كل الوطن – صحيفة مصر العربية :أنتجت العديد من القنوات الفضائية العالمية والعربية أفلاماً وثائقية خلال الأعوام الماضية تتحدث عن قصة معاناة المسلمين الروهينجا في بورما أو مينمار كما يطلق عليها حاليا. وترصد تلك الأفلام التوثيقية قصة المأساة الإنسانية التي يتم التعتيم عليها عربياً وعالميا لأعوام عديدة والتي لولا شبكة الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لما عرف الملايين من البشر قصتهم ولا المآسي التي تحدث لهم.تعداد المسلمين في بورما: ويعتبر أغلب سكان بورما من البوذيين وتوجد أقلية مسلمة تتركز في عرقيتين أساسيتين هما الأركان، ويعيشون في القسم الجنوبي من أركان بورما وجماعات الكاشين. ويبلغ تعداد المسلمين في ميانمار 20% من السكان الذي يتجاوز عددهم 70 مليون نسمة يعانون من حملات متتالية من التطهير العرقي خلال العقد الأخير من التاريخ خاصة مع زيادة التحريض الديني ضدهم واستخدام رجال الدين البوذي في تلك الحرب.قصة انتشار الإسلام: وانتشر الإسلام بورما بداية من القرن الثامن الهجري عن طريق اقليم “اراكان” عن طريق التجار المسلمين الذين تعاملو مع القبائل البورمية المحلية واستوطن بعضهم تلك المناطق وتزاوج من أهلها وتصنف منطقة أراكان من المناطق التي دخلها الإسلام بالمعاملة فقط دون فتوحات أو حتى حملات دعوية ممنهجة بل عن طريق تجار مسلمين .الدولة المسلمة الأولى في تاريخ بورما: وفي عام 1430م بدأ المسلمون يحكمون جزء من منطقة بورما وهو إقليم أركان وكانت لهم مملكتهم الخاصة على يد نرميخالة سليمان شاه والذي أسس تلك الدولة بالتعاون مع سلطان البنغال المسلم الذي أمده بالسلاح والعتاد لتأسيس دولته السلطان جلال الدين شاه. وغير سليمان شاه عاصمة أراكان من لنغريت إلى مروهانغ، ووضع حجر أساس لسلسلة دولة مروكو، وكان سببه هو اتجاه الدولة إلى الغرب في القرن الخامس عشر الميلاديالدولة الاسلامية البورمية تتوسع: وفي عام1535 توسعت دولة أراكان الاسلامية وفي عام 1600م ووقعت ولاية بيغووتناسريم تحت سيطرتها، وقام سليم شاه (1593-1661م) بتوسيع مزيد في حدود الدولة واختار ملوكها لأنفسهم ألقاب “شاه”.حاكم بوذي سيطر على كل بورما: وتعاقب على مقاليد الحكم في دولة أركان الاسلامية 48 شاه مسلم حتى عام 1784م . حتى قام باحتلالها الملك البوذي البورمي بودوبيه والذي حكمها 42 عاما مارس فيها حملات تطهير عرقي شبيهة بمحاكم التفتيش التي وقعت في الأندلس وأوروبا لغير المسيحيين وفي هذا التاريخ عرفت بورما لأول مرة عملية التطهير العرقي. حيث قام بهدم المكتبة الملكية الاسلامية والأثار الإسلامية والمساجد والمدارس و قام بإنشاء معابد البوذيين وزوايا لهم ليحول أراكان الإسلامية إلى دولة بوذية وجزء من بورماوهرب آلاف المسلمين وغيرهم من الاعراق إلى جنوب البنغال كما يحدث في عصرنا الحديث.الاحتلال البريطاني يسيطر على بورما البوذية والإسلامية: وفي عام 1824 بدأت مرحلة جديدة في بورما بأكملها بجزئها البوذي والاسلامي بعد احتلال بريطانيا لها واجتياح جيش المملكة البريطانية لأراضي بورما والذي استمر حتى عام 1948 وهدأت فيه الأحوال نسبيا بعد سيطرة المحتل الأجنبي مما جعل أعداد المسلمين تتزايد في تلك الدولة . الا أنه قبل نهاية الاحتلال الانجليزي بعد ضعف سيطرتها على الأرض ساهمت في اندلاع فتن في بورما ووقعت مواجهات بين العرقية البورمية وبين الأقلية المسلمة في سنة 1938 اندلعت اعمال شغب ضد المسلمين .مراحل التطهير العرقي ضد المسلمين: وكانت أبرز مراحل المواجهات بين المسلمين والبوذيين هي:في عهد الملك باينوانغ 1550-1589 م وفي عهد الملك بوداوبايه (1782-1819) وفي عام 1930 وقعت أعمال شغب مناهضة للمسلمين في بورما“. وفي سبتمبر 1938 اندلعت أعمال شغب ضد المسلمين في ماندلاي (1997) وأمال شغب ضد المسلمين في ستوة وتوانغو (2001)واعمال شغب ضد المسلمين في أراكان (2012ي ولاية راخين في يونيو 2012. وأخيراً وليس أخراً حملة التطهير الديني التي يقوم بها جيش بورما منذ شهر أغسطس 2017 وحتى الأن في إقليم أراكان والتي أدت لتدمير قرى مسلمة بأكملها وأصبح أهلها بين قتيل أو هارب بحياته وسط صمت اسلامي ودولي مريب على تلك الحملات المتكررة لعقود.
مشاركة :