وزيرة الدفاع الألمانية فون دير لاين: من المسلّم به أننا نرى استعراضا للقوى والقدرات من قبل الروس.العرب [نُشر في 2017/09/08، العدد: 10745، ص(5)]الناتو يتأهب لأي تهديدات روسية تالين - ندّدت وزيرتا الدفاع الفرنسية والألمانية الخميس في إستونيا بالمناورات الروسية “زاباد 2017” المقررة الأسبوع المقبل على حدود دول الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي، والتي اعتبرت باريس أنها تعكس “استراتيجية ترهيب” لدى موسكو. وأشارت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين إلى أن روسيا تخطط لإرسال 100 ألف جندي لمناوراتها على حدود حلف شمال الأطلسي الشرقية هذا الشهر، لتشكك في رواية موسكو التي تقول إن 13 ألف جندي فقط من روسيا وروسيا البيضاء سيشاركون في المناورات. وقالت فون دير لاين في اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي “من المسلّم به أننا نرى استعراضا للقوى والقدرات من قبل الروس”. وأضافت في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرتها الفرنسية فلورنس بارلي “كل من يشك في هذا ما عليه إلا النظر للأعداد الضخمة من القوات التي ستشارك في مناورات زاباد.. إنها أكثر من 100 ألف”. وتعتبر مناورات بهذا الحجم أمرا قانونيا وفقا للمعاهدات الدولية حول المناورات العسكرية، لكنّ إجراءها يتطلب دعوة مراقبين دوليين. وتقول روسيا إن وجود مراقبين دوليين للمناورات ليس ضروريا، نافية أن يكون عدد الجنود المشاركين أكثر من 13 ألفا. وقالت بارلي قبل توجهها لمقابلة القوات الفرنسية في إستونيا ضمن قوات ردع نشرها الحلف في منطقة البلطيق وبولندا “روسيا لديها استراتيجية عالمية تقوم على استعراض القوة بشكل صريح ومتعمّد”. وأضافت “إنهم يتّبعون استراتيجية الترهيب”، محذرة من أن أي هجوم روسي على دولة من دول البلطيق أو بولندا سيعتبر هجوما على جميع دول الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة. وتعتبر مناورات بهذا الحجم أحد مصادر القلق لحلف شمال الأطلسي والذي ألمح مسؤولوه إلى أن المناورات ليست مجرد تدريبات عسكرية بسيطة. وقال رئيس الوزراء الإستوني يوري راتاس لدى استقباله الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ “نحن قلقون بسبب طبيعة هذا التدريب ونقص شفافيته”. وشدد ستولتنبرغ من جهته على أن الحلف “سيراقب هذه الأنشطة عن كثب. نحن متيقظون ولكننا أيضا هادئون لأننا لا نرى تهديدا وشيكا لحليف في الأطلسي”. وتشكك عدة دول داخل الحلف في الرواية الروسية حول المناورات التي تقول إن “زاباد 2017” ستكون “دفاعية محضة” وستحاكي ردا من الجيش الروسي على هجمات إرهابية. وأكد قائد أركان جيش بيلاروسيا أوليغ بيلوكونوف أن المناورات ستحاكي ردا على محاولة “زعزعة” من تحالف دول في الغرب حيث توجد بولندا وليتوانيا ولاتفيا. وذكر الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ أنه بسبب الأزمة الأوكرانية وإزاء “روسيا أكثر حزما”، فقد عزز الحلف الأطلسي حضوره العسكري في الشرق كما لم يحدث منذ الحرب الباردة ونشر في الربيع أربع كتائب في الشرق، أي أكثر من أربعة آلاف جندي. وتتهم روسيا حلف شمال الأطلسي بحشد القوات على الجبهات الروسية بأسلوب يذكّر بالحرب الباردة. لكن الحلف يقول إنه يحمي مصالح دوله الأعضاء التي تملك حدودا مشتركة مع روسيا والذين أزعجهم ضم موسكو لجزيرة القرم الأوكرانية وعلاقة روسيا بمتمردين مؤيدين لها في شرق أوكرانيا.
مشاركة :