محمد السيد/ الأناضول من البحيرة الوردية في أستراليا، إلى شلالات الدم القرمزية في القارة القطبية الجنوبية، مرورا بالشاطئ الخفي في المكسيك، هناك ظواهر طبيعية خلابة تعد محط أنظار عشاق السفر والترحال، الذي يقطعون آلاف الأميال للتمتع بها. وخضعت هذه الظواهر إلي دراسة معمقة من العلماء المتخصصون، لكشف السر وراء تشكلها، والذي يعود في الأغلب لأسباب طبيعية وجيولوجية تتمتع بها هذه المناطق دون غيرها حول العالم. ورصد موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أبرز 7 ظواهر طبيعية وهي: 1- فقاعات الميثان المتجمدة - كندا أحد أكثر المناظر الطبيعية الخلابة حول العالم، وهي فقاعات غاز الميثان المحاصرة تحت الماء في بحيرات متجمدة في فصل الشتاء، التي تشبه الأطباق الطائرة التي سقطت من السماء وتجمدت تحت الماء. وتم العثور على هذه الفقاعات الغازية في فصل الشتاء في بحيرات مثل بحيرة أبراهام، وهي بحيرة صناعية تقع شمال نهر "ساكاتشيوان" (Sackatchewan) غرب ألبيرتا في كندا. ويتجسد هذا المشهد المذهل، بسبب أن النباتات التي تعيش في قاع بحيرة أبراهام، وأثناء عملياتها الحيوية يخرج منها غاز الميثان الذي يتجمد عندما يصل إلى درجة برودة معينة بالقرب من سطح البحيرة. ويمكن رؤية تلك الفقاعات تحت الجليد الذي يغطي البحيرة في الشتاء، ما يجعل البحيرة مكانًا مشهورًا بالنسبة للكثير من المصورين. 2- شلالات الدم - أنتاركتيكا يتدفق في القارة القطبية الجنوبية نهر جليدي غربي بحيرة "بوني"، ويسيل منها مياه باللون الأحمر القرمزي، يعرف بـ"شلالات الدم"، منذ أكثر من 106 عاما. وتقع "شلالات الدم" بين ضفاف نهر تايلور المتجمد، في هضاب ماكموردو الجافة، في أرض فكتوريا، شرق القارة القطبية المتجمدة أنتاركتيكا. ويعود فضل هذا الاكتشاف إلى الباحث الجيولوجي، توماس جريفيث تايلور، سنة 1911، حيث اعتقد العلماء سابقا أن سبب اللون الأحمر القاتم لمياه تلك الشلالات يعود لوجود نوع من الطحالب فيها، لكن البحوث المستمرة في هذا الميدان نفت هذه الفرضيات. ويتكون نهر تايلور من 5 طبقات جليدية تنساب ببطئ شديد جدًا، ويعود اللون الأحمر للشلالات لأكسيد الحديد الذي يتكون جراء تفاعلات أكسدة بين عناصر معينة متواجدة في المياه شديدة الملوحة بالمنطقة، وكانت هذه العناصر مخزنة ومعزولة في جيوب ينعدم فيها الهواء والضوء منذ 5 ملايين سنة، حين كانت المياه أعلى من مستوياتها التي هي عليها حالياً. 3- حجارة ثقيلة تسير بقوة الطبيعة - كاليفورنيا من الظواهر الغريبة أيضا تحرك عشرات الحجارة الثقيلة التي لا تقوى الرياح ولا الإنسان أو الحيوان على تحريكها، وتحدث هذه الظاهرة في "وادي الموت" بولاية كاليفورنيا الأمريكية. ويبلغ وزن بعض الحجارة المتحركة حوالي 300 كيلوغرام، وتزحف لمسافة تبلغ 250 مترًا بمفردها، في مسارات مستقيمة ومتعرجة، ما أثار دهشة علماء الجيولوجيا، الذين عكفوا على دراسة هذه الظاهرة الغريبة. وفي 2006، عكف علماء من وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" على دراسة هذه الظاهرة، التي كانت وما تزال تحدث كل عامين أو أكثر في موقع كان بالماضي الجيولوجي البعيد بحيرة، لكنها جفّت أسفل جبال في "وادي الموت" الشهير. وتمكن العلماء لأول مرة من رصد وتصوير 5 عمليات سير قامت بها الأحجار على مراحل، وبعضها كان تجمعات متنوعة الأحجام بدت وهي تنساب فوق أديم الأرض كما الزوارق فوق الماء. ووجد العلماء أن رقائق من الجليد خشنة، لكنها كثيفة وشبيهة بالزجاج المكسور، هي ما يحرك الأحجار في مكانها ويهزها، كما تفعل الجرافة، وحين يكون سطح الأديم طينيا ومزلاجيا، تنزلق فوقه ولو بفعل هبة ريح بسيطة، فتبدأ بالانزلاق، الذي يستمر بفعل تدحرجها فوق الأديم الطيني. 4- بركان كواه - أندونيسيا يتدفق المسافرون إلى جزيرة جاوا الإندونيسية، لرؤية بركان جبل كيلود، وهي رحلة صعبة ومغامرة خطيرة، لكنها لا تخلو من المتعة. ويطلق بركان جبل كيلود في جزيرة جاوا حممًا بركانية، تبدو في قمته كبحيرة باللون الأزرق الفيروزي المذهل، وهذا في الأصل حمم بركانية متوهجة. ويتسرب من البركان غازات كبريتية، تتسلل من خلال الشقوق البركانية الموجودة في البركان في درجات حرارة أكثر من 1000 درجة فهرنهايت، وعند تقابلها واختلاطها مع الهواء الجوي تشتعل منتجة نار وانفجارات ترتفع لأكثر من 16 قدم في السماء. وينتج اللون الأزرق الفيروزي المذهل في الحمم البركانية، بسبب احتراق الغازات وتكثيف الكبريت السائل، وتنتج عن ذلك تيارات متسربة على جانبي البركان في مشهد ضوئي ساحر. ولكن هذه التجربة لا تخلو من المخاطر، حيث تعمل السلطات الإندونيسية باستمرار على إخلاء المنطقة السكانية حول البركان يبلغ قطرها 10 كيلومترات، نتيجة غيمة الرماد والأبخرة المتصاعدة من البركان، ويتحتم على من يقترب من البركان أن يرتدي قناعاً واقياً لتجنب الغازات والأبخرة السامة. 5- الشاطئ الخفي - المكسيك شاطىء الحب أو كما يطلقون عليه "الشاطىء الخفى"، أحد أغرب شواطئ العالم، ويقع على عمق عدة أمتار من إحدى جزر ماريتا، قبالة ساحل المكسيك. وتشكل هذا الشاطئ منذ قرون بسبب النشاط البركاني في المنطقة، ومؤخرًا أعلنت السلطات المكسيكية المنطقة حديقة وطنية محمية ضد الصيد، وما تزال هذه الجزر غير مأهولة ويمكن لمقدمي خدمة القوارب المصرح لهم فقط بأخذ السياح لرؤية العجائب الطبيعية من مسافة قريبة. ولا يمكن الوصول إلى الشاطىء الخفى إلا من خلال نفق طوله 80 قدما يربطه بالمحيط الهادئ، وبعد ذلك على السياح مواصلة طريقهم عن طريق السباحة للوصول إليه والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة. 6- البحيرة الوردية - أستراليا بحيرة هيلير، وردية اللون تقع في منطقة جولدفيلدز، في الجزيرة الوسطى بأستراليا، وتتميز هذه الجزيرة بتضاريسها الطبيعية المميزة والرائعة، حيث غابات الأشجار الكثيفة، والكثبان الرملية الناعمة، وقربها من المحيط. وأعطت تلك المميزات الطبيعية للجزيرة موقعاً مذهلاً، يستمتع به الزوار والسياح من جميع أنحاء العالم. وتبعد الجزيرة حوالي 3 كيلومترات عن مدينة أسبرانس، ويبدو منظر البحيرة من الأعلى كفقاعة من العلكة الوردية الصلبة، ويبلغ طول البحيرة نحو 600 متر، ويحيطها من الجوانب الرمال والغابات الكثيفة خاصة أشجار الكينيا، كما يوجد شريط ضيق من الكثبان الرملية التي تغطيها النباتات، ويفصل البحيرة عن المحيط الجنوبي الأزرق. ولا يكون لون البحيرة دائمًا وردي اللون، بل تتحول البحيرة إلى اللون الوردي عندما ترتفع درجة الحرارة، فعند انخفاض الحرارة تعود إلى لونها الطبيعي. يعتقد العلماء أن سبب اللون المميز للماء في البحيرة الوردية ناتج عن السالينا والطحالب الخضراء، والارتفاع في نسبة أملاح الروبيان في مياه البحيرة، وعندما يصل إلى مستوى ملوحة أعلى من مياه البحر. وفي ظل درجة الحرارة العالية، وظروف الإضاءة الكافية والمناسبة، تبدأ في التفاعل مع مواد أخرى موجودة في الطحالب، فتنمو نوع من أنواع البكتيريا الوردية في القشرة الملحية، وهو ما يعطي البحيرة ذلك اللون الفريد من نوعه. 7- الدوائر الفارغة - ناميبيا عبر المسطحات العشبية القاحلة في صحراء ناميبا، تتشكل الملايين من البقع الدائرية الفارغة، يبلغ قطرها من مترين إلى 15 مترًا محاطة بحلقة من العشب وهي إحدى المناظر الطبيعية الخلابة في ناميبيا. وتمتد تلك الدوائر إلى حوالي 2400 كلم في أنغولا، وتتميز بأنها دوائر عارية من العشب تتشكَّل في أماكن الغطاء العشبي خاصةً في المراعي الصحراوية الرملية. وكانت هذه الدوائر، أثارت اهتمام علماء الجيولوجيا والبيئة منذ 1971، لكن في تلك الفترة، لم يستطع أحدٌ منهم العثور على تفسير منطقي لما يجري في الصحراء، خاصةً أنها تتشكل لسنوات ثم تختفي دون سببٍ محدد. ويرى علماء أن السبب هو نبات "فربيون دامارا"، كونه يُفرز سمومًا قد تُسبب تآكل الغطاء النباتي، فيما يرى آخرون أن السبب يرجع للتربة المشعة أو النمل الأبيض في المنطقة. ويرجع السكان المحليون سبب تشكل هذه الدوائر الغامضة إلى عدة أسباب منها أن تنين يعيش أسفل القشرة الأرضية وينفث الدخان باستمرار تحت الأرض ما يؤدي إلى احتراق الغطاء النباتي على سطح الأرض بهذه الطريقة. أما الادعاء الذي يُصدقه شعب "هيمبا"، الذي يسكن الصحراء الناميبية، هو أن دوائر الجن تشكلت بسبب آثار أقدام الآلهة في المكان. لكن عالم الأحياء الألماني نوربرت جورجنز من جامعة هامبرج أثبت أن السبب في تشكل هذه الدوائر يعود إلى النمل الأبيض الذي يسكن المنطقة، حسب دراسته لتلك الدوائر. ووفق دراسة جورجنز، وبعد الفحص والاختبارات، تبيَّن أن النمل الأبيض يعيش بنسبة 80 – 100% في هذه الدوائر الغريبة، وكانت هذه الحشرة الوحيدة التي تعيش في الدائرة. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :