جدل في الجزائر حول أهلية بوتفليقة لمواصلة الحكم

  • 9/8/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة المجلة: لندن تصاعد الجدل حول أهلية الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لمواصلة الحكم، واعتبر جامعيون ومثقفون جزائريون أن صحة الرئيس لا تسمح له بمواصلة مهامه، وضموا أصواتهم إلى نداءات وُجهت منذ أسابيع من أجل إقالة الرئيس. في مقال نشرته صحيفة «الوطن» الناطقة بالفرنسية الخميس، طالب علماء الاجتماع محمد هناد وعيسى قادري ورتيبة حاج موسى والمؤرخ دحو جربال والكاتب مصطفى بن فوليد والصحافي شريف رزقي بـ«انتخابات رئاسية مبكرة في الأشهر المقبلة». وكانت عريضة على الإنترنت دعت في السابق المجلس الدستوري إلى «التثبّت من المانع» الذي يحول دون أداء الرئيس مهامه بسبب ظروفه الصحية، كما ينص على ذلك الفصل 102 من الدستور. كما انطلقت في أواخر أغسطس (آب) الماضي حملة في هذا الصدد تصدرها حزب «الجيل الجديد» المعارض. وقال موقعو المقال إن «الوضع الصحي للرئيس في تدهور مستمر. والدليل على ذلك أنه لم يعد يمارس مهامه الدستورية بشكل فعال ومتواصل وشفاف»، فهو «لم يعد قادرا على استقبال نظرائه الأجانب بشكل لائق كما أنه لا يقوم بأي رحلات رسمية خارج البلاد». حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وبعد أن كان بوتفليقة (80 عاما) يتمتع بنشاط مفرط عند انتخابه للمرة الأولى في عام 1999، أصيب في عام 2013 بجلطة دماغية أثرت على قدرته في النطق والحركة. وتدور تكهنات عدة حول وضعه الصحي، إلا أنها لم تحل دون إعادة انتخابه لولاية رئاسية رابعة في 2014 ليصبح الرئيس الذي يشغل منصبه لأطول مدة في تاريخ البلاد. في فبراير (شباط)، اضطرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى إرجاء زيارة إلى الجزائر في اللحظة الأخيرة، وقدر مراقبون مؤخرا أن الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون لم يقم بعد بزيارته المرتقبة إلى الجزائر لأن نظيره غير قادر على استقباله. وقال معدو المقال إن «المقربين من الرئيس» يؤكدون باستمرار أنه «لا يزال يتمتع بكل القدرات لممارسة الحكم (حتى إلى ما بعد 2019)»، في إشارة إلى نية الرئيس المعلنة بالترشح لولاية خامسة، «إلا أننا لم نعد نرى أو نسمع الرئيس أبدا تقريبا». وظهر بوتفليقة المتواري عن الأنظار منذ مطلع العام، لعشرات الثواني الأربعاء الماضي على التلفزيون الرسمي خلال جلسة لمجلس الوزراء. وبدا جامد الوجه وهو يقلب ببطء ملفا بحضور أعضاء الحكومة الجديدة وثم وهو جالس بين الوزراء الواقفين لالتقاط «الصورة الجماعية» التقليدية. يرى بعض المحللين أن بوتفليقة يعاني من الوهن بسبب تقدمه في السن وعواقب الجلطة لكنه لا يزال يتمتع بقدراته العقلية ويواصل ممارسة الحكم. وأعيد إطلاق الجدل حول «الشغور» في السلطة في أغسطس إثر إقالة رئيس الوزراء عبد المجيد تبون بعد تعيينه قبل ثلاثة أشهر فقط، فيما اعتبره بعض المعارضين محاولة من «جهة ما» لاستغلال «ضعف» رئيس الدولة. إلا أن عودة الجدل ولو أنها لا تزال خافتة أثارت امتعاض رئيسي مجلسي الشعب والأمة اللذين تدخلا الاثنين للدفاع عن الرئيس عند استئناف جلسات البرلمان. وحذر رئيس المجلس الشعبي الوطني سعيد بوحجة من أن إقالة الرئيس ستكون بمثابة «قفزة نحو المجهول». وشدد رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صلاح على أن «الرئيس بصحة جيدة ويؤدي مهامه الدستورية بشكل عادي». وصرح جلالي سفيان رئيس حزب الجيل الجديد الذي خاض حملة ضد ترشح الرئيس لولاية رابعة، في مقابلة مع موقع «كل شيء عن الجزائر» (تي إس ايه) الإخباري بأن رئيسي مجلس الشعب والأمة «منافقان»، مضيفا: «نريد رؤية الرئيس… ولن نصدق إلا ما سنراه». وقال أحمد آدمي مسؤول الاتصالات في حزب طلائع الحريات بزعامة علي بنفليس رئيس الوزراء الأسبق للموقع نفسه: «إذا كان الرئيس فعلا بصحة جيدة كما يقولون فليدل بكلمة لمدة خمس دقائق أمام شعبه».

مشاركة :