صحيفة المرصد- قحطان العبوش – إرم :أشعلت تصريحات لأمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، جدلاً واسعاً في وسائل الإعلام الخليجية والعربية وحتى العالمية وفي مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً، بعد أن تم فهمها بطريقتين متناقضتين. قطر مستعدة لتلبية المطالب الـ13 وكان الأمير قال حرفياً في مؤتمر صحفي جمعه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ساعة متأخرة من ليل الخميس الماضي، إن قطر وافقت على البنود الـ13 التي اشترطتها دول المقاطعة الأربع لإنهاء مقاطعتها للدوحة. كما قال الصباح في إجابة عن سؤال آخر بالمؤتمر الصحفي الذي عقد في البيت الأبيض بواشنطن، إن قطر “مستعدة لبحث البنود الـ13 التي قدمتها دول المقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر”. وإضافة للبث المباشر والمسجل للمؤتمر الصحفي الذي بدت فيه تصريحات أمير الكويت متناقضة، جاءت وكالة الأنباء الكويتية لتعزز من ذلك التناقض بنشرها تصريحات الأمير عبر تغريدات بحسابها في “تويتر”. وكتبت الوكالة الرسمية في تغريداتها: “أمير البلاد: قطر مستعدة لتلبية المطالب الـ13 والتحدث مع الجميع فيما يتعلق بالخلافات مع الأطراف الخليجية”، و “أمير البلاد: قسم كبير من المطالب الـ13 سيحل إلا أن كل ما يمس أمور السيادة غير مقبول لدينا”، و”أمير البلاد: تلقينا جوابًا قطريًا يؤكد الاستعداد لبحث المطالب الـ13”. وفاجأت تصريحات الصباح المتابعين للأزمة الخليجية التي تمتد تداعياتها لخارج الإقليم بسبب مكانة منطقة الخليج السياسية والاقتصادية والدينية، ووجدت وسائل الإعلام نفسها في حيرة حول كيفية التعامل مع كلام الصباح. ونشرت محطات تلفزة خليجية وعربية في شريطها الإخباري عناوين عاجلة عن قبول قطر بشروط دول المقاطعة؛ ما يعني حل الأزمة الخليجية، قبل أن تتراجع عن تلك العناوين مع ورود تصريحات أخرى للصباح في تجاه مغاير. كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، الجدل والارتباك ذاته، حيث يتصدر الوسمان (قطر تعود للخليج بكل حب) و (قطر ترضخ لشروط الدول الأربع) قائمة الترند في “تويتر” بعدة بلدان خليجية. دوينات المغردين الخليجيين متناقضة أيضًا وبدت تدوينات المغردين الخليجيين متناقضة أيضًا، فبينما يبدي البعض فرحه بانتهاء الأزمة الخليجية، يقول فريق آخر إن قطر لن تتراجع عن سياستها، فيما يرى فريق ثالث في موقف الكويت انحيازًا للدوحة. وقالت الكاتبة السعودية سمر المقرن معلقة على تصريحات أمير الكويت: “سحابة صيف لم تمطر علينا سوى الغبار والأتربة.. أهلًا قطر، فبرغم الخلاف تبقى روابط الأخوة لا يفكها الخصام ولا الزعل”. وكتب صاحب حساب “تركي الشلهوب” الذي تثار تكهنات عن كونه حساباً تابعاً لقطر رغم ادعائه أنه سعودي: “قطر تعود للخليج بكل حب لأنه ليس من مصلحتها أن تبقى بعيدة عن دول الخليج، وأيضًا ليس من مصلحة الخليج أن تبتعد قطر عنه فمرحبًا بقطر وأهل قطر”. وخرج وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في تصريحات حول مستجدات الأزمة الخليجية قائلاً: “ما فهمناه من كلام أمير الكويت أنه يجب أن يكون هناك آلية للحوار”، مضيفًا أن “الحل ينبغي أن يكون من خلال الحوار ومبنيًا على أسس لا تمس السيادة، ومتفقًا مع القانون الدولي، ولا يصح أن يكون الحل على شكل إملاءات على طرف دون آخر، وإنما التزامات جماعية”. وتعكس تصريحات الوزير القطري التي نقلتها قناة “الجزيرة”، الثبات في موقف الدوحة من الأزمة الخليجية بعكس ما سببته تصريحات أمير الكويت التي أوحت في جانب منها بأن هناك تغييرًا في موقف قطر. الخيار العسكري من جانبها، أكدت الدول المقاطعة لقطر، أن الخيار العسكري “لم يكن مطروحًا بأي حال” في الأزمة الخليجية، كما ذكر أمير الكويت في تصريحاته. وأعربت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في بيان مشترك نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس) فجر الجمعة، عن “أسفها على ما قاله أمير الكويت بشأن نجاح الوساطة بوقف التدخل العسكري”، مشددة على أن “الخيار العسكري لم ولن يكن مطروحًا بأي حال”. وأضاف البيان أن “تصريحات وزير الخارجية القطري بعد تصريح أمير الكويت تؤكد رفض قطر للحوار إلا برفع إجراءات المقاطعة التي اتخذتها الدول الأربع لحماية مصالحها بشكل قانوني وسيادي”. ومن المتوقع أن تصدر وزارة الخارجية الكويتية بيانًا رسميًا في الساعات المقبلة لتوضيح ما قصده أمير الكويت بالضبط، وما إذا كان هناك تقدم سري أو علني في حل الأزمة الخليجية عن طريق وساطة الكويت التي تدعمها واشنطن. في حال رغبتكم زيارة “المرصد سبورت”أضغط هنا للاشتراك في خدمة “واتس آب المرصد” المجانية أرسل كلمة “اشتراك” للرقم ( 0553226244 )
مشاركة :