يقول عبداﷲ البراق، الباحث والخبیر في الشؤون السیاسیة والأمنیة: إنه لم تعد التخبطات والتناقضات في السياسة القطرية شیئاً مستغرباً، ولم یعد أیضاً تنقّلها ما بين مراحل الخطر بالشيء المفاجئ؛ في ظل المراهقة السیاسیة المزمنة التي أصيبت بها قطر وعايشتها منذ أكثر من عشرين عاماً منذ الخيانة التي قام بها أمير قطر السابق حمد بن خليفة على والده، بالانقلاب في 27 یونیو 1995؛ فمنذ ذلك الوقت فقدت قطر ملامحها الخلیجیة والعربية والإسلامية، وتنقلت طوال هذه الفترة بین العديد من مراحل الخطر التي تستوجب وقفة دولية رادعة توقفها عن هذا العبث السياسي الذي يغذي التطرف والفوضى والإرهاب، ویسهم في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة. ويضيف "البراق" أنه عندما ننظر إلى مراحل الخطر التي مرّت بها قطر وتجاوزتها؛ نستطیع أن نحدد وجهتها السیاسیة المقبلة والتي لا تقل سوءاً وشراً عما كانت عليه؛ فطوال هذه المدة كانت قطر أداة إرهابية أشبه بتنظيم متطرف إرهابي وظّف كل إمكانياته لخلق الفوضى في المنطقة، ومأوىً لأهم المنظمات الإرهابية جماعة الإخوان المسلمين، التي تسعى لقلب الحكم في الدول العربية والإسلامية وفرضها على الأیدیولوجیة المتطرفة التي أوصلت العالم إلى ما توصل إليه الآن من إرهاب ودمار وخراب؛ من خلال أذرعها التنظیمیة؛ كالقاعدة وداعش والنصرة وبوكو حرام وغيرها، ومن خلال خلاياها العنقودية التي تتحرك مع تطور الأحداث إلى العبث والفوضى في الدول كما حدث في الدول العربية من فوضى تحت مسمى "الربيع العربي". ويقول: طوال هذه المدة والمشاهد الخليجي والعربي يرى كیفیة العداء القطري الممنهج استخباراتیاً، والذي شَمِلَ حرباً إعلامية وفكرية تحریضیة تجاوزت كل الحدود من الكذب والتدليس والتلبيس وقلب الحقائق، وسخّرت منابرها الإعلامية لبث برامج السموم التي تنخر في الجسد الخليجي والعربي والإسلامي، ولخطب تكفير المسلمين وإشعال الفتن، والمحاضرات العنصرية والتفرقة، ولم تقف عند هذا الحد من الخطر؛ بل تجاوزته بمراحل حتى أصبحت تهدد الأمن القومي العربي والخليجي والإسلامي بالعمل المخابراتي الداعم للمنظمات الإرهابية، وثبت تورطها في الكثير من الأعمال التجریبیة التي طالت المملكة العربیة السعودیة ومصر والبحرين وسوريا وتونس ولیبیا والیمن وغیرها من الدول. ولقد أفادت تقارير صحفية سعودية، بعد مقابلة مع معتقل سابق في غوانتانامو كان أيضاً مطلوباً للمملكة، أنه اعترف بتورط قطر في "توفیر دعم مالي لأنشطة تنظیم القاعدة الإرهابية"، كما أكد المعتقل السابق أيضاً أنه تلقى إبان وجوده في إيران لمدة طویلة للعمل لصالح تنظيم القاعدة الإرهابي، دعماً مالياً لمرات عدة من شخصيات قطرية لصالح التنظيم وعناصره، ونشرت إحدى الصحف السعودية الیومیة بعضاً مما جاء في اعترافات صالح القرعاوي، في التحقیقات الأمنیة معه عقب تسلم السلطات السعودیة له قبل خمس سنوات.. ووصفت القرعاوي بأنه "أحد أخطر عناصر تنظیم القاعدة ومؤسس كتائب عبداﷲ عزام، وجاء في اعترافاته "أنه عمل فترة ارتباطه بحركة طالبان على موافقة الحكومة القطرية خلال قيادتها مفاوضات بين الحركة والحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكیة على تسلمها معتقلین أفغانیین من غوانتانامو ومنحهم الجنسیة القطریة". ويوضح "البراق" أنه لم تكن هذه أیضاً نهاية مراحلها الخطرة؛ بل تجاوزت ذلك بمراحل، وظهر تسجیل العار المسرب لأمير قطر السابق وهو يتآمر على المملكة العربیة السعودیة وعلى حكامها وتقسيم أراضيها، وظهرت بعدها التسجيلات المسربة لوزیر قطر وبعض ضباط الاستخبارات القطرية وهم يتآمرون ویكیدون لدول الخليج والمنطقة؛ ومنها تسجیل الاتصال بین حمد العطية القطري، وحسن علي جمعة البحریني، وغیرها من تسجیل الاتصالات التي تؤدي لنفس السياق ونفس المضمون، ولم تكن النهاية أيضاً؛ بل تجاوزت كل الحدود ووصلت إلى مفرق الخیانة بطعنها للتحالف العربي والإسلامي وإمداد العدو بكل ما یحتاج للتصدي لهذه الحرب، وتسببت في سقوط العديد من جنودنا شهداء في الیمن. ويتساءل "البراق": إلى أي مرحلة من الخطر ستصل قطر؟ وهل الشعب القطري الأصيل سيبقى صامتاً أمام هذا العبث الذي يهدد أمنهم القومي؟ وهل ستواصل قطر تطرفها وعنادها، وخطواتها تدل على الزيادة في المؤامرات والمكائد، وخاصة ما حدث بالأمس مع الحاج القطري حمد المري والتمثيل الهزيل الذي تحاول به قطر قلب الحقائق؟ وليس بمستغرب عليهم هذا العمل الذي لا يصدر إلا من میلیشیا إرهابية معتدية، وستواصل الحكومة القطرية استیراد المزید من الجنود الإیرانیین والأتراك، وستواصل أیضاً العمل على الخطط المرسومة والمصدرة من الخارج لتقسيم المنطقة، وسكوت الشعب القطري أكثر من ذلك سیُفقدهم البلد ولن یستطیع مستقبلاً أي قطري البت في شؤونه وشؤون بلده سواءً من حاكم البلاد أو ممن هو دونه؛ فإن لم يتدارك مجلس التعاون الخليجي الأمر ويضع حلاً یستطیع من خلاله إزالة الحكومة القطرية الحالية واستبدالها بمن هم أكفأ، وإعادة قطر لبيتها الخلیجي؛ سيصعب الأمر مستقبلاً وتخرج الأمور من أیدینا كما هي الآن خارجة من أیدي النظام القطري نفسه الذي أصبح أداة في أیدي الطامعین، وما خفي كان أعظم.
مشاركة :