الشك الزوجي بداية النهاية

  • 8/6/2014
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

الشك والحب والغيرة هل تجتمع في بيت واحد؟ لا شك أن الجواب النفي بالإطلاق. إن الشك من الأمور التي تحيل حياة الزوجة أو الزوج إلى جحيم لا يطاق وعش زوجي مهدد بالانهيار. هل هناك شك فطري يولد مع الإنسان؟ هذا ما يسمي التروي قبل الإقدام على أي أمر من أمور الحياة. والآن ما هو تعريف الشك؟ ليس هناك تعريف واحد لكن هناك تعاريف منها: الشك من الناحية اللغوية يعني الارتياب حول صدق وأمانة الآخرين, والشك فكرة تتملك الإنسان تجاه الأشخاص أو الأماكن أو الأشياء أو المواقف وتؤدي إلي ضيق واضطراب في المزاج. هل شك الزوج أو الزوجة مرتبط بالبيئة التي كانا يعيشان فيها؟ في معظم الأحوال الشك مرتبط بالشخصية وتكوينها كما أن له جذورا في الأسرة، وأيضاً تلعب العوامل الوراثية دوراً في تكوينه. إن الشك بين الزوجين له آثار ونتائج سيئة تؤرق الزوجين وتجعل حياتهما في جحيم لا يطاق وتوقعهما في إساءة الظن واتهام الطرف الثاني. الزوج يتابع ويتنصت على مكالمات زوجته ويراقب تصرفاتها وحركاتها وسكناتها، والشيطان يلعب في أفكاره وتحليله فيُصور زوجته في صور غير واقعية. أما الزوجة فلا تكف عن البحث في ملابسه عن ما يزيد شكها وتتصفح أسماء المسجلين في قائمة هاتفه الجوال. الزوجة تشم رائحة عطره وتعرف ما يملك من عطور. الزوجة تُمطر زوجها بسيل من الأسئلة أين ذهبت؟ ومن قابلت؟ ومع من تحدثت؟ ولماذا تأخرت؟ ولماذا هناك.. وهناك. إن المرأة الشكاكة في زوجها تعيش في عذاب مع ضميرها الظالم وهي تهدم بيتها بنفسها وبسلوكها، وقد تحمل الرجل على ارتكاب الخيانة - لا قدر الله - وهي أداة سهلة لشائعات النساء المغرضة التي هدفها التفريق بين الأزواج. الغيرة طريق ممهد للشك إذا تطورت وخرجت عن مسارها وأصبحت غيرة قاتلة، أما الغيرة الحميدة فمحببة وقريبة للقلب لكن في حدود وضوابط.. سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عائشة يوما: «أغرتِ؟ فتعجبت وقالت: وما لي أن لا يغار مثلي على مثلك» (رواه مسلم). قال سعد بن عبادة - رضي الله عنه - : «لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغير منه، والله أغير مني. هل الشك مرض أم بيئة أم وسواس الشيطان ، وهل للشك علاج يعيد السكون للزوج والزوجة. هل علاج الشك بالعقاقير والأدوية المضادة، الوساوس تأتي في عدة صور منها الشكوك وعلاج الوسواس معروف بين الناس. إن الشك الزوجي بداية النهاية بداية تفكك الأسرة وفي بعض الأحيان الطلاق وتشتت الأسرة بناء على تصورات ليست من الواقع. يندم من يشك حين يعرف الحقيقة لكن بعد فوات الأوان وهدم جدار الثقة بين الزوجين ، الجدار الذي لا يمكن إصلاحه. أقتبس: «الشك ألم في غاية الوحدة لا يعرف أن اليقين هو توأمه». لا شك أن الشك كالفأس لشجرة الحب في كل يوم يأخذ من هنا وهناك، وبعد مرور الأيام تتساقط الأوراق وتموت الشجرة ويموت الحب. أخيراً حالات كثيرة في مجتمعنا أعرفها وتعرفونها من مآسي الشك والنهاية المؤلمة التي حلّت بالزوجة. لماذا وربما هناك من يعترض لماذا لا يكون فحص الشك قبل الزواج مطلب إنساني. الزوج الشاك والزوجة الشاكة عليهما التخلص من مرض الشك قبل الزواج.

مشاركة :