المنظمة تندد بسوء معاملة المهاجرين الذين يحاولون عبور البحر المتوسط كما تنتقد سياسة الاتحاد الأوروبي في مجال الهجرة.العرب [نُشر في 2017/09/08، العدد: 10745، ص(4)]أزمة تشتد قسوة طرابلس – ندّدت منظمة “أطباء بلا حدود” غير الحكومية في رسالة مفتوحة إلى الحكومات الأوروبية، نشرت الخميس، بسوء معاملة يلقاها في ليبيا المهاجرون الذين يحاولون عبور البحر المتوسط. كما ندّدت بسياسة الاتحاد الأوروبي في مجال الهجرة. وقالت جوان ليو رئيسة منظمة أطباء بلا حدود إنترناشونال في الرسالة إن “التمويل الأوروبي الذي يحركه فقط السعي إلى إبقاء هؤلاء الناس خارج أوروبا يرمي إلى منع المراكب من مغادرة المياه الليبية، لكن في الوقت نفسه تغذّي هذه السياسة نظاما إجراميا”. وشدّدت في مؤتمر صحافي على أن “القادة الأوروبيين متواطئون ونريد ردودهم”. وتحدثت ليو التي كانت زارت مراكز احتجاز رسمية في ليبيا حيث ينقل المهاجرون بعد اعتراضهم من قبل حرس الحدود الليبيين، بحسب المنظمة، عن ظروف بالغة السوء وعنابر مكتظة ووسخة تنقصها التهوئة مشيرة إلى ظروف “احتجاز هي الأشد قسوة”. وقالت إن “الناس يعاملون مثل السلع المعدّة للاستغلال”، مشيرة إلى حالات اغتصاب وإهانات. وذكرت المفوضة الأوروبية سيسيليا ملمستروم بأن “الاتحاد الأوروبي يقدّم أيضا الكثير من المال للمنظمات الدولية للعمل معها لمحاولة تحسين الظروف في ليبيا التي هي فعلا فظيعة”. وأضافت المفوضة التي زارت ليبيا قبل سنوات “رأيت أن المراكز ليست مراكز استقبال بل هي سجون. كان الوضع فظيعا قبل سنوات قليلة. ولا أملك معلومات تشير إلى أنها تحسنت”. وبحسب ليو فإن الحكومات الأوروبية يجب ألا تعتبر تراجع عمليات عبور البحر المتوسط في الأسابيع الأخيرة بمثابة نجاح. وقالت “بالنظر إلى ما يجري في ليبيا فإن مثل هذا النجاح يدل في أحسن الأحوال على أنانية وفي أسوأ الأحوال على تواطؤ في محاولات لتحويل البشر إلى سلع بأيدي مهربين”. وأضافت رئيسة المنظمة “في إطار جهودها لوقف تدفّق المهاجرين، هل الحكومات الأوروبية على استعداد لتحمل ثمن الاغتصاب والتعذيب والعبودية؟”. وطالبت، في المؤتمر الصحافي، “على الأقل بأن يتوقف إرسال المهاجرين إلى ليبيا التي تشكل كابوسا حاليا”. وقالت متحدثة باسم الدوائر الخارجية للاتحاد الأوروبي، من جهتها، “نحن واعون تماما بالظروف غير المقبولة والبالغة السوء في كثير من الأحيان بل وحتى اللاإنسانية التي يعامل وفقها المهاجرون في مخيمات الاستقبال في ليبيا”. وأضافت “نحن لا نغض الطرف عن هذا ونتحرك”، خصوصا من خلال الدعم المالي للمنظمات الدولية العاملة في ليبيا. وتابعت “نحاول دعم المنظمات لتتمكن من الوصول إلى هذه المخيمات وتساعد المهاجرين”. وتمت مساعدة أكثر من سبعة آلاف شخص، خصوصا، على العودة الطوعية إلى بلدانهم. وقالت المتحدثة إن الاتحاد الأوروبي “يسعى إلى فتح طرق وصول إلى أوروبا لمن يحتاجون إلى حماية دولية”. وتراجعت بشكل واضح أعداد المهاجرين القادمين لإيطاليا، منذ بضعة أسابيع، منذ أن عزز خفر السواحل الليبي رقابته على المياه الإقليمية الليبية وأعاد المهاجرين لليابسة الليبية مرة أخرى. وتعرّض الدعم الذي يقدّمه الاتحاد الأوروبي وخاصة سلاح البحرية الإيطالية لخفر السواحل الليبي مقابل منع الهجرة إلى أوروبا مؤخرا لانتقادات من منظمات إغاثية وحقوقية.
مشاركة :