نيويورك - قنا: أكدت دولة قطر أن لا شيء سيجعلها تحيد عن منهجها وسياستها التي تحظى بدعم من المجتمع الدولي، وستستمر بالإيفاء بالتزاماتها القانونية والأدبية في مساعدة الشعوب المحتاجة، والعمل مع شركائها في المجموعة الدولية لمواجهة التحديات المشتركة، ومواصلة جهودها لحل النزاعات بالوسائل السلمية، وفي مقدمتها الوساطة رغم ما تواجهه من إجراءات أحادية الجانب بفرض حصارٍ بري وبحري وجوي غير قانوني. جاء ذلك في بيان دولة قطـر الذي ألقته سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة في المنتدى رفيع المستوى حول ثقافة السلام بمقر الأمم المتحدة أمس الأول. وقالت سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني أنه في إطار التزامنا كمجتمع دولي بالإعلان وبرنامج العمل المتعلقين بثقافة السلام، لا بد لنا أن نُقرَّ بالجهود المبذولة وبالإنجازات التي تحققت في مجال الترويج لثقافة قوامها السلام واللاعنف، كما يتعين علينا الإقرار بأن الدرب نحو تحقيق ونشر ثقافة السلام في العالم لا يخلو من العثرات والتحديات، التي لا يمكن تجاوزها والتغلب عليها دون التعاون والعمل المشترك بين الدول الأعضاء، والمنظمات الحكومية الدولية، والمجتمع المدني، والقطاع الأكاديمي، وقطاع الأعمال. ونوهت سعادتها في هذا الصدد بتضمين أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 لمفاهيم تعزيز ونشر ثقافة السلام، تحديداً الهدف السادس عشر، الذي سيكون تحقيقه إنجازاً نحو تحقيق السلام والعدل لجميع الشعوب، مشيرة إلى أن دولة قطر، تولي أهمية كبيرة لهذا الهدف، الذي دأبت منذ زمن طويل على تحقيق العديد من غاياته. وأضافت أنه في إطار السعي الحثيث لدولة قطر لتعزيز السلام والتفاهم ما بين الشعوب، والترويج لقيم التسامح والتعاون ما بين الثقافات والأديان، فقد قامت بإنشاء العديد من المؤسسات الوطنية التي تُعنى بنشر ثقافة السلام وقبول الآخر ومحاربة التطرف العنيف ونبذ العنف، وتقوم هذه المؤسسات بدور فاعل في نشر ثقافة السلام على المستوى الوطني والإقليمي والدولي . ولفتت في هذا السياق إلى أن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان يسهم بشكل فاعل في دفع الجهود المبذولة لمكافحة التطرف والكراهية ومد جسور التعاون والتفاهم بين اتباع الديانات المختلفة، كما يسهم مركز حمد بن خليفة الإسلامي الذي أنشأته الدولة في كوبنهاجن بالدنمارك في دعم الجهود الدولية لتعزيز التعايش السلمي بين الأديان، إضافة إلى ذلك فإن دولة قطر هي في مقدمة الدول التي تقدم الدعم لتحالف الأمم المتحدة للحضارات الذي يؤدي دوراً فاعلاً في تعزيز ثقافة السلام. وأوضحت سعادتها أنه في سياق الجهود الدولية لمكافحة التطرف العنيف والإرهاب، اللذين يهددان السلام والأمن في جميع أنحاء العالم، فإن دولة قطر تتبنى نهجاً مبنياً على التعاون، وعلى معالجة الأسباب الجذرية المؤدية إلى التطرف العنيف، خاصة ما بين فئة الشباب، وذلك عن طريق الاهتمام بالتعليم، باعتباره من أهم الوسائل لبناء حصون السلام في عقول أجيال المستقبل، حيث أنشأت الدولة العديد من المؤسسات وأطلقت العديد من المبادرات في مجال التعليم على المستوى الوطني والإقليمي والدولي وخاصة في المناطق التي تعاني من النزاعات والحروب، ومنها إنشاء «القمة العالمية للابتكار في التعليم وايز» ومبادرة «تعليم وتدريب اللاجئين السوريين QUEST «، ومؤسسة «التعليم فوق الجميع»، وبرنامج «علم طفلاً»، كما تعمل دولة قطر على بناء قدرات وتمكين المجتمعات المحلية، وتوفير فرص العمل والتدريب، وتعزيز الاقتصاد، بالإضافة إلى تشجيع الحوار، وتبني قيم التسامح، ومحاربة التطرف، ونبذ التمييز الطائفي أو العرقي. وقالت سعادة السفيرة علياء أحمد بن سيف آل ثاني إنه إسهاماً من دولة قطر في الجهود الأممية الرامية إلى منع نشوب النزاعات والوساطة، فقد انتهجت الدولة سياسة واضحة ومعلنة تهدف إلى منع النزاعات المُسلحة وحلها بالوسائل السلمية، حيث بذلت دولة قطر جهوداً كبيرة لحل النزاعات عن طريق الوساطة بطلب من الأطراف المعنية، استناداً إلى ميثاق الأمم المتحدة ومبدأ الحوار كنهج لا بديل عنه في حل النزاعات بين الأطراف، وقد أثمرت هذه الجهود بنتائج مُرضية لجميع الأطراف وكانت موضع ترحيب من المجتمع الدولي. ونبهت في هذا السياق، إلى أن اللجوء إلى الإجراءات الأحادية وعدم اللجوء إلى حل الخلافات بين الدول عن طريق الحوار، لا يخدم الجهود الساعية لنشر ثقافة السلام المبني على الاحترام المتبادل والحوار من أجل تسوية الخلافات، ويؤثر بشكل سلبي على الجهود الأممية لتعزيز السلام في العالم. وجددت سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة في ختام البيان التأكيد على التزام دولة قطر بتنفيذ الإعلان وبرنامج العمل المتعلقين بثقافة السلام، ومواصلة تقديم الدعم لكافة الجهود المبذولة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي من أجل الترويج لثقافة السلام واللاعنف بما يعود بالنفع على البشرية جمعاء.
مشاركة :