العواني: كرة الإمارات مريضة ومنهارة وتحتاج إلى تدخل جراحي سريع

  • 9/9/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أجرى الحوار: علي نجم لا تزال أصداء خروج منتخب الإمارات الوطني الأول لكرة القدم من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم روسيا 2018، تتفاعل في الشارع الرياضي والكروي خاصة.ويعيش الشارع الكروي «مرارة» الخروج، وسط توجيه سهام النقد إلى كل الأطراف الخاصة باللعبة، سواء تلك التي تتعلق باللاعبين أو اتحاد اللعبة، ومعه المدير الفني الحالي ل«الأبيض» الأرجنتيني باوزا.عارف العواني، أمين عام المجلس الرياضي، كان حزيناً على ما آلت إليه الأمور بالنسبة إلى منتخبنا والخروج الحزين من التصفيات، وتبخّر الحلم في الوصول إلى العرس الكروي العالمي، وقد خلع عباءة المنصب الرسمي، ليعبر عن رأيه كمتابع ومراقب وعاشق للمنتخب الوطني، بعيداً عن «الديبلوماسية» أو اعتبار رأيه الشخصي، رأياً للمؤسسة التي يمثّلها ويشغل بها منصب الأمين العام.وكشف العواني أن خروج منتخبنا الوطني من التصفيات، والفشل في التأهل إلى نهائيات كأس العالم في روسيا ليس جديداً، أو حدثاً غريباً، فقد جاء نتاجاً طبيعياً لما عاناه المنتخب طوال الفترات السابقة.واعترف العواني أن الشارع الكروي كان ينقسم إلى جزأين؛ الأول يعيش التفاؤل والآخر التشاؤم، لكن لا شك أن الأبيض دفع ثمن الأحداث والمشاكل التي مر بها، والتي كانت بدايتها في الأردن، خلال رحلته إلى فلسطين لمواجهة «الفدائي».رمى العواني المسؤولية الكبرى على عاتق اللاعبين؛ لأنهم هم من علّقت عليهم الجماهير كل الآمال، وهم من تعاطى معهم الإعلام وكأنهم في أبراج زجاجية، فلم يتم انتقادهم أو مواجهتهم إعلامياً بالأخطاء التي قام بها بعضهم.ومضى يقول: «ربما لم يكن الشارع الكروي على مستوى عالٍ من الحماس، سواء لعمل مجلس الإدارة السابق، أو حتى المجلس الحالي، لكن الثقة والآمال كانت على اللاعبين، غير أن لاعبينا لم يتخذوا خطوات جدية من أجل التطور، حيث لم يرغب أي منهم في التحول إلى الاحتراف الخارجي، وكان التركيز على البحث عن تمديد العقود مع أنديتهم المحلية، أو البحث عن عقد آخر، لكن في نادٍ آخر محلي».وشدد رئيس شركة الوحدة السابق لكرة القدم، على أن البعض يعتبر الحديث عن عقود اللاعبين وكأن هناك غيرة مما يحصل عليه اللاعبون من عائد مالي، لكن طموحنا ورغبتنا تنحصر في تطور لاعبينا من أجل الاحتراف الخارجي، والحصول على مبالغ بأضعاف ما يحصلون عليه في أنديتهم في الوقت الراهن، غير أنهم للأسف اختاروا أسلوب العيش برفاهية، وعدم الجدية في التطور كروياً، عبر خوض التجارب الاحترافية خارج الدولة.ولم يغفل الإعلامي السابق عن توجيه الانتقاد إلى الإعلام الذي «كما قلت من قبل تعامل مع اللاعبين وكأنهم في أبراج من زجاج، لكن المشهد اختلف حالياً. فالهدف الأسمى الذي سعى الجميع إليه تحطم وتبخر، بسبب غياب انضباط اللاعبين، وهذه مسؤولية اللاعبين الذين يسألهم الشارع الرياضي كيف رضيتم لأنفسكم عدم الانضباط، وأنتم في مهمة وطنية تتمثّل في تحقيق حلم وطن بالوصول إلى المونديال.ومضى قائلاً: «جزء من الإعلاميين شريك أساسي في هذا الإخفاق، حيث غاب النقد وتم التغاضي عن الأخطاء، واعتُمد أسلوب «الطبطبة» على كل ما حدث من أخطاء، تحت ستار الوقوف خلف المنتخب ومؤازرة الأبيض ودعم اللاعبين».ولأن الجرأة والصراحة لا تغيب عن كلام العواني، فقد شمل قائمة «المتهمين» الذين يتحملون الإخفاق كل أضلاع المنظومة من إداريين في اتحاد الكرة، إلى إدارات الأندية، مرورا بالإعلام وصولاً إلى اللاعبين.وعاد العواني ليغوص في أسباب الفشل حين أشار «إلى أننا في زمن الاتحاد السابق، صعد المنتخب إلى المرحلة النهائية من التصفيات بشق الأنفس، لكن لم تكن هناك أية ردة فعل، أو تقييم أو حتى تغيير».وتابع: «الكل تحدث عن سوء العلاقة بين المدرّب السابق واللاعبين، لكن لم يتدخل أحد لوضع القطار على السكة الصحيحة، أو تعديل الدفة بتغيير الوضعية، بل استمر الوضع على ما هو عليه، حتى جاء الاتحاد الحالي الذي استمر على نفس النهج للأسف».ومضى قائلاً: «لم يحدث التغيير الفني، إلا بعد أن قدّم المدرب السابق استقالته، فعاد الأمل بأن يكون التغيير إيجابياً، خاصة أن الأبيض كانت تنتظره 3 مباريات حاسمة أمام تايلاند والسعودية والعراق، وحصولنا على العلامة الكاملة في هذه المباريات، كان سيشرع لنا الأبواب من أجل التأهل، أو حتى الوصول إلى الملحق على أقل تقدير، غير أن الاتحاد وللأسف استقدم مدرباً «فاشلاً» مع منتخب الأرجنتين، الذي يضم نجوم الكرة في العالم، بداية من ميسي وصولاً إلى ماسكيرانو».ووضع العواني تساؤلات عدة برسم الاتحاد والإعلام والشارع الكروي قائلاً:هل سنناقش أسباب الإخفاق، وأين الخطأ؟هل سنسمع كلاماً أقرب ما يكون إلى الإنشاء، والتعامل مع القضية بمجرد استسهال التصريح من أجل الإعلام؟ هل سيحصل تغيير داخل عمل لجان الاتحاد، ويكون عملاً علمياً وجدياً بعيداً عن العاطفة؟هل يعقل أن تكون لجنة المنتخبات أو اللجنة الفنية في اتحاد الكرة، تضم رئيس الاتحاد، ونائبي الرئيس، ولا تنجح في عملها؟وعاد العواني ليشرح بإسهاب قائلاً: «ذهب الاتحاد السابق، وحضر اتحاد جديد غالبية الأعضاء فيه غير متفرغين للعمل الكروي، وإذا استمر الوضع الراهن لن نخطو أي خطوة إلى الأمام، والخوف كل الخوف أن نواصل مسلسل الانحدار في ظل استمرار العمل النظري، بعيداً عن العمل «العملي»، وهذا ما يؤشر إلى إمكانية مواصلة مسلسل السقوط».واعترف العواني أن كرة الإمارات تعيش مرحلة من الانهيار، وهي أقرب إلى جسد مريض على مستوى كرة القدم، وهذا المرض ينتشر في جسد المنتخبات، وقد بدأ في منتخبات المراحل السنية، حتى وصل إلى المنتخب الأول، والآن ينبغي الحذر والخوف من أن يصل إلى الأندية، عندها ستعود كرة الإمارات إلى الحضيض.وأسف العواني أنه يعكس بكلامه صورة سلبية، لكنها الصورة الواقعية لكرة الإمارات في الوقت الراهن، آملاً صدور قرارات حاسمة وجريئة، حتى ننتشل كرتنا من جديد ونضعها في مسار التطور ولحاق ركب من سبقونا.وعندما يسأل لكن ما المطلوب حالياً؟يرد عارف العواني قائلاً: «الشارع الكروي بات يمتلك كثيراً من الوعي، ولو رصدنا ردود الأفعال عبر وسائل التواصل الاجتماعي، سنلمس حجم الوعي وجرأة الطرح.وأعتقد أن على اللاعبين التعوّد في المرحلة المقبلة على أن الإعلام لن يكون رحيماً بهم، كما كان في الفترة السابقة، وأتوقع أن تعلو نبرة الإعلام وأن نسمع كلاماً أكثر جرأة ووضوحاً لنقل حقيقة المشهد إلى المشاهد أو إلى الجماهير».أما الحل برأي رئيس شركة الوحدة السابق، وأمين عام مجلس أبوظبي الرياضي الحالي، «فهو أن رجال اتحاد الكرة في الخوانيج، يجب عليهم التخلّص من أسلوب السكوت، والتعامل مع الأزمة بجرأة ووضوح، مع امتلاك رؤية عملية من خلال رؤية للمنتخب ولبرنامج الإعداد والتجهيز للاستحقاقات القادمة».وعندما يسأل مجدداً، هل تشعر بالخوف على «الأبيض» قبل أقل من 500 يوم على بداية كأس الأمم الآسيوية، التي ستقام بالدولة في يناير/كانون الثاني 2019؟ يجيب عارف العواني قائلاً: «كمواطن إماراتي أتمنّى تكرار مشهد عام 96، حين وصل عدنان الطلياني، ورفاقه إلى المباراة النهائية، ولا شك أننا نتوقع أن يكون هناك التفاف كبير حول الأبيض من قادتنا، كما عودوّنا دائماً في كل حدث كروي كبير يقام على أرض الدولة، وكما حصل في بطولة كأس الخليج الأخيرة، التي أقيمت في الدولة وفاز منتخبنا بلقبها، ولا يمكن أن نغفل أن نجاح البطولة بنسبة تفوق 30% تعود باستمرارية المنتخب المضيف». لكن ألاَّ تتحمل المجالس الرياضية جزءاً من المسؤولية؟يقول العواني: «المجالس الرياضية ليس لها دور، هذا الأمر من اختصاص الأندية والجمعية العمومية، التي تمتلك مسؤولية الحساب بالنسبة إلى عمل الاتحاد».ومضى قائلاً: «لعل ما يزيد الحزن، أننا بعد مرور 5 أيام تقريباً على الخسارة أمام العراق وتبخّر الحلم في الوصول إلى الملحق، لم نجد أي رد فعل من الاتحاد، ولم يدعو المجلس أو حتى لجنة المنتخبات إلى اجتماع طارئ، وكأن الأمر لا يستحق، أو كأن هناك حالة من اللامبالاة».وأشار إلى أن الاتحاد إذا كان سيخرج على الشارع بعبارات من نفس «الكتالوج» الذي استخدمه في السابق، فالأفضل أن يواصل سياسة الصمت.وختم قائلاً: «للأسف كرة الإمارات تعيش مرحلة من الفشل، وهذا ما بدا واضحاً مع منتخبات المراحل السنية، ووصل إلى المنتخب الأول، لكننا لا نعلم متى سنخرج من هذه الدوامة التي نأمل ألاَّ تطول حتى لا تتحول إلى أمر «عادي»، ولا نعلم متى ستشفى كرة الإمارات من الأمراض التي تعانيها».نتائج منتخب الإمارات في التصفيات تيمور الشرقية x الإمارات 0-1الإمارات x ماليزيا 10-0فلسطين x الإمارات 0-0السعودية x الإمارات 2-1الإمارات x تيمور الشرقية 8-0ماليزيا x الإمارات 1-2الإمارات x فلسطين 2-0الإمارات x السعودية 1-1اليابان x الإمارات 1-2الإمارات x أستراليا 0-1الإمارات x تايلاند 3-1السعودية x الإمارات 3-0الإمارات x العراق 2-0الإمارات x اليابان 0-2أستراليا x الإمارات 2-0تايلاند x الإمارات 1-1الإمارات x السعودية 2-1العراق x الإمارات 1-0

مشاركة :