج الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، بما في ذلك مبادئ سيادة القانون وفصل السلطات والتمثيل الشعبي، شكلت صمام الأمان أمام محاولات زعزعة الاستقرار. فعلى سبيل المثال لا الحصر، تم مؤخراً إصدار قانون الأسرة الموحد بعد موافقة مجلسيّ الشورى والنواب، والذي يعكس انفتاح المجتمع وتعايشه، وقدرة العملية السياسية وفعاليتها في التشاور والديمقراطية، ويعد بلا شك قانوناً تاريخياً وامتداداً للنهج الإصلاحي لجلالة الملك المفدى الذي حرص على تمكين المرأة وصون حقوقها». وفي هذا السياق، أوضح سعادة السفير بأن للمملكة إرث طويل في تمكين المرأة ومشاركتها كعضو فعال في المجتمع البحريني، فكان للمرأة البحرينية حق التصويت في الانتخابات البلدية منذ خمسينات القرن الماضي، مما جعلها في طليعة دول الخليج العربي التي تتمتع بكامل حقوقها السياسية، متماشياً مع ركنٍ أساسي من النهج الإصلاحي لجلالة الملك المفدى منذ انطلاقه، متمثلاً في تمكين المرأة البحرينية وصون حقوقها. وفي الختام، وجه سعادته عدداً من النصائح إلى الطلبة، بما في ذلك ضرورة الاجتهاد والالتزام لتحقيق أحلامهم المرجوة، متمنياً لهم التوفيق والنجاح في حياتهم التعليمية والمهنية.
مشاركة :