يوم حداد وطني في لبنان بالتزامن مع تشييع جثامين عشرة عسكريين قتلوا على يد ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية. الجنود سبق وأن اختطفوا على يد التنظيم المتطرف قبل ثلاث سنوات بالقرب من بلدة حدودية مع سوريا. وشهد لبنان هذا الجمعة توقف نشاط الإدارات والمؤسسات على خلفية إعلان رئاسة الحكومة يوم الجمعة يوم حداد رسمي تغلق خلاله كافة الإدارات الرسمية ومعظم المؤسسات الخاصة. وسط أجواء من الحزن والتأثر، شارك أهالي العسكريين القتلى في مراسم التشييع الرسمية التي أقيمت في باحة وزارة الدفاع في اليرزة بالقرب من بيروت بحضور الرؤساء الثلاثة، رئيس الجمهورية ميشال عون، رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش. السلطات اللبنانية شددت لأهالي القتلى على “المضي بالتحقيق لكشف ملابسات وظروف خطف العسكريين وقتلهم” من تنظيم الدولة الإسلامية. وهو ما تأمل عائلات الجنود التوصل إليه حيث كشف والد أحد العسكريين حسين يوسف، والذي كان أحد أبرز المتحدثين باسم أهالي العسكريين منذ اختطافهم في صيف العام 2014، والذي قال: “أكثر من شخص وطرف قادرون على مساعدتنا في كشف الحقيقة … لنحاسب كل إنسان ظلم العسكريين”. ووضع الرئيس اللبناني ميشال عون الأوسمة على نعوش العسكريين، داعيا اللبنانيين إلى “تمتين وحدتهم الوطنية، ونبذ المصالح الضيقة على حساب مصلحة الوطن والشعب”. وقال قائد الجيش العماد جوزيف عون في كلمة ألقاها خلال التشييع “فرحتنا بالانتصار على الإرهاب تبقى حزينة” بغياب العسكريين، مشددا: “لن ننسى ولن يسهى عن بالنا خلايا الإرهاب السرطانية النائمة التي قد تسعى إلى الانتقام لهزيمتها وطردها بمختلف الأساليب”. وتعود الجثامين لثمانية عسكريين كانوا مخطوفين لدى تنظيم داعش منذ آب-أغسطس 2014 من دون توفر أي معلومات عن مصيرهم. أما الجثتان الباقيتان فتعود لجندي سبق للتنظيم المتطرف أن أعلن قتله بعد شهر على خطفه مع رفاقه ولآخر قتله التنظيم خلال قيامه بمهمة عسكرية، وفق مصدر عسكري لبناني. وتم الكشف عن جثامين الجنود القتلى في المعارك الأخيرة التي انتهت في 27 آب- أغسطس الماضي، وتمّ التأكد من هوياتهم قبل يومين عبر فحوصات الحمض النووي. وبدأ الجيش اللبناني في 19 آب-أغسطس عملية عسكرية في جرود بلدتي القاع ورأس بعلبك لطرد التنظيم المتطرف من المنطقة. ونقلت الجثامين في نعوش بسيارات خاصة بالجيش مع الأوسمة، ووضع على كل نعش لوحة صغيرة محفور عليها اسم كل شهيد. ومر موكب الجثامين بساحة رياض الصلح، حيث اعتصم الأهالي في مخيم منذ 3 سنوات، واستقبل بالورود والأرز.
مشاركة :