لا تختلف الأوساط السياسية في العالم وهي تفسر المكابرة القطرية في عدم إذعانها للمطالب العقلانية المقدمة من قبل الدول الأربع الداعية لمكافحة الارهاب، إلا أنها مواجهة طائشة ما زالت تؤلب دول العالم على الدوحة وتشدد الخناق عليها وتدخلها في عزلة إقليمية ودولية سوف تكلفها الكثير من الخسائر الاقتصادية الفادحة، وتلك خسائر بدأت في الظهور منذ تصميم ساسة قطر على استمرارية المكابرة. وسياسة الدوحة الداعمة للارهاب وتمويل الجماعات المتطرفة والتعاون مع أعداء المنطقة سوف تقودها مع مرور الوقت الى نتائج وخيمة بدأت علاماتها في الظهور من خلال الانكماش الاقتصادي وشح السيولة وارتفاع نسب التضخم ونزوح الودائع الأجنبية. وتلك العلامات تمثل من جانب آخر فاتورة غالية الكلفة تتحملها الدوحة لقاء تصميمها على شق الصف الخليجي وعدم الاستجابة لمطالب الدول الداعية لمكافحة الارهاب وارتمائها في أحضان ارهاب الدولة المتمثل في النظام الايراني الدموي الذي ما زال يعمل جاهدا على التفتيت ونشر الفوضى والاضرار بمصالح دول المنطقة، وعدم الاستجابة لصوت العقل سوف يكلف الدوحة الكثير من الخسائر في مختلف المجالات. وليس بخاف ما تتكبده الدوحة من خسائر فادحة، فالضغط على الريال القطري في تصاعد ملحوظ والاستثمارات القطرية حول العالم أضحت «سيئة السمعة» بعد انكشاف اقترانها بتمويل العناصر الارهابية في معظم دول العالم، وهو انحدار ما كان يمكن أن يحدث لو أن ساسة قطر توقفوا عن السباحة ضد التيار وتوقفوا عن التغريد خارج السرب. وتخبط الحكومة القطرية في سياستها المزدوجة أدى الى لجوئها لبيع ممتلكاتها توفيرا للسيولة واضطرارها للدفع من احتياطياتها وفقا لاجراءات مصرفية مؤثرة أدت الى الاقتراض من الخارج عبر البنوك التجارية وحجم الضغوط عليها ما زال يتنامى مقابل انخفاض قيمة الريال القطري أمام الدولار، ومقابل هبوط البورصة القطرية الى أدنى مستوياتها، وهي مستويات لم تصل اليها من قبل. والدوحة في غنى عن كل هذه الهزات الاقتصادية الكبرى لو حكّمت سياسة التعقل والرشد والصواب وتوقفت عن دعمها نهائيا لكل أشكال الارهاب واهتمت بتنمية اقتصادها وتوفير أسباب الاستقرار والرخاء للشعب القطري. والشعب القطري يتكبد للأسف أخطاء ساسته رغم أن الدول الأربع الداعية لمكافحة الارهاب وكافة دول العالم لا تريد ربط مصالح القطريين بأخطاء ساستهم، فقد نادوا مرارا وتكرارا بأهمية الحفاظ على تلك المصالح، فالقطريون لا ذنب لهم في تحمل تلك الهزات الاقتصادية الخطيرة والمؤثرة، فمناداة المملكة وبقية الدول الداعية لمكافحة الارهاب وكافة دول العالم المحبة للاستقرار والأمن والعدل برخاء الشعب القطري والحفاظ على مصالحه لا تزال قائمة وماثلة.
مشاركة :