روايات مصرية تسلط الضوء على دهاليز العمل الصحافي بقلم: حنان عقيل

  • 9/9/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

روايات مصرية تسلط الضوء على دهاليز العمل الصحافيكانت عوالم الصحافة وما يدور في أروقة الصحف والمجلات العربية موضوعًا أثيرًا لدى الكثير من الروائيين العرب الذين رصدوا العديد من أنماط الصحافيين وعلاقتهم بالسلطة السياسية في أعمالهم الروائية. تعود تلك الثيمة لتبرز في أعمال روائية صدرت مؤخرًا لتكشف المزيد من كواليس عالم الصحافة وتسلط الضوء على المشكلات السياسية أو الاجتماعية انطلاقًا من عوالم الصحافيين. العرب حنان عقيل [نُشر في 2017/09/09، العدد: 10746، ص(17)]خبايا عالم الصحافة في الرواية القاهرة - لا يمكن اعتبار ثيمة الحياة الصحافية في الكتابة الروائية جديدة أو مستحدثة، إذ يمكن الرجوع إلى عدد من الأعمال القديمة التي سطرها كبار الروائيين والتي كانت تنطلق من ذلك العالم أو على الأقل كان الكثير من أبطالها يعملون بالصحافة، ربما يرجع ذلك إلى البدايات الصحافية للكثير من الروائيين العرب الذين تزامنت كتابتهم الإبداعية مع عملهم الصحافي أو كانت الصحافة محركًا لهم للانطلاق نحو آفاق الكتابة الإبداعية. شهدت الفترة الأخيرة في مصر صدور عدد من الروايات التي اتخذت من ثيمة العمل الصحافي موضوعًا رئيسيًا لها أو مسرحًا للأحداث فيها. ففي روايته “البلاط الأسود”، الصادرة حديثًا عن الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة، يرصد الروائي المصري ناصر عراق المسيرة الانتهازية لأحد الصحافيين الذي نجح، قبل قيام ثورة يناير في مصر، في الوصول إلى أعلى المراكز استنادًا لعلاقاته المحكمة مع رجال السلطة، متحدثًا عن صراعات تدور داخل أروقة الحياة الصحافية وتساهم في كشف أوجه الحياة السياسية والاجتماعية في مصر خلال ربع قرن. من خلال حياة الصحافي وتقلباته ومهادنته للأنظمة الحاكمة في مصر باختلاف توجهاتها، يسلط عراق الضوء على الكثير من الأحداث الفارقة التي غيرت وجه مصر، وعلى رأسها الإرهاب والعنف الديني والتغيرات السياسية المتلاحقة. الثيمة ذاتها كانت حاضرة بشكل واضح لدى الكاتب المصري أحمد فضل شبلول في روايته “رئيس التحرير.. أهواء السيرة الذاتية”، الصادرة حديثًا عن دار “الآن ناشرون وموزعون” والذي كان بطل روايته الصحافي عينًا ينظر من خلالها الروائي إلى أحوال المنطقة العربية خلال الفترة الممتدة ما بين 1977 و2011.الفترة الأخيرة في مصر شهدت صدور عدد من الروايات التي اتخذت من ثيمة العمل الصحافي موضوعا رئيسيا لها تدور أحداث الرواية داخل إحدى المجلات الخليجية، التي يذهب بطل الرواية للعمل بها، ومن خلال كواليس الحياة الصحافية يتنقل الكاتب ما بين عواصم عربية عدة يرصد من خلالها أوضاع الصحافة العربية وأبرز الأزمات السياسية والثقافية التي مرت بها المنطقة العربية خلال تلك الفترة. لا يكتفي الكاتب باختيار عوالم الصحافة كثيمة لروايته، لكنه يوظف الأشكال الصحافية من مقالات وحوارات وتقارير وتحقيقات وغيرها داخل عمله الروائي، فضلًا عن استخدامه التقنيات الروائية والقصائد الشعرية. في رواية “عيَّاش” للكاتب المصري أحمد مجدي همام، الصادرة مؤخرًا عن دار الساقي، يسرد الروائي حياة صحافي شاب في بداية مسيرته الأدبية خلال فترة حكم الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، لا يتوانى ذلك الكاتب عن تقديم التقارير الأمنية عن زملائه في الجريدة طمعًا في الترقي والتقدم في وضعه المهني. يعكس الكاتب من خلال روايته أوجه الخلل في العمل الصحافي المرتبط بسلطة رأس المال أو السلطة السياسية. قارب عدد آخر من الروائيين الموضوع ذاته في التناول. فثمة مزج بين عالمي الأدب والصحافة يمكن رصده في رواية “اتجاه المرج” للكاتب علي سيد علي، الصادرة عن دار “روافد” أواخر العام الماضي، والتي يرصد من خلالها رحلة بطل الرواية إلى تركيا لإجراء تحقيق صحافي عن الهاربين من جماعة الإخوان إلى اسطنبول عقب ثورة 30 يونيو في القاهرة. كما يتم تقديم صورة للصحافي الانتهازي في رواية “الصحفي” للكاتب المصري محمد الناغي، والمغامرات التي يخوضها صحافي شاب كي يصبح رئيسًا لتحرير إحدى الصحف القومية يرصدها الصحافي المصري نصر رأفت في روايته “الجورنالجي”. يذكر أن ثيمة الفساد في العمل الصحافي قد ظهرت في العديد من الروايات لكبار الأدباء، من أبرز تلك الأعمال رواية “اللص والكلاب” للروائي العالمي نجيب محفوظ، و”الرجل الذي فقد ظله” لفتحي غانم، و”دموع صاحبة الجلالة” لموسى صبري، و”الأشرار” لعمرو عبدالسميع، وغير ذلك من الأعمال الروائية.

مشاركة :