النقد البناء سلوكٌ حضاريٌ، وواجبٌ دينيُ ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (المؤمن مرآة أخيه المؤمن، المؤمن أخو المؤمن حيث لقيه يكف عنه ضيعته، و يحوطه من ورائه )، و قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: رحم الله من أهدى إليّ عيوبي ، فلا يوجد أحدٌ فوق النقد. وقد قال الشافعي: تعمدني بنصحك في انفرادي ** وجنبي النصيحة في جماعة فإن النصح بين الناس نَوعُ ** من التوبيخ لا أرضى استماعه وإن خالفتني وعصيت قولي ** فلا تجزع إذا لم تعط طاعة هكذا يكون أدب النقد والنصح بعدلٍ، وموضوعيةٍ وأسلوب تتقبله النفس، وترحب به لكن النقد الهدام اسلوب منفر مرفوض ، وهذا المسلك الذي سلكه الكاتب قينان الغامدي الذي تحامل كثيراً على المعلمين والمعلمات من خلال تغريداته. المعلمون و المعلمات معلمو الناس الخير هم أسمى الناس رسالة، وأشرفهم مهنة، وهم بناة المستقبل ، وصنّاع الحضارة، وقادة التغيير، ومربو الأجيال، تقع على عواتقهم مسؤوليات جسام يحترقون ليضيئوا الطريق للآخرين، لا ينكر دورهم إلا جاحد، ولا يسئ معهم الأدب إلا مكابر. لا أعلم ما هدف الكاتب قينان من إطلاقه تلك التغريدات المستفزة لأكبر شريحة من شرائح موظفي الخدمة المدنية بالمملكة المعلمين والمعلمات؟ أهو بدافع النصح والغيرة على التعليم ؟ لا أظن ذلك. لم أجد في أي من تلك التغريدات ما يمكن أن يحمل على محملٍ حسن ، بل كانت تعميمات تحمل ظلماً وحقداً ، كتبت بلغة فجة متعالية تبتعد عن الموضوعية، والنزاهة ، نعتت المعلمين والمعلمات بالتأهيل الضعيف، وضحالة الثقافة، والكسل والتسيب، و التشكي، وأنهم أعداء الصحوة… !! إن هذا تعميم جائر لا يستند لدليل، ،و حكم انطباعي متعجرف يعكس ما يعاني منه الكاتب من تضخم في الأنا، ونرجسية طاغية، وقلبٍ مريضٍ يحمل حقداً وعداءً، و خُلقاً شاذاً، لا يُحسن الأدب مع معلمي الناس الخير الذين يصلي عليهم الله وملائكته وأهل السموات والأرضين !! أهكذا يكون الأدب معهم أيها المثقف؟ من حق كل معلم ومعلمة علينا أن نقف له إجلالاً، وإكباراً؛ تقديراً لجهودهم، واستشعاراً بعظم مسؤوليتهم، وأن نقدم لهم الدعم الذي يستحقونه ، ونشجعهم، ونحفزهم، ونقدم لهم النصح والنقد البناء ، لا أن نطلق مثل هذه التغريدات المريضة الظالمة المحبطة المتعالية. يا قينان: لا تزايد على المعلمين والمعلمات، وتظهر نفسك بهذه التغريدات بأنك المثقف الحاذق الذي أتى بما لم يأتْ به الأولون فأنت أحد مخرجات هذا التعليم فقل خيراً أو أصمت . الكاتب والأكاديمي الدكتور أحممد الزايدي رابط الخبر بصحيفة الوئام: #مقالات – قينان ليتك سكتّ
مشاركة :