ستسطع على خليجنا شمس (صباحٍ) متفائل - مقالات

  • 9/9/2017
  • 00:00
  • 126
  • 0
  • 0
news-picture

ما حدث بالأمس من تسارع جديد للأحداث الخليجية - الخليجية، يكشف بجلاء أساس استمرارية الأزمة الخليجية الراهنة وتعقد المساعي نحو حلها، إنه التحفز الممزوج بالتحدي، والاستعجال الممزوج بعدم التثبت، ولهذا كان رد الفعل على كلام صاحب السمو أول من أمس في واشنطن متسرعاً من طرفي الخلاف. الخلاف بحد ذاته وارد دوماً، سواء في علاقات الدول أو علاقات الأفراد والأهل والاخوان، ولا ضير من وقوع الخلاف ما دام أطرافه على استعداد ورغبة في التفاهم لتجاوزه وحله، لكن إذا كان أطراف الخلاف مقدمين للتحدي، هنا يكون الخلاف خطراً ومنذراً بوقوع مضار تفوق أسباب الخلاف نفسه أصلاً. صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه، ورغم عمره المديد بإذن الله، وظروفه الصحية التي نعرفها، إلا أنه تحامل على نفسه وتحمل المسؤولية فقبل دوراً صعباً في محاولته تدارك الأزمة الخليجية وإعادة الوئام إلى هذه المنظومة. رجل في هذا العمر وهذا المقام، تنقل بين الدول وزار من هم في عمر أبنائه وأجرى المباحثات والمحادثات وقاد الاجتماعات تلو الاجتماعات، يتابع كل صغيرة وكبيرة في ملف متشعب، آملاً أن تنجح مساعيه في إعادة المنظومة الخليجية إلى سابق عهدها وإخراجها من أسوأ أزمة تمر فيها. إلا أن ما حدث بعد إدلاء صاحب السمو بكلماته التي تمزج (الألم) بـ (الأمل)، كان استعجالاً من طرفي الخلاف، ففقدا القدرة على النظر من الزاوية التي أرادها الأمير ولم يشاهد الطرفان المرامي الخيرة، فاستعجل المقاطعون في (إعلان الأسف) تجاه ما قاله الأمير. كما استعجل القطريون في إعلان رفض التفاوض إلا بعد إنهاء المقاطعة... وهنا بانت المشكلة وتبين أن مبالغة الطرفين في التحفز المضاد، تعرقل إيجاد الحلول وتمنع تعبيد طرق التلاقي والمواجهة الأخوية على طاولة التفاوض التي يريد الأمير إيصالهم إليها، لأنها الحل الوحيد. عندما وصف صاحب السمو ما حدث إعلامياً بأنه نزول إلى مستويات (واطية) لم يقل إلا صدقاً. وعندما استشهد بالأسلوب الكويتي لحل الخلاف الكويتي القطري بعد سنوات من الإيذاء الإعلامي، لم يقل أيضاً إلا صدقاً. وعندما تحدث عن وقف الأمر العسكري... أيضاً ما قال إلا صدقاً. من يعرف الشيخ صباح، يعرف أنه رجل متفائل بطبعه... تقرأ تفاؤله من محياه وتسمع تفاؤله من كلماته وتستشعر تفاؤله من قراراته... والمتفائل لا يعرف الاستسلام مهما واجهته الصعوبات... ولهذا كان رد الكويت على البيان الرباعي تفاؤلياً أيضاً، ممزوجاً بتأكيد أن الكويت لن تتخلى عن مسؤوليتها. بوركت جهودك يا صاحب السمو... ونعلن تفاؤلنا معك مهما ادلهمت الخطوب وازداد الظلام... فلا بد للفجر أن ينبثق وتسطع شمس المحبة على خليجنا من جديد، إنها شمس (صباحٍ) متفائل.

مشاركة :