التربية والتعليم من أهم وسائل تحقيق رقي وتطور المجتمعات، وهما عاملان رئيسان لتنمية الأمم، لذلك يجب الحرص على تمكين أفراد المجتمع من الحصول على فرص تعليمية عالية الجودة، راقية المستوى، والعمل بجهد على عدم حرمان أحد من ذلك بسبب حالته المادية أو لأي سبب آخر، فالشعب المتعلم يخلق بيئة معيشية تعلمية موفقة، وفقدان هذين العاملين ينذر بعواقب كارثية على المجتمع والعالم، فالتعليم يساهم في تحسين الظروف المعيشية من خلال تطوير مهارات صانعي المستقبل، وذلك بتمكينهم من الحصول على المعارف والعلوم في مختلف المجالات والمهن، ليعملوا على تطوير المجتمعات وتنميتها اجتماعيا، واقتصاديا، وبيئيا. يقول نيلسون مانديلا إن "التعليم هو السلاح الأقوى الذي يمكنك استخدامه لتغير العالم، والمحرك الأعظم للتنمية"، لذلك يجب زرع بذور حب التعلم في عقول الأطفال لأن "العلم في الصغر كالنقش على الحجر"، والنفوس أرض صالحة لزراعة الأفكار والعلوم البناءة، وفي موازاة ذلك يجب الاهتمام بالمعلم ليقوم بدوره المهم، وأداء مهامه الحيوية بكل أمانة وصدق. حثت الأديان على كسب العلم والمعرفة، وفضل الله المتعلم "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ". التعليم هو الطريق الوحيد للوصول إلى معرفة حقائق الأشياء، فالعلم والثقافة يأتيان ببذل الجهد، لعدم إمكانية شرائهما! والمعرفة تأتي بالمثابرة وبذل الهمة والجهد، لأن الوصول للعلم والمعرفة ليس بالأمر السهل، بل يحتاج إلى الكثير من الوقت والبحث والسهر، والغوص في بحار الكتب والأبحاث، ومهما أبحر الإنسان وغاص بتلك الأعماق، فلن يتمكن من إدراك إلا القليل منه لضخامة مساحتها وعمق محيطها، لذلك نشهد ظهور اكتشافات واختراعات جديدة تحسن حياة البشر كل يوم، مع أمور لم نكن نتوقع وجودها لاتساع وكثرة مجالات العلم، في ضوء اجتهاد العلماء في اختصاصاتهم المتنوعة، ولا ينتهي العلم بحصول المعرفة واحتكارها، بل بإيصالها للآخرين عبر التعليم المنهجي المتطور. كتب أحد الأساتذة الجامعيين رسالة معبرة ووضعها على مدخل الكلية التي يدرس بها بجنوب إفريقيا لتذكير الطلاب بأهمية العلم، هذا نصها: "تدمير أي أمة لا يحتاج إلى قنابل نووية وصواريخ بعيدة المدى وأسلحة فتاكة! ولكن يحتاج إلى خفض جودة التعليم وتدمير العملية التعليمية برمتها عبر السماح للطلبة بالغش! والنتيجة موت المريض على يد طبيب نجح بالغش، انهيار المنازل التي بنيت على يد مهندس نجح بالغش، خسارة الأموال وضياعها على يد محاسب نجح بالغش، تشويه الدين على يد شيخ نجح بالغش، ضياع العدل على يد قاضٍ نجح بالغش، وتفشي الجهل بين الأطفال والشباب على يد معلم نجح بالغش "كاد المعلم أن يكون رسولا"! تزدهر المجتمعات وتتطور بالعلم والمعرفة والأخلاق، وتستمد قوتها من دعم التعليم المنهجي الجيد، لكونه من أهم مقومات النجاح وأبرزها، فلا يتقدم العالم ولا يتطور من دون مكوناتها الرئيسية وعواملها الحيوية.
مشاركة :