إمام المسجد النبوي: الإخلاص في العمل مدار العبادة وشرطها

  • 9/8/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تَحَدّث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم، عن العمل الصالح والمداومة عليه، وأن فيه سعادة البشر وعمارة الأرض، قال تعالى: {من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}. وقال "القاسم": العمل الصالح يرضاه الله ويتقبله؛ فهو تعالى لا يقبل إلا طيباً، وأصل قبول الأعمال الإيمانُ بالله، والسعي في رضوانه، قال جل من قائل: {ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً}. وأضاف: عمل الكافر مردود عليه يوم القيامة قال جل في علاه: {وقَدِمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً}؛ ولكنه يطعم في الدنيا بحسناته، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يظلم مؤمناً حسنة، يُعطَى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيطعَم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا؛ حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يجزى بها). وأردف: مَن أظهر الإسلام وأبطن خلافه؛ فإن عمله مردود عليه، قال تعالى: {قل أنفقوا طوعاً أو كرهاً لن يتقبل منكم إنكم كنتم قوماً فاسقين}. وتابع: الإخلاص في العمل هو مدار العبادة وشرط لقبولها، قال الله تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً}. وقال إمام وخطيب المسجد النبوي: الدين الإسلامي يقوم على أصليْن؛ عبادة الله وحده بلا شريك له وبما شرعه تعالى أو شرعه رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فهما حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. وذكر أن ملاك هذه الأعمال النية؛ فكل عبادة لا تصدر عن إخلاص نية وحُسن طوية لا يعتد بها، كما أن متابعة النبي صلى الله عليه وسلم شرط لقبول العمل، وبغيرها العمل مردود، قال صلوات الله وسلامه عليه: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، وإن تقوى الله في العمل حري بها أن تُقبل في العمل الصالح؛ فالطاعة بعد الطاعة دليل على قبول العمل. وأضاف الشيخ "القاسم": صلاح الجوارح واستقامتها ثمرة قبول الطاعة ومحبة الله لصاحبها؛ ففي الحديث فيما يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: (ما تَقَرّب إليّ عبدي بمثل أداء ما افترضتُ عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه؛ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، بي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، ووبي يمشي، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لأعيذنه، وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي عن قبض روح عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مَساءته ولا بد له منه). وأردف: الشكر سبيل قبول العمل وطريق لزيادة العمل، قال جل وعلا: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}. وتابع: النفاق عمل بغيض وشر وخيم، قال تعالى: {أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيراً}، كما أن المشاقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمخالفة أوامره فساد للعمل وبطلانه، قال الله تعالى: {إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئاً وسيُحبط أعمالهم}. وقال "القاسم": من محبطات الأعمال رفْعُ الصوت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال جل من قائل: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون}. وأضاف: حِفظ العبادة لله وحده مطلب في الإسلام، ودوامها أساس الشريعة، قال تعالى: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أُمرت وأنا أول المسلمين}، وعلى المسلمين الاهتمام بقبول العمل وحفظ الطاعة؛ فحفظها أشدّ من العمل، ولزوم عبادة الله؛ فهي سبيل النجاة.

مشاركة :