واشنطن – أعلن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في مؤتمر صحفي بواشنطن الجمعة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن "قطر مستعدة لتلبية المطالب الـ13 التي قدمتها دول الخليج" مضيفا "أننا نحتاج حاليا للجلوس معا للتباحث"، فيما قال ترامب إنه مستعد للوساطة لحل الأزمة، معبرا عن اعتقاده بأن انهاء الأزمة سهل إلى حد ما. وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها الرئيس الأميركي استعداده للعب دور وساطة بعد أن فوض في السابق وزير خارجيته ريكس تليرسون لقيادة جهود حل الأزمة. وكانت جهود تليرسون قد وصلت إلى طريق مسدود بسبب اعتماده سياسة مهادنة ازاء دعم وتمويل الدوحة للإرهاب، مكتفيا في نهاية جولة خليجية بتوقيع مذكرة تفاهم مع قطر لمكافحة الإرهاب وهي مذكرة اعتبرتها دول المقاطعة الأربع غير كافية، معلنة تمسكها بالمطالب التي سبق وتقدمت بها للدوحة ومن ضمنها التوقف فورا عن دعم جماعات متطرفة وخفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران واغلاق القاعدة العسكرية التركية في الدوحة. وكان ترامب قد أعلن في بداية الأزمة وبشكل صريح ومباشر أن لقطر سجل طويل في دعم وتمويل الإرهاب، لكن تليرسون كان أكثر مرونة في مصارحة الدوحة بهذه الحقيقة وأقل فاعلية في اقناعها بالتخلي عن هذه السياسية التخريبية. وعكس موقفه تباينا في وجهات النظر مع الرئيس الأميركي الذي كان أكثر وضوحا في هذه المسألة وكان أيضا أكثر تفهما للقلق العربي والخليجي من سياسات قطر. ويبدو أن أمير الكويت نجح في اقناع الرئيس الأميركي بالضغط على قطر لتكون أكثر مرونة ولتتخلى عن سياسة المكابرة والتعنت حتى يتسنى حل الأزمة سريعا. وحث الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الخميس على ضرورة "سرعة حل الأزمة"، مشيرا إلى استبعاد الخيار العسكري نهائيا في التعامل مع الموقف، مجددا قوله "لدينا تأكيد من قطر أنها مستعدة لبحث كافة المطالب التي قدمت إليها... المهم اننا نجحنا في تجنب التصعيد العسكري في أزمة قطر". كما أبدى تفاؤله بقرب حل الأزمة، موضحا أنه تباحث مع الرئيس الأميركي "الوضع في المنطقة والخلاف المؤسف بين الأشقاء في الخليج وكذلك جهودنا المشتركة بالتعاون مع المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله". وقال "تطرقنا إلى الوضع في العراق والأوضاع المأساوية في اليمن وسوريا وليبيا، وضرورة وضع حد للصراع المسلح والعودة إلى الحوار بين كافة الأطراف". وأعرب ترامب عن أمله في عودة العلاقات بين قطر ودول الخليج إلى طبيعتها، داعيا الكويت إلى مواصلة وساطتها لحل الأزمة وقال "إذا تسنت لي المساعدة في التوسط بين قطر والإمارات والسعودية على الأخص فإنني سأكون مستعدا لفعل ذلك وأعتقد أنه سيكون لديكم اتفاق على نحو سريع للغاية". وتابع "إذا لم تحل أزمة قطر بسرعة، فإن البيت الأبيض قد يلعب دور الوساطة" وكان أمير الكويت قد وصل في وقت سابق إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس الأميركي، لإجراء مباحثات تتعلق بعدة قضايا اقليمية ودولية على رأسها أزمة قطر. ويأتي اعلان الرئيس الأميركي بعد أن وضع تعنت قطر الوساطة الكويتية ومختلف الوساطات الأخرى في طريق مسدود.
مشاركة :