الكويت، الرياض، الدوحة - وكالات - أكدت الكويت موقفها المبدئي من الأزمة بين قطر والدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، الهادف إلى التهدئة والحوار بدلاً من التصعيد والقطيعة، معلنة أنها ستواصل مساعيها الرامية لرأب الصدع «يحدوها الأمل والتفاؤل بالوصول إلى نهاية سريعة للخلاف المؤسف». وأكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، في بيان صدر فجر أمس، أن «دولة الكويت وقد تابعت باهتمام البيان الذي صدر عن الدول الأربع حول الخلاف بين الأشقاء في المنطقة فإنها تعرب عن تقديرها لما ورد في البيان والذي يعكس حرص الأشقاء على وضع حد لذلك الخلاف، وما عبروا عنه من تقدير لما تقوم به الكويت من جهود في هذا الصدد»، مؤكدة «موقفها المبدئي حيال ذلك الخلاف والذي سبق وأن عبرت عنه منذ البداية والهادف إلى التهدئة بدلاً من التصعيد وإلى الحوار البناء بدلاً من القطيعة». وأضاف المصدر ان «ما تحقق لجهود دولة الكويت من نجاح في التهدئة وعدم التصعيد بكل ما ينطوي عليه من مخاطر، جاء نتيجة لتفهم الأشقاء لخطورة استمرار ذلك الخلاف وانعكاساته المهددة للأمن والاستقرار في المنطقة وعلى مستقبل مسيرة مجلس التعاون وتأكيد استمرار حرصهم على اللجوء إلى الحوار». واختتم المصدر تصريحه بتأكيد أن «دولة الكويت ستواصل مساعيها الخيرة لرأب الصدع يحدوها الأمل والتفاؤل بالوصول إلى نهاية سريعة لذلك الخلاف المؤسف». وجاء البيان الكويتي بُعيد صدور بيان مشترك من الدول العربية الأربع المقاطعة لقطر، شكرت فيه الجهود التي تبذلها الكويت، مؤكدة أن أي حوار مع الدوحة يجب ألا يسبقه شروط. وجاء في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس»: «تقدر (دول المقاطعة) وساطة سمو أمير دولة الكويت الشقيقة (الشيخ صباح الأحمد)، وجهوده المشكورة في إعادة السلطة القطرية إلى جادة الصواب، وما أعلنه عن استعداد قطر الاعتراف بالمطالب الثلاث عشرة والاستعداد للتفاوض حولها»، مؤكدة أن «الحوار حول تنفيذ المطالب يجب ألا يسبقه أي شروط، كما تأسف الدول الأربع على ما قاله أمير الكويت عن نجاح الوساطة بوقف التدخل العسكري، إذ تشدد أن الخيار العسكري لم ولن يكون مطروحاً بأي حال، وأن الأزمة مع قطر ليست خلافاً خليجياً فحسب، لكنها مع عديد من الدول العربية والإسلامية التي أعلنت موقفها من التدخلات القطرية ودعمها للإرهاب، ودول أخرى كثيرة في العالم أجمع لم تتمكن من إعلان موقفها بسبب التغلغل القطري في شأنها الداخلي، ما جعلها تخشى من عواقب ذلك خصوصاً مع السوابق القطرية في دعم الانقلابات، واحتضان وتمويل الإرهاب والفكر المتطرف، وخطاب الكراهية». وأضاف البيان أن «تصريحات وزير الخارجية القطري بعد تصريح سمو أمير الكويت تؤكد رفض قطر للحوار إلا برفع إجراءات المقاطعة التي اتخذتها الدول الأربع لحماية مصالحها بشكل قانوني وسيادي، ووضعه لشروط مسبقة للحوار يؤكد عدم جدية قطر في الحوار ومكافحة وتمويل الإرهاب والتدخل في الشأن الداخلي للدول». وثمنت الدول الأربع موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب «في تأكيده الحازم على أن السبيل الوحيد لحل الأزمة هو ضرورة وقف دعم وتمويل الإرهاب وعدم رغبته بحل الأزمة ما لم يتحقق ذلك». من جهته، أعرب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن تقديره للجهود الكريمة لسمو الأمير وحرصه ومتابعته لحل الأزمة الخليجية. وذكرت وكالة الانباء القطرية ان ذلك جاء خلال اتصال هاتفي تلقاه الشيخ تميم، ليل أول من أمس، من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جرى خلاله بحث آخر التطورات المتعلقة بالازمة الخليجية في ظل مساعي دولة الكويت الشقيقة لحلها عبر الطرق الديبلوماسية وعن طريق الحوار بين جميع الاطراف لضمان أمن واستقرار المنطقة. وأطلع الرئيس الاميركي، وفقاً للوكالة، أمير قطر على نتائج محادثاته مع سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بشأن الأزمة. ورحب الشيخ تميم بموقف ترامب المتمثل في ضرورة حل الأزمة من خلال الجلوس إلى طاولة الحوار لضمان وحدة واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي. وأكد في هذا الصدد موقف دولة قطر الثابت من حل الخلافات بالحوار البناء الذي لا يمس سيادة الدول. وفي السياق نفسه، اعتبر وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في تصريحات صحافية، أن جميع المطالب الـ 13 المقدمة لبلاده تمس سيادتها، وأصبحت من الماضي. وقال في مقابلة مع قناة «الجزيرة» الفضائية، إن اتصال ترامب بأمير قطر كان إيجابياً، وأن الرئيس الأميركي أشار إلى أهمية وضع حد للأزمة الخليجية، وعبر عن التزامه بالمساهمة في إيجاد حل للأزمة. وأشار الشيخ محمد إلى أن ترامب أكد التزامه بالعلاقات مع كافة دول مجلس التعاون الخليجي ودعمه جهود الوساطة الكويتية، كما طالب بجلوس كافة الأطراف على طاولة الحوار. وجدد الوزير القطري تأكيد موقف الدوحة بخصوص حل الأزمة الخليجية والذي يجب أن يمر عبر الحوار ووفقاً لمقتضيات القانون الدولي دون المساس بسيادة الدول، كما أكد أن أي حوار يجب أن يكون مسبوقاً بإلغاء الإجراءات غير القانونية المفروضة على قطر. وقال إن تصريحات سمو أمير الكويت في واشنطن تشير إلى وجود مسعى كويتي لإقامة آلية حوار غير مشروط مع قطر، مؤكداً أن الدوحة تقبل مناقشة أي قضية بشرط ألا يكون ذلك عبر إملاءات من طرف لآخر ولكن عبر اتفاقات ملزمة للجميع. وعبر الوزير القطري عن أسفه لـ«المعلومات التي أشارت إلى وجود نية سابقة لدى دول الحصار باستهداف قطر عسكرياً»، مضيفاً أن «ذلك يخالف مبادئ منظومة مجلس التعاون الخليجي الذي أقيم على مبدأ الأمن الجماعي والتحالف المشترك في وجه أي استهداف خارجي». في موازاة ذلك، شكر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، سمو أمير الكويت على دور الوساطة الذي يقوم به لحل الأزمة الخليجية. وكتب أمس في سلسلة تغريدات على «تويتر»: «جهد مشكور للكويت وأميرها نحو معالجة أزمة قطر ومحيطها الخليجي الطبيعي، وتخبط أصبح ملازماً وصفة لسياسة وديبلوماسية الدوحة في التعامل مع التطورات». وأضاف: «المطالب 13 الركن الأساس لحل الأزمة وهي حصيلة تراكم سياسات مضرة وانعدام الثقة في الدوحة، وتصريحات أمير الكويت، أياً كانت القراءة، أكدت مركزيتها.. التحالف أكد منذ اليوم الأول أن حل الأزمة ديبلوماسي وحركته ضمن حقوقه السيادية، فزع الدوحة وهشاشة موقفها وراء الترويج لأوهام الخيار العسكري». وختم قرقاش بالقول: «قلقي أن الدوحة تقوّض جهود الكويت الخيّرة بتعدد مصادر القرار والتردّد والتراجع، الحكمة مطلوبة لخروج قطر من مأزقها، وإضاعة الفرص في غير صالحها».
مشاركة :