وسط تغطية إعلامية محلية وعالمية، أعلن الدكتور خالد العناني وزير الآثار المصرية الكشف عن محتويات مقبرة “صانع الذهب للإله أمون” والذي يدعي “أمنمحات”، وذلك أثناء قيام البعثة الأثرية المصرية بأعمال التنقيب الأثري بمنطقة ذراع أبو النجا بالبر الغربي بالأقصر. وكشفت البعثة أيضا عن بئر للدفن في الفناء الخارجي عثر بداخله علي 3 مومياوات لسيدة وابنيها وعدد من الأواني الفخارية. وأوضح مصطفي وزيري مدير عام آثار الأقصر أن المقبرة المكتشفة تعود لعصر الأسرة الثامنة عشر ( الدولة الحديثة) وتتكون من مدخل يؤدي إلى حجرة شبه مربعة تنتهي بلوحة عليها نص يحتوي على اسم صاحب المقبرة وبها قاعدة مبنية بالطوب اللبن عليها تمثال مزدوج لصاحب المقبرة و زوجته ، وبينهما بقايا تمثال صغير لابنهما المدعو “نب نفر” . وعلى يمين الداخل يوجد البئر الرئيسي للمقبرة من المرجح أن يكون حفر لصاحب المقبرة وزوجته ويبلغ عمقه حوالي 7 متر ويؤدي إلى فتحة بها عدة دفنات تم العثور بداخلها على مجموعة من التوابيت والمومياوات والأقنعة الخشبية وبعض التماثيل صغيرة الحجم. وعلى يسار الداخل للمقبرة يوجد فتحة تؤدي إلى بئر عثر بداخله على مجموعة من التوابيت تعود لعصر الأسرتين 21-22 بعضها تعرض للحرق عمدا في العصور المتأخرة. وأكد د. وزيري أن أهمية هذه المقبرة تعود إلى ما تم العثور عليه داخلها حيث عثر على أجزاء للوحة تقدمة القرابين من الحجر الجيري لصاحب المقبرة، وتمثال مزدوج من الحجر الرملي لشخص يدعى “مح” وكان يعمل تاجرا بمعبد تحتمس الثالث، وبقايا لأربعة توابيت خشبية مزينة بكتابات هيروغليفية ومناظر لآلهة مختلفة ترجع لعصر الأسرات 21، 22، بالإضافة إلي 150 تماثيل أوشابتي مصنوعة من الفيانس والخشب و الطين المحروق والحجر الجيري ،بعضهم يحمل اسم “باخنسو” و “عنخ خونسو.” كما نجحت البعثة كذلك في الكشف عن حوالي 50 ختما جنائزيا، بينها 40 ختما تدل علي وجود مقابر لأربعة أفراد لم تكتشف بعد في المنطقة و هم الكاتب “ماعتي”، وشخص يدعى “بنجي”، وشخص يدعى “رورو” والوزير “بتاح مس”. كما عثرت البعثة أيضا على عدد من الأواني الفخارية ، بالإضافة إلى تميمتين من الفيانس عليها مناظر تقدمة القرابين ، ومسندي للرأس و7 أوستراكا من الفخار والحجر الجيري، ونموذج لتابوت من الفخار عليه كتابات بالمداد الأسود. وأكدت شيرين أحمد شوقي عضو البعثة والمتخصصة في دراسة العظام الآدمية أنه من خلال دراسة مومياء السيدة تبين أنها في العقد الخامس من العمر وتعاني من بعض الأمراض العظام وتشوهات في الفك. حضر الإعلان عن الكشف محمد بدر محافظ الأقصر وعدد من أعضاء مجلس النواب وعدد من سفراء الدول الأجنبية و المستشارين الثقافيين ومديري المعاهد الأثرية الأجنبية بمصر. وقال الخبير الآثري الدكتور محمد فتح الله، أن محافظة الأقصر وحدها تحتوي بداخلها على آثار وكنوز بشرية لا يوجد مثيل لها في العالم كله، مؤكدا أن هذه الاكتشافات الأثرية إضافة حقيقية للتراث المصري. وأضاف فتح الله: “تسويق هذه الاكتشافات لا يقل أهمية عن الاكتشافات ذاتها، وللأسف هذا الجانب نفقده كثيرا في مصر، حتى يعرف العالم الحضارة المصرية وما تمثله للبشرية بأسرها”. وأكمل: “هذه الاكتشافات تساهم بشكل مباشر في تنشيط السياحة المصرية، مما ينعكس على الاقتصاد المصري وينهض به، وبالتالي ينبغي علينا أن نشكل فرقا مخصصة لتسويق تلك الاكتشافات الجديدة للعالم كله”.
مشاركة :