العام الدراسي قد اقترب.. فهل نحن مستعدون؟!

  • 9/8/2017
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

هي أيام معدودة وتفتح أبواب المدارس ذراعيها لاحتضان أبنائها الذين قد اشتاقت لدفء ابتسامتهم ونشاطهم، الذي سيخلّص المكان من وحشته، فالمدرسة مكان يستمد حيويته من رواده من الطلبة والمعلمين والمعلمات والهيئات العاملة فيه، فالطلبة يمثلون الرئة التي تتنفس منها جدران المدرسة، والعلم والمعرفة اللذين يتم تناقلهما داخل تلك الجدران كما الغذاء الذي يعطي للمكان طاقته وحيويته. أفلا تستحق أن تكون بداية العام الدراسي في كل عام بمنزلة انطلاقة لعجلة الحياة ودورانها؟ ولكن مع بداية العام الدراسي تظهر أمام الأهل مهمة إعادة ترتيب اليوم وساعاته ما بين إعادة تنظيم وترتيب أولويات، حيث سيصبح هناك عمل متواصل لإعادة التدوير ومراجعة للخطط في كيفية إدارة الوقت بعد أن كان مفتوحاً ليصبح أكثر تنظيماً. إن الإعداد مرحلة سابقة للتطبيق. فالأيام الدراسية القادمة تحتاج من الأهل إلى القيام بالإعداد المناسب لأبنائهم بعد فترة الغياب الطويلة، ومن باب الأولويات أن يكون الإعداد النفسي هو المرحلة الأولى التي لا بد من إتمامها مع أبنائنا، حيث لا بد أن يشعر الأبناء بأنهم مقبلون على استقبال أيام وردية جميلة، حيث إنّ تلك الأيام لا تختلف عن استقبال العيد. وتقديم التشجيع لهم لبذل الجهد لحصد الدرجات العليا التي تؤهلهم ليكونوا عناصر فعّالة داخل مجتمعهم، وأن يعوا أهمية المكان الذي يتلقون العلم فيه. والإعداد النفسي سيسهّل عملية الاندماج، خصوصاً الطلبة الذين ستكون تلك هي تجربتهم الأولى خارج أسوار المنازل. وتبدأ تلك الخطوات تدريجياً بتنظيم الوقت وعدم السهر وتقليل مشاهدة التلفاز واستخدام الإنترنت والألعاب الإلكترونية والاستيقاظ مبكراً وتقليل الخروج للتنزّه، ويرافق ذلك البدء بتكوين اتجاهات نفسية إيجابية من خلال التحدث مع الأبناء عن أهمية المدرسة، وتبيان محاسنها، وتشجيعهم بالكلمات الإيجابية وإظهار فرحة الوالدين وسعادتهما ببدء العام الدراسي، والابتعاد عن الكلمات السلبية والمحبطة، ما يؤدي إلى إحباطهم بدلاً من تحفيزهم. حيث لا بُدّ على الأسر أن تكون لديها الأولوية في إعداد عقول الأبناء لاستقبال المدرسة قبل التفكير بإعداد الحقائب المدرسية.. فهل أنتم مستعدون لانطلاق قطار المدرسة؟! د. عبدالفتاح ناجيabdelfttahnaji@yahoo.com

مشاركة :