اقتراح ترامب إلغاء سقف الدين الأمريكي يربك صفوف الجمهوريين

  • 9/10/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أثار اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بلبلة في صفوف الجمهوريين، بطلبه إلغاء «سقف الدين»، الذي لطالما استخدم في الكونجرس، ولا سيما من الجمهوريين وسيلة للضغط المالي على السلطة التنفيذية. وقال ترامب، غداة الإعلان عن اتفاق بين الجمهوريين والديموقراطيين بتأجيل ذلك الاستحقاق حتى 8 ديسمبر/ كانون الأول: «أعتقد أن الأمر يستحق البحث». أضاف ترامب: «منذ سنوات يتحدث الناس عن إمكان إلغاء سقف الدين، وهناك أسباب كثيرة تستوجب ذلك»، طارحاً مجدداً النقاش الذي يثير ردود فعل قوية في معسكر الجمهوريين المتمسكين بهذه الورقة القوية في المفاوضات مع السلطات الفيدرالية. ويعد السماح برفع سقف الدين من صلاحيات الكونجرس منذ مئة عام بالتحديد. وإذا كان الأمر ينطوي على مجرد إعطاء الضوء الأخضر لصرف النفقات التي اعتمدها الكونجرس في الميزانية، فلطالما استخدمه المشرعون ورقة ضغط لإقرار الميزانية وإعادة طرح مسألة الدين الأمريكي الهائل الذي اخترق اليوم حاجز ال 20 تريليون دولار.وحتى منتصف تسعينات القرن الماضي، كان الكونجرس يقره بصورة آلية، ولكن الأمر تغير في سنة 1995 في عهد الديمقراطي بيل كلينتون، الذي تعايش مع كونجرس غالبيته جمهورية، وعارضه في مسائل الميزانية.عجز أكبرمنذ ذلك الحين، بات رفع سقف الدين سيفاً مصلتاً على عنق الإدارة الأمريكية، وهو ما واجهته خصوصاً إدارة باراك أوباما. إذ يثير رفض الكونجرس السماح للدولة الفيدرالية بمواصلة الاستدانة خشية من إغلاق المؤسسات الحكومية مثلما حدث في نهاية سنة 2013، أو حتى أسوأ من ذلك، يمكن أن يؤدي إلى عجز أكبر مَدين في العالم عن السداد. وقال الاقتصادي لدى معهد «أميركان انتربرايز» ستان فوجر لفرانس برس «أعتقد أن التخلص من سقف الدين سيكون قراراً سياسياً صائباً. ولكنه أمر صعب. الجمهوريون سيعارضون ذلك بقوة؛ لأنهم يحبون التمسك بهذه الورقة في حال عادوا إلى موقع المعارضة». وأضاف: «من ثم فإنهم سيبدون وكأنهم غير مكترثين بالدين» في حين أنه من المسائل التي شغلت في السنوات الأخيرة مكانة محورية في النقاش السياسي إلى درجة أنها كانت وراء ظهور حركة «حزب الشاي» إضافة إلى أعضائها من غلاة المحافظين، الذين وجد ترامب في صفوفهم عدداً كبيراً من المؤيدين.وردت منظمة «فريدوم ووركس» المنبثقة عن «حزب الشاي» على الفور على فكرة إلغاء هذه الصلاحية على لسان رئيسها آدم براندون، بقوله: إن «سقف الدين أمر جيد، وإن مناقشة الدين من اللحظات التي تتيح للمحافظين خوض معركة رابحة لتحجيم الحكومة».أدوات أكثر فاعليةوبالمثل، عبر رئيس مجلس النواب الجمهوري بول راين عن معارضته بقوله: «لسنا من المعنيين بإلغاء سقف الدين». وأضاف عبر إذاعة «فوكس نيوز»: «رغم أنه ليس مثالياً، فإنه يمثل أداة جيدة لفرض الانضباط في الميزانية». لكن العديد من الاقتصاديين يرون أن سقف الدين لم يكن يوماً أداة فاعلة عدا عن أنه يزيد من تكلفة الاستدانة مع اقتراب الموعد المحتوم لتجديد الإذن بالاقتراض وشعور الأسواق المالية بالخشية من عجز الولايات المتحدة عن سداد ديونها. هذا ما حدث في سنة 2011 عندما خفضت وكالة «ستاندرد أند بورز» التصنيف الائتماني للولايات المتحدة لأول مرة في التاريخ العاصر إلى «ألف ألف +» بدلاً من «ألف ألف ألف». وقال شاي اكاباس من مركز «السياسة الحزبية الثنائية»، إنه عندما ترتفع الفائدة على سندات الخزينة لأنها تصبح عالية المخاطر في إطار المواجهة بين الإدارة والكونجرس، فإن «دافعي الضرائب هم الذين يدفعون الثمن في نهاية المطاف». وأضاف: «أعتقد أن الوقت حان لأن يناقش الحزبان كيف يمكن التزود بأدوات مالية أخرى أكثر نجاعة وأقل خطورة». وسيستمر النقاش في نهاية الأمر لأشهر؛ لأنه مع تأخير استحقاق زيادة سقف الدين إلى 8 ديسمبر/كانون الأول لا يزال لدى وزارة الخزانة إمكانية اللجوء إلى تدابير محاسبية استثنائية لتوفير السيولة دون الاستدانة حتى ربيع 2018.(أ ف ب)

مشاركة :