أعلنت مصر، أمس، الكشف عن مقبرة تاجر الذهب وصانع المجوهرات في العصور الوسطى بمنطقة ذراع أبو النجا بالجبل الغربي بمدينة القرنة بمحافظة الأقصر (جنوب البلاد)، وقال الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، إن المقبرة ترجع لعصر الأسرة الـ18، وصاحب المقبرة يدعى أمنمحات، وكان يعمل صائغا للحلي الذهبية للأسرة الحاكمة، وتدعى زوجته أمنحتب، مشيرا إلى أنه عثر بداخل المقبرة على ثلاث مومياوات لسيدة وابنيها وعدد من الأواني الفخارية.وأضاف العناني، أن رسوم المقبرة ما زالت محتفظة برونقها وألوانها، وكذلك القطع الأثرية من التماثيل والأوشابتي والقناع الجنائزي، والحلي محتفظة بكامل هيئتها.حضر فعاليات الكشف الأثري الهام محمد بدر محافظ الأقصر، ومايكل دياميسوس، سفير اليونان بالقاهرة، وشاريس موريتسس، سفير قبرص بالقاهرة، وشى يوون، المستشار الثقافي الصيني، ودراجون بيسينك، سفير صربيا، وأدريان هوي، نائب مدير البعثات بسفارة سويسرا، وعدد من قيادات وزارة الآثار المصرية.من جهتها، قالت مصادر أثرية، إن «العمل بهذه المقبرة لم ينته بعد، حيث تم خلال الأعمال اكتشاف أسماء فرعونية لهم مقابر في تلك المناطق... والمقبرة الجديدة ساقت رجال الآثار إلى مداخل مقابر جديدة، وجاري البدء في اكتشافها مستقبلا».وقال وزير الآثار خلال الاحتفال بيوم التراث العالمي العام الماضي، أكد لي رجال آثار الأقصر قرب اكتشافهم لمقبرة أثرية جديدة بالمنطقة نفسها... وبالفعل انطلقوا في العمل بالاكتشاف الجديد، وهو عبارة عن المقبرة «كامب 390»... فكامب هي عالمة آثار ألمانية عملت كتابا رقمت فيه مقابر الأقصر، فأعطت لتلك المقبرة رقم 390، ولم تعلم ما بداخلها لعدم قدرتها على الدخول والوصول لها.وأكد وزير الآثار خلال المؤتمر الصحافي العالمي أمس، أن رجال الآثار بالأقصر قاموا بالتوصل لتفاصيل ومعالم المقبرة التي تضم «تابوتاً» من الخشب لمومياء، وبها آبار داخلية بعمق 8 أمتار، والمقبرة بحالة جيدة للغاية، وبها مجموعة من الفخار، بجانب تماثيل الأوشابتي والقناع الجنائزي الموجود داخلها، والحلي والمجوهرات لصاحب المقبرة وزوجته وابنه، و«حنية» عبارة عن «نيش» به تمثال مزدوج لصاحب المقبرة الذي كان يشغل وظيفة صانع المجوهرات، فهو عاش في منتصف الأسرة الـ18 الفرعونية في نحو القرن الـ15 قبل الميلاد، وتوجد بئر به مجموعة من المومياوات والتوابيت التي تم العثور عليها أسفل المقبرة، وهي ترجع لعصر الأسرتين الـ21 والـ22 فرعونيا، أي أنه بالقرن العاشرة أو 11 قبل الميلاد.وكانت البعثة الأثرية المصرية العاملة بغرب الأقصر قد أعلنت أبريل (نيسان) من العام الماضي عن اكتشاف مقبرة «أوسرحات» الذي كان يعمل قاضيا للمدينة، وترجع لعصر الأسرة الـ18 بمصر الفرعونية، وعثر بها على مقتنيات أثرية مهمة.قال رئيس البعثة المصرية، مدير عام آثار الأقصر مصطفى وزيري، إن «العمل بالمقبرة لم ينته بعد حيث إنه خلال الأعمال تم اكتشاف أسماء هي «رورو» و«بتاحمس»، و«ماعتي»، و«بنجي»، وسيتم العمل على إيجاد مقابرهم خلال الفترة المقبلة.مضيفا: تتكون المقبرة من مدخل يؤدي إلى حجرة شبه مربعة تنتهي بلوحة عليها نص يحتوي على اسم صاحب المقبرة، وبها قاعدة مبنية بالطوب اللبن عليها تمثال مزدوج لصاحب المقبرة وزوجته، وبينهما بقايا تمثال صغير لابنهما «نب نفر».وأوضح وزيري، أنه عُثر داخل المقبرة على أجزاء للوحة تقدمه القرابين من الحجر الجيري لصاحب المقبرة، وتمثال مزدوج من الحجر الرملي لشخص يدعى «مح» وكان يعمل تاجرا بمعبد تحتمس الثالث، وبقايا لأربعة توابيت خشبية مزينة بكتابات هيروغليفية ومناظر لآلهة مختلفة ترجع لعصر الأسرات (21. 22)، بالإضافة إلى 150 تمثالا أوشابتي مصنوعة من الفيانس والخشب والطين المحروق والحجر الجيري، بعضها يحمل اسم «باخنسو» و«عنخ خونسو». مشيرا إلى أن البعثة نجحت كذلك في الكشف عن نحو 50 ختما جنائزيا، من بينها 40 ختما تدل على وجود مقابر لأربعة أفراد لم تكتشف بعد في المنطقة، وهم الكاتب «ماعتي»، وشخص يدعى «بنجي»، وشخص يدعى «رورو» والوزير «بتاح مس»، كما عثرت البعثة على عدد من الأواني الفخارية، إضافة إلى تميمتين من الفيانس عليها مناظر تقدمه القرابين، ومسندي للرأس و7 أوستراكا من الفخار والحجر الجيري، ونموذج لتابوت من الفخار عليه كتابات بالمداد الأسود.وحول البئر المكتشف في الفناء الخارجي للمقبرة، قالت المصادر الأثرية، إن «التابوتين اللذين عثر عليهما داخله مصنوعان من الخشب الأرز، وهما مستطيلا الشكل، يوجد داخل أحدهما مومياء لسيدة، أما الآخر ففيه مومياوان لطفلين... الأمر الذي يرجح أن هذا البئر بمثابة دفنة عائلية... كما تم العثور على مسند الرأس الخاص بالسيدة ومجموعة من الأواني الفخارية».
مشاركة :