بيروت ـ دعت المعارضة السورية، الخميس، مجلس الأمن الدولي إلى عقد جلسة طارئة، للإطّلاع على تقرير لجنة التحقيق الدولية الخاصة للتحقيق باستخدام السلاح الكيمياوي، ومحاسبة نظام بشار الأسد. وقال رئيس وفد المعارضة السورية في مفاوضات جنيف، نصر الحريري، إن المعارضة تدعو مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة، للاطلاع على تقرير لجنة تحقيق الكيمياوي (الصادر أمس الأربعاء)، وتفعيل المادة 21 من القرار 2118، لمحاسبة النظام وفق البند السابع. كما دعا، خلال مؤتمر صحفي عقده في إسطنبول، الأمم المتحدة لعدم التخلي عن التزاماتها، بتبني عملية سياسية حقيقية تبدأ برحيل الأسد منذ المرحلة الانتقالية، وعدم الابتعاد عن القرارات الدولية و"بيان جنيف" حول العملية السياسية في سوريا، وعدم تبني أجندة روسيا. والأربعاء، أعلنت لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سوريا، أن النظام السوري ارتكب "جرائم حرب"، عبر استخدامه الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في البلاد. جاء ذلك في تقرير نشرته اللجنة المرتبطة بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، حول التحقيق الذي أجرته في سوريا خلال الفترة الممتدّة من الأوّل من مارس/ آذار حتى 7 يوليو/ تموز الماضي. قال رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات وهي تكتل المعارضة الرئيسي في سوريا الخميس إن وساطة الأمم المتحدة لإنهاء الصراع الدائر منذ ست سنوات فشلت وإن الثورة السورية مستمرة. ورفض حجاب تصريحات أدلى بها مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا بأن على معارضي الرئيس السوري بشار الأسد تقبل حقيقة أنهم لم يفوزوا بالحرب. وكتب حجاب على تويتر "تصريحات دي ميستورا تعكس هزيمة الوساطة الأممية في إنفاذ قرارات مجلس الأمن واحترام التزاماتها أمام المجتمع الدولي". وأضاف "مرة أخرى يورط دي ميستورا نفسه بتصريحات غير مدروسة". وقال "الثورة السورية ماضية". ودعا حجاب الذي سبق وشغل منصب رئيس الوزراء في عهد الأسد "لطرح أممي جديد إزاء القضية السورية". وحقق الأسد سلسلة من المكاسب العسكرية لكن الجماعات المسلحة لا تزال تسيطر على أجزاء كبيرة من شمال غرب البلاد بالإضافة لجيوب مهمة في جنوب غربها ولاسيما في محافظة حمص وقرب العاصمة دمشق. وقال دي ميستورا إن على المعارضة أن تكون موحدة وواقعية وتتقبل أنها لم تفز في الحرب. لكنه لم يقل إن الأسد انتصر. وقال "لا يمكن تحقيق النصر إلا في وجود عملية سياسية مستدامة وطويلة المدى"، مشيرا إلى أن الصراع قارب على الانتهاء لأن الكثير من الدول انخرطت فيه من منطلق هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا ويجب أن يلي هذا فرض هدنة على مستوى البلاد قريبا. وتأتي التصريحات قبل جولة من المحادثات السورية بين روسيا وإيران حليفي دمشق وتركيا داعمة المعارضة في آستانة عاصمة قازاخستان الأسبوع المقبل. لم تحقق عدة جولات من المفاوضات في آستانة بالإضافة لمحادثات منفصلة ترعاها الأمم المتحدة في جنيف بين الحكومة والهيئة العليا للمفاوضات تقدما يذكر في إنهاء الحرب التي اندلعت بعد انتفاضة شعبية في 2011. وتقف روسيا وإيران مع الأسد. وخففت بعض الدول الغربية موقفها المبدئي بأن على الأسد أن يرحل على الفور وقالت إنه قد يكون جزءا من فترة انتقالية.
مشاركة :