حاصرت قوات الاحتلال «الإسرائيلي» مدرسة «جب الذيب» شرق بيت لحم التي أعاد نشطاء فلسطينيون بناءها بعد هدمها، وسط إطلاق كثيف للقنابل الغازية والصوتية والرصاص المطاطي. وقامت قوات كبيرة من جيش الاحتلال وما تسمى الإدارة المدنية «الإسرائيلية» باقتحام المدرسة من ثلاث جهات، في محاولة لطرد النشطاء الذين يقومون ببنائها، وذلك تمهيداً لهدمها مرة أخرى. وكانت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، قد أعادت بناء وتشييد مدرسة «جب الذيب» إلى الشرق من بيت لحم، بتوجيهات مباشرة من الرئيس محمود عباس، في وقت لم يتجاوز 24 ساعة، بعد أن هدمها الاحتلال قبل أسبوعين. وتمت عملية إعادة بناء خمس غرف صفية بالطوب وسقفها بالحديد المصفح، بمشاركة رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف، وكادرها، وعدد من النشطاء، وأبناء قرية بيت تعمر.وشيعت جماهير غفيرة من أهالي محافظة طولكرم وبلدة علار شمال المحافظة، أمس السبت، جثمان الشهيد قتيبة زهران (17 عاماً)، بعد انطلاق الموكب الجنائزي من مستشفى الشهيد «ثابت ثابت» الحكومي بالمدينة وصولاً إلى منزل الشهيد في علار، كما شيعت جماهير في بيت لحم جثمان الشهيد رائد الصالحي.وأفاد أحمد زهران، ابن عم الشهيد، أن المئات شاركوا في تشييع جثمان الشهيد قتيبة إلى مثواه الأخير، حيث رافق الموكب الجنائزي قوات الأمن الفلسطيني إلى ضاحية شويكة قبل نقله إلى بلدته علار، حيث تم إلقاء النظرة الأخيرة عليه في منزله. وطالب المشيعون الذين جابوا شوارع بلدة علار خلال تشييع جثمان الشهيد الشاب زهران بالرد على جرائم الاحتلال ومحاسبة «إسرائيل» وتحقيق الوحدة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية.وكان الاحتلال قد سلم جثمان الشهيد قتيبة زهران لذويه، ليلة الجمعة، بعد احتجازه لمدة شهر تقريباً، فيما ادعى الاحتلال أن الشهيد زهران نفذ عملية طعن ضد جنوده على حاجز زعترة جنوب نابلس.في أثناء ذلك، استقبل مخيم الدهيشة في مدينة بيت لحم جثمان الشهيد رائد الصالحي (21عاماً) الذي عاد للمخيم بعد احتجاز استمر لستة أيام في ثلاجات الاحتلال، وشيعه رفاقه في محافظة بيت لحم والمحافظات المجاورة في جنازة مهيبة انطلقت من مستشفى بيت جالا الحكومي باتجاه مخيم الدهيشة إلى مقبرة الشهداء في بلدة أرطاس المحاذية للمخيم حيث وري الثرى.وشوهدت والدة الشهيد تهمس في أذن ابنها مودعة له قائلة «هنيئاً لك يا رائد بهذه الشهادة». وكانت قوات الاحتلال سلمت جثمان الشهيد الصالحي يوم أمس عند حاجز «300» شمال بيت لحم، بعد احتجاز استمر لمدة ستة أيام.في أثناء ذلك، دارت مواجهات في القدس المحتلة خلال احتجاجات على طرد قوات الاحتلال هذا الأسبوع عائلة فلسطينية من منزل في المدينة المحتلة أقامت فيه 52 عاماً. وتجمع حوالي 150 فلسطينياً وناشطاً «إسرائيلياً» يسارياً للاحتجاج أمام المنزل الذي كانت تقطنه عائلة شماسنة في حي الشيخ جراح وطردتها منه الشرطة الثلاثاء، قبل أن تندلع مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين ومستوطنين. واعتقل الاحتلال أربعة أشخاص على الأقل، بينهم قاصر، فيما رش المستوطنون المتظاهرين برذاذ الفلفل الحارق.إلى جانب ذلك، دانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة قرار سلطات الاحتلال المصادقة على بناء أكثر من أربعة آلاف وحدة استيطانية في مدينة القدس المحتلة، مؤكدة أن كل المستوطنات المقامة على أرض دولة فلسطين المحتلة غير شرعية بموجب القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.وحذر الأمين العام للمنظمة يوسف العثيمين من خطورة قرار حكومة الاحتلال القاضي بتشكيل مجلس لإدارة شؤون المستوطنين في مدينة الخليل، معتبراً ذلك سابقة خطيرة تهدف إلى تعزيز الوجود الاستيطاني وفرض الأنظمة العنصرية في إطار مخططات «إسرائيل» الرامية لتهويد البلدة القديمة لمدينة الخليل. (وكالات)
مشاركة :