جذبت منطقة شرق آسيا الأنظار على مدار الأيام الماضية؛ نظرًا لما تشهده بين حين وآخر من تجارب نووية لكوريا الشمالية، تُثار معها مخاوف العالم والدول المجاورة، حيال إمكانية نشوب حرب في المستقبل القريب، لاسيما وأن الترسانة النووية التي تمتلكها بيونغ يانغ تعد إشارة واضحة على قدراتها في حسم الصراعات العسكرية المتوقعة. وظلت كوريا الجنوبية على رأس الدول التي ينظر إليها على أنها المستقبل الأول للمخاطر العسكرية حال نجاح كوريا الشمالية في اختباراتها للسلاح النووي، كما تشاركها اليابان في مخاوفها؛ كونها ترتبط بحدود بحرية في شبه الجزيرة الكورية. وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة غالوب الكورية أن الكوريين الجنوبيين أقل قلقًا بكثير بشأن الحرب مقارنة بشعورهم في يونيو 2007، أي بعد تسعة أشهر من إجراء كوريا الشمالية أول تجربة نووية لها، في سبتمبر 2006. ووجدت الدراسة أن 58% من الذين شملهم الاستطلاع أشاروا إلى أنه لا توجد إمكانية لاندلاع حرب مع كوريا الشمالية، في حين يعتقد 37% فقط أنها تستطيع ذلك. تأتي تلك الإحصائية غير متماشية مع حدة وتيرة الحديث السياسي للمسؤولين في كلا البلدين، إضافة إلى القوى العظمى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، والذين تحدثوا عن حلول عسكرية محتملة لإيقاف التهديد الذي تمثله بيونغ يانغ على أمن واستقرار المنطقة. يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أكد أن جميع الخيارات مطروحة على طاولة المفاوضات مع كوريا الشمالية، كما أكد أمس الخميس، أنه يفضل عدم استخدام عمل عسكري، لكن إذا فعل ذلك سيكون “يومًا حزينًا جدًّا” لكوريا الشمالية.
مشاركة :