نشرُ الصور الشخصية على فيسبوك يجلبُ لك الحسد و"العين"

  • 9/9/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لا أخفيكم سراً، أبغض الإفراط في نشر صور تخص حياة أحدهم الشخصية زوجته - أولاده، مشاعر رقيقة بينه وبين مخطوبته، تفاصيل شخصية ومظاهر رفاهية أبغض ذلك وأشعر تجاه أصحابها بمشاعر الخوف والشفقة. ‎الاستقرار النفسي والسعادة التي تملأ تلك الصور على يقين أنها لن تدوم طويلاً، أو ربما لم تكن حاضرة في الواقع كما هي في الصور. ‎ياعزيزي أدرك جيداً أنك لم تقصد بالنشر سوى إدخال البهجة على أهلك وذويك ومشاركة المقربين لحظات سعادتك، أدرك تماماً أنك لم تقصد التباهي بما رُزقت من نعم الدنيا، لكن هل لك أن تتخيل أنك أشبه بمن يتجول بسيارته الفارهة وسط حي شعبي فقير بالكاد يجد طعامه ولا يرى مثل سيارتك حتى في أحلامه. ‎هل تستطيع الجزم بأن كل من سيرى ما تعرضه ذو نفس سوية يتمنى لك الخير ودوام السعادة؟، بالأخص في مجتمع كمجتمعنا قلما تجد فيه الاستقرار والسعادة ومشاعر الحب. ‎أحدهم كان يتمنى لنفسه زوجة كزوجتك وأولاداً كأولادك والآخر يتمنى لنفسه حياة كحياتك وطعاماً كطعامك وسعادة وابتسامة كالتي يراها في صورك، هو لا يرى جانب اجتهادك في عملك ولم ير سنوات معاناتك وجوعك وفقرك وغربتك حتى تصل لتلك البسمة التي تظهر على وجهك الآن. ‎ياصديقي، رُزق يعقوب عليه السلام بأحد عشر ولداً غير يوسف، كانوا على قدر من الحسن والجمال، تذْكُر أنهم طلبوا من أبيهم أخوهم الأصغر خضوعاً لأمر يوسف، وتذكر قول يعقوب عليه السلام "وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة". ‎حسناً، ما الدافع وراء ذلك القول غير أن يعقوب خشي عليهم من أعين ونفوس الناس على ماهم فيه من جمال وهيئة كما ورد في تفسير الآية. ‎وما كان قول يعقوب من الخرافات وإنما كان علماً علمه الله له كما قال "وإنه لذو علمٍ لما علمناه". ‎لن أتحدث عن أن البلدة التي كانوا راحلين إليها كانت مصر، لعلها كانت مجرد مفارقة. ‎ياصديقي.. العين حق، فلتجنب حياتك الشخصية بعيداً عن هذا المجتمع قليلاً إن أردت لنفسك دوام السعادة والاستقرار. ‎وأخيراً، اللهم إنه مجرد رأي شخصي وفي النهاية لكل منا حرية ما يعتقد وما يتصرف. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :