استديو واحـد .. أمـر عجـيب !

  • 8/6/2014
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

.. يتشوق الكثير من الجيل النابت من المثقفين وحتى بعض المراهقين من كبار السن، مثقفين وغير مثقفين للظهور على شاشة التلفزيون ولو في برنامج «جانا العيد يا حلاوة» .. فالمهم أن يتنطنط هنا وهناك قائلا : شوفوا صورتي في التلفزيون أو عليه على سبيل المثال. هذا في الوقت الذي ابتعد فيه عن الكاميرا في المناسبات العامة والخاصة قدر الإمكان، وإن دعيت للمشاركة في حوار أو حديث على شاشة التلفزيون فإني أضطر تحت ضغط الإلحاح للاستجابة على مضض. وفي الأيام الأخيرة من شهـر رمضان تلقيت خلال أداء صلاة التراويح في ليلتين متواليتين اتصالات متعددة من مذيعة تلفزيونية ولكن لأني في الصلاة لم أرد طبعا. وفي الليلة الثانية وجدت رسالة على الهاتف تدعوني للمشاركة في برنامج من برامج العيد ، فسألت كتابة على الهاتف عن الموعد فاتصلت بي المذيعة الفاضلة قائلة : شكرا على تجاوبك، والبرنامج يبدأ تسجيله الساعة الحادية عشرة والنصف مساء وينتهي التسجيل في الثانية عشرة والنصف ــ وكله مسجل على الهاتف ــ فقلت : مادام هذا هو الموعد فإنني تلبية لدعوتك الكريمة فسأحضر في الساعة الحادية عشرة والنصف شريطة أن أخرج في الثانية عشرة والنصف. فردت قائلة : بالضبط. وخشية من قفل الطرق وتعويق السير لأمر أو لآخر خرجت من منزلي الساعة العاشرة والنصف وحوالى الساعة 11 وخمس دقائق تلقيت من المذيعة اتصالا هاتفيا : برجاء التواجد باستديو التلفزيون في الحادية عشرة والربع. فقلت : أنا على باب التلفزيون وسأكون داخل المحطة حالا. ودخلت المحطة .. وسألت عن الطريق للاستديو ؟ فقيل لي : لا علم لنا وإنما هذه غرفة الضيافة استرح بها. فجلست بعض الوقت لتمر بي المذيعة وزميلة لها مرحبة بي وهي تقول : دقائق وأعود إليك !. وبعد خمس دقائق تفضل أخ كريم من رجال التلفزيون ورحب بي ثم سألني : شاي .. قهوة .. عصير ؟ فقلت : شكرا لا شيء فقد قيل إن البرنامج سيتم تسجيله في الحادية عشرة والنصف .. أي بعد قليل . فابتسم الرجل وقال : الاستديو الآن يقدم برنامجا على الهواء وسيستمر حتى الثانية عشرة بعده تدخلون وربما استغرق الإعداد والتحضير للتصوير ربع ساعة، وبالتالي سيكون التسجيل كما أعتقد في الثانية عشرة والربع إن شاء الله، وبالتالي ستكون النهاية في الثانية عشرة والربع .. تريد شاهي . قلت : شكرا. ووفاء بالالتزام بالموعد جلست حتى الحادية عشرة وخمس دقائق ثم غادرت المحطة مودعا إياها إلى الأبد إن شاء الله .. لكني أريد أن أسأل : ملايين كثيرة تصرف على التلفزيون .. ومحطة كبيرة ومع ذلك لا يوجد بها غير استديو واحد.. غريبة والله غريبة !!. السطـر الأخـير : ولم أر في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام.

مشاركة :